إسرائيل أعلنت الحرب على غزة

06 اغسطس, 2022 11:36 صباحاً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

نبض الحياة

رام الله -في الرابعة والربع عصر يوم امس الجمعة الموافق الخامس من اب/ اغسطس الحالي قامت احدى الطائرات الإسرائيلية باستهداف شقة سكنية في برج فلسطين شارع الشهداء في حي الرمال، واستهدف الشهيد تيسير الجعبري، خليفة بهاء أبو العطاء في قيادة سرايا القدس في شمال غزة، وسقط حتى اعداد هذا المقال 8 شهداء بينهم طفلة عمرها خمس سنوات،  واصابة ما يزيد على 44 جريحا، ليس هذا فحسب، بل انها اطلقت على عمليتها الاجرامية "طلوع الفجر"، مما يعني ان حربها ستكون مفتوحة، ولكن لا يمكن الجزم بأن إسرائيل تستطيع تحديد نهاية حربها. لان تداعيات الحرب غير معروفة حتى الان. ومن السابق لاوانه وضع او تحديد توقيت محدد لنهاية جريمة الحرب الجديدة.

ومن الملفت للنظر، ان الحكومة الإسرائيلية الاستعمارية كانت تتابع مع القيادة المصرية قبل اقل من ساعة من حربها وساطتها مع فصائل وحركات المقاومة وخاصة حركة الجهاد الإسلامي للوصول للتهدئة. لكن القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية الدموية وجهت صفعة قوية للقيادة المصرية ووساطتها، وخذلتها واخذت القانون بيدها، وسعت لفرض بلطجتها وغطرستها على المصريين واذرع المقاومة في المحافظات الجنوبية. حسب ما اعلنه زياد النخالة في لقائه الخاص مع قناة الميادين بعد ساعة من اعلان الحرب امس.

وإذا ولوجنا دائرة السؤال، لماذا اختارت إسرائيل هذا التوقيت لاعلان حربها؟ وهل كانت القيادة الإسرائيلية حريصة على الوصول لوساطة وتهدئة جديدة، ام انها مارست سياسة المناورة والايحاء انها تعمل من اجل التهدئة، في حين انها في الحقيقة كانت تعد العدة لعمليتها العسكرية؟ وماذا يعني ادارتها الظهر للوساطة المصرية؟ الا يعني ذلك اسقاطها الان خيار الوساطة، والذهاب للحرب؟ وكم سيكون المدى الزمني لحربها؟ هل تستطيع إسرائيل تقرير زمن الحرب، ام ان ذلك صعب، ومرتبط بتطورات العملية العسكرية وتداعياتها؟ وهل لحرب إسرائيل علاقة بالانتخابات الإسرائيلية القادمة؟ وما هي أهدافها من الحرب الجديدة؟ وما هي الدروس التي يمكن ان نستخلصها من الحرب؟

أسئلة كثيرة مطروحة، وسيناريوهات افتراضية عديدة يدور الحديث حولها، ولكن بالاجابة على الأسئلة، يمكن الجزم، بأن القيادة الإسرائيلية لم تكن معنية بالوساطة المصرية الا بمقدار ما تحقق أهدافها في تطويع اذرع المقاومة وفق اجندتها ورؤيتها السياسية، وهذا ما لم توافق عليه الفصائل؛ ثانيا ارادت قبل دخول الحرب دس اسفين بين حركة الجهاد الإسلامي وباقي اذرع المقاومة، ولكنها فشلت في تحقيق غايتها؛ ثالثا وأيضا خلال الأيام الأربعة الماضية سحبت سكان المستعمرات المحاذية لقطاع غزة، وهو ما يدلل نيتها المسبقة لشن حرب إجرامية طويلة؛ رابعا يعتقد الإسرائيليون، انهم يستطيعون الضغط على مصر في حال احتاجت لهم في وساطة جديدة. واعتقد ان القيادة المصرية ليست العوبة بيدها؛ خامسا زمن الحرب التي بدأت في الرابعة والربع عصرا بتوقيت فلسطين يوم امس الجمعة لا تستطيع إسرائيل تحديد مداها الزمني، كونها مرتبطة بتداعياتها؛ سادسا الحرب جزء من الحملة الانتخابية المبكرة للائتلاف الحاكم، الذي أفادت استطلاعات الرأي المختلفة حتى الان فشله في الحصول على اكثر من 55 نائبا. لذا أراد لبيد وغانتس وليبرمان وساعر تحسين موقعهم الانتخابي على حساب الدم الفلسطيني؛ سابعا اهداف العملية الإسرائيلية 1- الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي، لكنها فشلت. لان كل اذرع المقاومة رفضت ذلك، وأكدت مشاركتها في الدفاع عن الشعب وشهدائه؛ 2- ترميم الجسور مع الشارع الإسرائيلي، وتحسين صورة الحكومة البديلة؛ 3- كبح جماح روح المقاومة في الضفة الفلسطينية، من خلال توجيه ضربة للاذرع العسكرية في قطاع غزة؛ 4- خلط الأوراق في الساحة الفلسطينية الإسرائيلية بما يخدم توجهات الحكومة.

لكن في ضوء التطورات الجارية حتى اللحظة الراهنة (السابعة والنصف مساء الجمعة امس) وقبل رد اذرع المقاومة على إسرائيل، نلحظ ان كلفة الحرب بدأت كبيرة قبل ان تبدأ فعليا، حيث تكبدت خسائر اقتصادية من خلال اضطرارها لفرض حظر تجول على مساحة 80 كيلومتر من حدود قطاع غزة؛ ثانيا حولت حركة الطيران لمطارات الشمال، ويمكن التأكيد على ان القطاع السياحي انتهى مبكرا هذا العام، وسيتكلف خسائر فادحة؛ ثالثا توقف حركة العمل والمدارس والحياة طيلة الأيام الماضية بعد اعتقال الشيخ بسام السعدي يوم الثلاثاء الماضي والى ما بعد انتهاء العمليات الحربية؛ رابعا ستتضمن الحرب بالضرورة خسائر في الأرواح والمعدات، واغلاق المدن بما فيها تل ابيب وعسقلان وغيرها من المناطق.

اعتقد ان الحكومة الإسرائيلية لم تحسب جيدا نتائج معركتها، وبالتالي ارتكبت حماقة فادحة تجاه نفسها، وستكون خسائرها السياسية والانتخابية والاقتصادية والأمنية العسكرية والبيئية اعلى من حدود تقديراتها. وللحديث عن العملية الاجرامية، التي اطلقت عليها إسرائيل عنوان "طلوع الفجر" بقية، ولكنها ستكون واحدة من معارك افول وسقوط إسرائيل، حتى لو ربحت الحرب. لان ليس كل ربح اني، يعني ربحا كاملا للمعركة. وقادم الأيام كفيل بالجواب.

[email protected]

[email protected]      

مواضيع ذات صلة

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار