دروس وتوقيت الحرب الخامسة

07 اغسطس, 2022 09:31 صباحاً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

نبض الحياة

رام الله-مازالت الحرب الإسرائيلية الخامسة على قطاع غزة متواصلة،  التي نجم عنها ارتفاع في اعداد الشهداء والجرحى والخسائر في البنية التحتية والمنازل المستهدفة، وجديد اول امس الجمعة وامس السبت الموافق 6 آب/ أغسطس الحالي ان حركة الجهاد بادرت اول مساء امس وتحديدا في التاسعة مساءا بالرد على الحرب الإسرائيلية بالتزامن مع المؤتمر الصحفي لرئيس الوزراء البديل، يئير لبيد ووزير حربه بيني غانتس، مما دعاهما مع الصحفيين والمراسلين بالهرب من المكان، مستحضرون تجربة بنيامين نتنياهو في حرب أيار / مايو 2021.

والسبب في تأخر الرد النسبي لحركة الجهاد بتقديري يعود لاكثر من عامل الأول حجم الخسائر الكبير في صفوف كادرها العسكري نتاج الضربة الإسرائيلية المفاجئة يوم الجمعة في الرابعة والربع عصرا، الذين تهاونوا في تقدير السياسة الإسرائيلية، وعلى ما يبدو انطلت عليهم لعبة الوساطة، فناموا في شققهم بدل ان تبقى أيديهم على الزناد وفي حالة استنفار، وعدم الوقوع في الخديعة الإسرائيلية؛ ثانيا خلال الساعات الخمس الفاصلة عن الرد تمكنت قيادة سرايا القدس من التقاط أنفاسها، واعادت ترتيب هيئتها العسكرية قبل ان تطلق طلقة واحدة؛ ثالثا حرصت خلال الوقت الفاصل بين الصدمة الأولى والرد لتحشيد مواقف القوى واذرع المقاومة في تبني خيار الرد العسكري على العملية الإسرائيلية الاجرامية حتى ولو من الجانب الشكلي والإعلامي، وهو ما حصل؛ رابعا ارادت ان تقرر هي لحظة الصفر في ردها على الحرب الجديدة، ولم تنساق لردة فعل فورية وسريعة، وانتهجت نهج الحكمة في تقدير الزمان والمكان المناسب للرد؛ خامسا مع ان إسرائيل اختارت لاعلان حربها وقتا مناسبا لها، من حيث اليوم أي الجمعة وقبل لحظة سبوت اليهود، وبعد ان استغلت وقت المماطلة والتسويف من خلال مناورة استغلال الوساطة المصرية لاخراج اكبر عدد ممكن من سكان مستعمراتها في غلاف قطاع غزة، ومع ادارك قيادة سرايا القدس للسبوت ودخوله حيز التنفيذ، الا انها أصرت على الرد، لرد الاعتبار المباشر لها، ولتقل للقيادة الإسرائيلية وللقوى الأخرى المتساوقة معها، ان جاهزية قواتها قوية، رغم الصدمة وحجم الخسائر الكبيرة في صفوفها، وردت لوحدها، ولم يشاركها في البداية أي من اذرع المقاومة بما في ذلك مقاتلي كتائب القسام، والتي مازالت حتى الان لم تنخرط الى جانب قوات سرايا القدس لاعتبارات خاصة بالقيادة السياسية والعسكرية لحركة حماس، رغم صدور بيان اضح مما يسمى بغرفة العمليات المشتركة، اكدت فيه الاذرع المختلفة وقوفها صفا واحدا مع حركة الجهاد، ورفضت ترك الجهاد وحيدة في المواجهة. بيد ان الحقيقة تقول انهم لم يشاركوا في الجولة الأولى من المواجهة وحتى صباح يوم امس السبت، طبعا هناك فرق بين اعتبارات اذرع المقاومة المختلفة وذراع كتائب القسام، ليس الأوان أوان الحديث فيه راهنا.

ومن اهم دروس وعبر الحرب الجديدة السريعة والمستخلصة، أولا اكدت للقاصي والداني من الفلسطينيين بمختلف مشاربهم واتجاهاتهم، ان إسرائيل وبغض النظر عن الحزب او الائتلاف الحاكم، فانها تستهدف الجميع دون استثناء، ولا تفرق بين من تفترض انهم محسوبين عليها ومن تعتبرهم في صف اعدائها؛ ثانيا اكدت الحرب ان خيار الوحدة السياسية والكفاحية، هو الخيار الأمثل لمواجهة التحدي الصهيواميركي؛ ثالثا اكدت الحرب بما لا يدع مجال للشك، على ضرورة طي صفحة الانقلاب على الشرعية والعمل فورا على تطبيق اتفاقيات المصالحة، ودعم الجهود القومية المصرية والجزائرية؛ رابعا عدم السماح لإسرائيل بالاستفراد باي قوة فلسطينية أي كانت درجة التباين والتناقض فيما بينها وبين باقي القوى والاذرع، لانها عملت تاريخيا، وتعمل راهنا، وستعمل لاحقا على الهدف القديم الجديد تفتيت وحدة الصف الفلسطيني عبر وسائل وفتات منافع رخيصة وتافهة، كما هي الان تقوم بتغذية الانقلاب بالبقاء عبر ارسال الأموال مرة بالشنط، ومرة بالسلع ومرة بالتهريب ومن خلال الانفاق وبغيرها من الوسائل؛ خامسا ضرورة وضع خطة واضحة المعالم وبنك اهداف محدد ودقيق لكي وعي القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية. وما لم توقع اذرع المقاومة خسائر حقيقة ومؤلمة في صفوف العدو الإسرائيلي، فكل قذائفها الصاروخية المحدودة المدى والقوة لا تسمن ولا تغني من جوع، وستبقى مجرد عمليات استعراضية غير ذات شأن، وتؤثر سلبا في نتائج الحرب؛ سادسا ضرورة العمل على توحيد طاقات الشعب العربي الفلسطيني في فلسطين التاريخية والشتات والمغتربات لتكون صفا واحدا وفي دائرة التحشيد السياسي والإعلامي الثقافي والقانوني والاقتصادي والتكافلي في كل الميادين، والاستفادة من دعم الاشقاء العرب، ومن أبناء الشعوب الإسلامية وانصار السلام في العالم؛ سابعا التكامل بين الجهود العسكرية والسياسية والديبلوماسية والاقتصادية والإعلامية والثقافية والفنية، وتوطيد الروابط بين الكل الفلسطيني دون استثناء.

[email protected]

[email protected]         

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار