تهديد هينغبي الاجرامي
نشر في : 16 سبتمبر, 2023 08:43 صباحاً

نبض الحياة

رام الله - دولة قامت على نفي ونكبة الاخر، صاحب الأرض والتاريخ والموروث الحضاري، وارتكاب جريمة من أبشع جرائم العصر الحديث تنفيذا لارادة واستراتيجية سادتها من دول الغرب الرأسمالي الاستعماري، وارتكبت عشرات المجازر والمذابح والحروب والاجتياحات، ونهبت الأرض، وتعمل ليل نهار على نهب التراث الحضاري والثقافي بهدف اجتثاث كل ما له صلة بالشعب العربي الفلسطيني، ومازالت تواصل عمليات التطهير العرقي مستخدمة الوسائل والأسلحة كافة لتفريغ الأرض الفلسطينية من شعبها الاصلاني.
هذه الدولة وحكوماتها وقياداتها ومؤسساتها العسكرية والأمنية والتربوية والثقافية والدينية والقضائية المتعاقبة لم تترك سلاحا، او جريمة ألا واستخدمتها لتحقيق هدفها في إبادة وتصفية وتطهير الأرض الفلسطينية العربية من أبنائها، وقامت وتقوم الدوائر الغربية بقيادة الولايات المتحدة بتمويل وتسليح هذه الدولة اللقيطة لبلوغ الهدف المذكور، لابقاء الوطن العربي وشعوبه وحركة تحرره الوطنية بلا حول ولا قوة، وفي ذيل حركة التاريخ، وتحويلهم لعبيد مأجورين لخدمة أهدافهم من خلال فرض حكام باعوا ضمائرهم وتاريخهم في سوق نخاسة الغرب، وسهلوا له نهب ثروات شعوبهم، وتأبيد انظمتهم في دائرة التبعية والمحوطة.
إذاً قيادات إسرائيل بمختلف مشاربها وتلاوينها الصهيونية لا تتورع عن ارتكاب أي جريمة، او اطلاق اية مواقف صفيقة ودونية ضد الشعب الفلسطيني وقياداته الوطنية. لانها تعتبر نفسها محمية بشبكة الأمان الأميركية والأوروبية الغربية، وتعتقد انها فوق القانون والمساءلة. ولهذا أطلق تساحي هينغبي، مستشار الامن القومي الإسرائيلي يوم الاثنين الموافق 11 أيلول / سبتمبر الماضي تهديدا صريحا ضد السلطة الوطنية وقيادتها في حال إصرارها على المطالبة بفتوى من محكمة العدل الدولية بشأن الاحتلال الإسرائيلي للضفة الفلسطينية، في مداخلته التي القاها في المؤتمر الأمني، الذي نظمته جامعة "رايخمان" في هرتسليا حول ما يسمى "الإرهاب" حسب موقع "واللا" العبري بذات التاريخ.
وبشكل فاجر ووقح، وبعيد كل العبد عن أي منطق، سوى المنطق الفاشي والبلطجي، اطلق تهديده قائلا "إذا تقدم مقاتلا أو جنديا أو ضابطا في الجيش إلى العدالة أو المساءلة القضائية، فإنكم بذلك تعرضون وجودكم ذاته للخطر." وتابع متبجحا "هذه خطوة تتعارض مع كافة الاتفاقيات، التي وقعناها ومخالفة لها. إذا ذهبتم (يقصد القيادة الفلسطينية) مع شركائكم إلى محكمة العدل الدولية، سيشكل ذلك خطرا على الجنود الإسرائيليين، خطر حقيقي، انتم تتعاملون هنا بارهاب."
واسأل مستشار الامن القومي الاستعماري، لماذا تخشون من تشخيص طبيعة استعماركم الفاشي، اذا كنتم تعتقدون ان روايتكم ليست مزورة، ولا تتناقض مع حقائق التاريخ؟ وعن اية اتفاقيات تتحدث؟ وهل انت وحكومتك المارقة والحكومات السابقة ألتزمتم بمخرجات باية اتفاقات، او التزمت انت بمخرجات مؤتمري العقبة وشرم الشيخ؟ التي انت بلسانك ومع وصولك لدولتك الفاشية في اعقاب انتهاء اعمال المؤتمرين، تنكرت مباشرة لها. وكان رئيس حكومتك الفاسد واللص نتنياهو، اعلن منذ العام 1996 انه دفن اتفاق أوسلو واتفاق واي ريفير، الذي وقع عليه شخصيا، ورفضتم الالتزام باي اتفاق، ومازلتم ترفضون خيار السلام الممكن والمقبول، وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967، وهذا ما أكده رئيس الحكومة السادسة قبل شهر او اكثر قليلا، عندما قال، لن اسمح بوجود دولة فلسطينية. ثم لماذا لا يحاكم ضباطكم وجنودكم على جرائم الحرب، التي ارتكبوها؟ ولماذا لا تحاكم انت ونتنياهو وبن غفيير وسموتريش وليبرمان وليفين وساعر وغانتس ولبيد وبينت .. الخ من اسماء الصهاينة القتلة؟ وماذا ستخسر القيادة الفلسطينية في حال استمرت في مطالبتها بالحد الأدنى من العدالة، وتشخيص واقع الاستعمار الاجلائي الاحلالي الصهيوني، الذي انت احد اعمدته؟ وما هو الخطر، الذي سيصيب القيادة والشعب الفلسطيني اكثر من خطر استعماركم وفاشيتكم وارهابكم وعنصريتكم؟ يا حبذا لو تعلن عن ذلك صراحة.
أيها القاتل هنيغبي تأكد، ان محاكمتكم جميعا كمجرمي حرب، هو الحد الأدنى من العدالة، وبالتالي ضع في حسابك، ان المحاكمة ستطالك ذات يوم، وستطال كل من ارتكب مجزرة منذ بدأت عمليتكم الاستعمارية في القرن الماضي، وستطال اسيادكم في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكل دولة أسهمت في استعماركم لفلسطين ارض الشعب العربي الفلسطيني، ولم يعد هناك شيئا يخسره الفلسطيني الا جوعه وحصاره وقهره وقتلة واعتقاله، ولهذا لا يخشاك، ولا يخشى تهديدك، واعلى ما في خيلك اركبه.
واما حديثك عن قطع العلاقات مع السلطة الوطنية، فكفى تضليلا، وكأن الذي يسمعك يعتقد، ان بين حكومتكم وقيادة السلطة علاقات طبيعية، او نصف طبيعية، وبالتالي السلطة ستفقد غطاءكم! ياحبذا يا هنيغبي لو تغادروا ارض الوطن الفلسطيني، وتتركونا ننزع شوكنا بايدينا، فكوا عنا، ارحلوا الى حيث شئتم، لا نريد مجرد وجودكم على ارضنا، وإن لم ترحلوا بالخاطر، بالضرورة سترحلون ورؤوسكم مغطاة بالعار والهزيمة.
[email protected]
[email protected]