نبض الحياة
رام الله-في الأعياد الدينية والوطنية والقومية والإنسانية تميل الشعوب قاطبة الى تعزيز لغة وسلوك التسامح، وإعطاء فرصة لاتباع الديانات وللشعوب عموما في احياء مناسباتها المختلفة، ولتحتفل وفق طقوسها في فعالياتها وانشطتها بسلام، وتعقد هدن عسكرية بهذا الخصوص، وتنتصر لغة التهدئة، وتغرب سياسات الجريمة والدم لبعض الوقت، لينعم بني الانسان هنا او هناك بالسكينة والسلم الأهلي والقومي، ولتمنح الطفولة والنساء والشيوخ والشباب استراحة المحارب، وحتى في خضم الحروب الاهلية والقومية والعالمية، واشتعال الحرائق تتوقف آلة الحرب بكل صنوفها من طائرات وقنابل وصواريخ ودبابات، وحتى يتم في تلك المناسبات تبادل للأسرى أحيانا.
لكن هذا السلوك الإنساني الإيجابي عموما بالمعايير النسبية لا وجود له في اجندة العدو الإسرائيلي، لان الفكر الإرهابي الفاشي والمرابي واللاهوتي الصهيوني المتطرف لا يقبل القسمة على لغة التسامح والسلام المؤقت، ويرفض تطبيق او الالتزام بالهدن التي وقع عليها، ويرتكب ابشع جرائم حربه وارهابه في مثل تلك المناسبات لايقاع اكبر الخسائر في صفوف الشعوب العربية عموما والشعب العربي الفلسطيني خصوصا، ويدمي قلوب أبناء الشعب. ومن يعود لتاريخ جرائم ومجازر الحركة الصهيونية ودولتها الفاشية في دير ياسين والدوايمة وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا وغيرها من الحروب والاجتياحات والاقتحامات للمعابد الدينية الإسلامية والمسيحية حتى الان سيلحظ ان اغلبها تمت في زمن الأعياد اليهودية.
وكأن الحركة الصهيونية وعصاباتها، ودولة إسرائيل ومؤسستها العسكرية وأجهزتها الأمنية ورثية النظرية الأمنية الفاشية ومعها الأحزاب الحريدية والحاخامات من الفرق الدينية الارثوذكسية المتطرفة والمعادية للتسامح تعتقد جميعها، ان لا قيمة لاعيادها اليهودية دون استنزاف الدم الفلسطيني، وتاجيج الصراع، وصب الزيت على النيران المتقدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ومن يعود لتاريخ الصراع العربي الصهيوني عموما، والفلسطيني الإسرائيلي تحديدا سيرى بام عينه، ويقرأ وقائع الاعمال الفاشية في مختلف المناسبات الدينية، التي بعضها لا يعلن عنها لاعتبارات مختلفة.
ومن يتابع الان جرائم قطعان المستعمرين في اقتحامات المسجد الأقصى، وعمليات القتل والاغلاقات والاعتقال ومصادرة الأراضي والبيوت في القدس العاصمة وفي خليل الرحمن واغلاق الحرم الابراهيمي الشريف ونابلس وجنين وغزة ومحافظاتها ورام الله والبيرة واريحا وطولكرم وسلفيت وقلقيلية وداخل الداخل في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة يشاهد نزيف الدم الفلسطيني، وحتى في الشتات يرى اصابعهم وسموهم موجودة مع اسيادهم الاميركان، من خلال أيديهم واذرعهم وادواتهم الموجودة والعابثة في مخيم عين الحلوة وغيرها من المخيمات الفلسطينية من أصحاب العمامات الى كل عناوين التكفيريين من صفويين فرس واخوان مسلمين وغيرهم من اتباع الديانة المسيحية وخاصة من الزمر الانعزالية، الذين لم يكفوا عن التحريض على الشعب العربي الفلسطيني وحركته الوطنية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وعمودها الفقري حركة فتح، التي يجري التآمر عليها الان في وضح النهار لاجتثاثها من قبل أولئك أصحاب شعار "وحدة الساحات"، لتسييد حركة حماس الاخوانية لتنفيذ مخطط تدمير المخيمات في الشتات، وتكريس التوطين او الترحيل لدول أوروبا وغيرها.
ومع ذلك الشعب العربي الفلسطيني وقياداته الوطنية وفي مقدمتها قيادة المنظمة والسلطة بمختلف انتماءاته السياسية والفكرية والدينية يشاطر اتباع الديانة اليهودية المسالمين ومن محبي التعايش في العالم كله التمنيات الطيبة، ويدعو لهم بالاعياد السعيدة، وحمايتهم من كل مكروه. رغم ان الأغلبية من الصهاينة المختطفين للديانة اليهودية يمارسون ابشع جرائم الإرهاب والبطش والتنكيل والفاشية السوداء ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني.
لكن الشعب الفلسطيني المؤمن بالسلام والتسامح والتعايش ينتصر على الالام والجراح وندوب القتل والمصادرة والتهويد ويدعو انصار السلام ليرتقوا الى متطلبات السلام، ويعلنوا باعلى صوتهم رفضهم لخيار الدولة والحكومة الفاشية الإسرائيلية، ويتوجهوا للرأي العام داخل اتباع الجاليات والمنظمات اليهودية في العالم، وللرأي العام العالمي ليفضحوا حقيقة حكومة الترويكا الفاشية بقيادة نتنياهو، ويطالبوا الدول والاقطاب في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومساندة القيادة الشرعية برئاسة محمود عباس لتعميم لغة السلام والانتصار لخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم وفق القرار الدولي 194 والمساواة الكاملة لابناء الشعب في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة، لتنتصر العدالة النسبية والمقبولة. لان استمرار ديمومة الحرب والجريمة والإرهاب الصهيوني لن يبقي ولن يذر، وستكون نتائجه وخيمة جدا.
وكل عام واتباع الديانة اليهودية من أبناء الشعب العربي الفلسطيني (السمرة) وكل نصير من انصار السلام في إسرائيل والجاليات اليهودية في العالم بخير، وعيد راس سنة يهودية مبارك.
[email protected]
[email protected]
دمنا واعيادهم
نشر في : 18 سبتمبر, 2023 09:25 صباحاً