بينت ولبيد وحل الكنيست

22 يونيو, 2022 10:01 صباحاً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

نبض الحياة 

رام الله- تأخر اعلان نفتالي بينت ويئير لبيد، الثنائي المركزي في ائتلاف حكومة التغير الإسرائيلية، الذي تم اول امس الاثنين الموافق 20 حزيران الحالي عن حل الكنيست ال24، والذهاب لانتخابات برلمانية جديدة للمرة الخامسة في اربع سنوات، لان الحكومة كان يفترض ان تنهار في الشهور الأولى من تشكيلها، لان تركيبتها وائتلافها السباعي متعدد التوجهات وان كان ذات خلفية صهيونية رجعية واحدة، باعتبارها الناظم الأساس لكل القوى الصهيونية، وحتى حليفهم الفلسطيني كتلة "راعم" ذات الخلفية الاخوانية لا تختلف كثيرا عنهم في الجوهر. 
المهم اعلن بينت صاغرا عن انهيار حكومته الفاسدة والفاشية، لانه فقد أولا الأغلبية داخل البرلمان الإسرائيلي؛ ثانيا كون حزبه "يمينا" بات قاب قوسين او ادنى من التفكك بعد خروج عيديد سيلمان، واستعداد نير اروباخ للانشقاق عن الحزب، ودعم الليكود، وفي نفس الوقت، محاولات شاكيد للانقضاض على ما تبقى من الحزب، او الانشقاق وتشكيل اطار جديد؛ ثالثا عدم تمكن الائتلاف من تقديم مشاريع قوانين جديدة للتصويت عليها في الكنيست لعدم وجود اغلبية، وعليه سحب الائتلاف كل مشاريع القرارات التي تقدم بها سابقا؛ رابعا استباقا لتوجه المعارضة بزعامة نتنياهو بتقديم مشروع قرار بحل الكتيست يوم الأربعاء (اليوم) وحتى لا يعطي المعارضة شرف اسقاط الحكومة؛ خامسا أيضا لتمرد نائبين فلسطينيين على ضوابط الائتلاف، وهما غيداء زعبي (ميرتس) مازن غنايم (راعم)، ورفضهما الالتزام بالدفاع عن مشاريع القوانين العنصرية؛ خامسا كل ما تقدم شكل حالة تآكل وتفكك في بنية الائتلاف الحاكم، الذي ولد تحالفا مأزوما، ومليئا بالتناقضات، لم يجمع بين مكوناته سوى العداء لنتنياهو، زعيم الليكود، وابعاده عن رئاسة الحكومة. وهو سبب تافه وقاصر ويعكس افلاس القوى الصهيونية جميعها، وعدم تمكنها من كسب ثقة الشارع الإسرائيلي.
فضلا عن عدم طرح أي منها رؤى برنامجية سياسية او اقتصادية تتعلق بالمجتمع او النظام السياسي، وبقيت جميع القوى أسيرة فزاعة عودة زعيم الليكود، حتى إدارة الرئيس بايدن الأميركية لحسابات خاصة بها، إضافة لتحالفها الاستراتيجي مع دولة إسرائيل الاستعمارية، دعمت الائتلاف بقوة، ولم تحاول الضغط على رئيس الحكومة، صاحب المقاعد الستة، والائتلاف لقطع الطريق على عودة ملك الفساد، والمعادي للحزب الديمقراطي. ومع ذلك مازال نتنياهو، رغم كل قضايا الفساد الأربعة التي تلاحقه امام المحاكم الإسرائيلية الأكثر شعبية، وامس الثلاثاء اظهر استلاع للرأي نشره "راديو 103" ان حزب الليكود بزعامة بيبي سيحصد 36 مقعدا في الكنيست في حال جرت الانتخابات اليوم. 
هذا وتم اعلان يوم الثلاثاء الموافق 25 تشرين اول / أكتوبر القادم موعدا لاجراء الانتخابات القادمة، وهو ما سيجري التصويت عليه اليوم الأربعاء الموافق 22 حزيران الحالي. سيتولى رئيس الحكومة البديل، يئير لبيد رئاسة مجلس الوزراء خلال الفترة الانتقالية وفق الاتفاق بين اركان الائتلاف، وهو ما سيفقد بينت الفرصة في استقبال الرئيس بايدن الشهر المقبل كرئيس حكومة. 
حل الكنيست مجدا فتح أبواب الازمة البنيوية في المركبات الصهيونية على مصاريعها، ولا اعتقد ان أي من الموالاة او المعارضة سيتمكن من تشكيل حكومة جديدة، اذا حافظت نتائج استطلاعات الرأي المعلنة على مستوياتها الحالية. لا سيما وان المعارضة بزعامة نتنياهو ستحصل على 59 مقعدا، في حين الموالاة ستحصد 55 مقعدا، وبالتالي لن يتمكن أي منهم الحصول على الأغلبية الا اذا تحالف مع احد القوائم الفلسطينية. وهو ما يؤكد مجددا ان الصوت والمقعد الفلسطيني في الكنيست، هو بيضة القبان شاءت القوى الصهيونية اليمينية المتطرفة ام ابت. وان رفضوا التحالف مع احدى القائمتين (رغم ان منصور عباس، زعيم القائمة العربية الموحدة "راعم") اعلن سلفا استعداده للانخراط في تحالف مع نتنياهو وبن غفير. ولكن ليس المهم ما صرح به زعيم الحركة الإسلامية الجنوبية، انما المهم قبول او عدم قبول القوى الفاشية الائتلاف معه. رغم ان التحالف معه لا يكلف القوى الصهيونية سوى اثمان بخسة. لكن مشكلة تلك القوى العنصرية في مبدأ القبول باي فلسطيني مهما كانت خلفيته. 
وان لم يتم إقامة ائتلاف يميني متطرف قوي، وان لم يلجأ الصهاينة لاحدى القوائم الفلسطينية ستعود دوامة دورة الانتخابات مجددا للواجهة، وهو ما يعكس النتيجة العلمية القائلة، ان المشروع الصهيوني وصل إلى نهاياته، ولم يعد قادرا على مواصلة الحضور، حتى لو ضخوا في جسده المترهل كل وحدات الدم، او صنعوا له ارجل من خشب، لن يقو على البقاء، وهذا لا يعني الانهيار الدراماتيكي، وانما سيشهد جملة من الازمات، التي قد تؤدي لحرب أهلية بين القوى الصهيونية المختلفة، مع ما لها من تداعيات متعاظمة على مستقبل دولة المشروع الصهيوني الكولونيالية. وقادم الأيام كفيل باعطاء الجواب.
[email protected]
[email protected]  
 

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار