اقتحام الأقصى محاولة لتهويد المدينة المقدسة
نشر في : 23 مايو, 2023 10:21 صباحاً

رام الله -في خطوات تصعيدية من قبل الوزير المتطرف في حكومة نتنياهو إيتمار بن غفير وتحت حماية قوات الاحتلال عاد مجددا ليقتحم المسجد الأقصى المبارك وبموافقة واضحة وصريحة من حكومة الاحتلال ورئيسها بنيامين نتنياهو وعلى حسب ما يبدو أنهم لن يتورعوا عن القيام بحماقات ستؤدي الى اشعال المنطقة برمتها وأنهم عازمين على أن تدخل المنطقة في حروب وأزمات جديدة ويعد ذلك بداية إشعال للحرب الدينية انطلاقا من المدينة المقدسة ويشكل هذا الاقتحام منعطف جديد وخطير على مستقبل الصراع العربي الاسرائيلي وأن هذا السلوك يعد استباحة للحرم القدسي الشريف وعدوانا على القبلة الأولى للمسلمين واستفزازا لمشاعرهم بقرار من الحكومة الإسرائيلية التي يقودها زعماء اليمين المتطرف وأحفاد كهانا .

وقاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير عملية الاقتحام ضمن عشرات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك وهذه المرة الثانية منذ توليه منصب وزارة الأمن القومي يقتحم المتطرف بن غفير باحات المسجد الأقصى ووصل في ساعات الصباح الباكر إلى ساحة البراق حيث نفذ عشرات المستوطنين عملية الاقتحام للمسجد الأقصى من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات متتالية ونفذوا جولات استفزازية في ساحاته وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم وأدوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية منه وقبالة قبة الصخرة وانتشر عناصر من شرطة الاحتلال والوحدات الخاصة في ساحات الحرم وقاموا بإبعاد المصلين والمرابطين عن مسار اقتحامات بن غفير والمستوطنين للمسجد الأقصى المبارك وشددت شرطة الاحتلال من إجراءاتها على أبواب الأقصى وفرضت قيودا على دخول الشبان للمسجد ودققت في هويات المصلين واحتجزتها عند الأبواب .

ويعد هذا الاقتحام اعتداءا سافرا على المسجد الأقصى وستكون له تداعيات خطيرة كون أن محاولات بن غفير وأمثاله من المتطرفين تهدف لتغيير الوضع القائم في المسجد الاقصى وهي محاولات مدانة ومرفوضة وستبوء بالفشل وأن الشعب  الفلسطيني سيبذل كل ما في وسعه من اجل حماية القدس وسيكون لهم بالمرصاد دوما وأن دخول المتطرف بن غفير في ساعة مبكرة مثل اللصوص الى ساحة المسجد الاقصى لن يغير من الواقع ولن يفرض سيادة اسرائيلية عليه .

ومن الواضح أن الاقتحامات المتتالية للمسجد الأقصى والرامية لترسيخ سياسة التقسيم الزماني والمكاني له لن تغير من الوضع القانوني والتاريخي القائم والذي يعد فيه الأقصى وقفا إسلاميا خالصا ويجب على حكومة الاحتلال التوقف بشكل فوري عن الممارسات التصعيدية التي تؤجج حالة الاحتقان القائمة بالفعل في الأراضي الفلسطينية المحتلة .

المسجد الأقصى حق خالص للعرب والمسلمين والفلسطينيين ولا يقبل القسمة أو الشراكة ويرفض الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وكل احرار العالم أي محاولة لتغيير الوضع القائم التاريخي في المسجد الأقصى وما يتصل بذلك من تشريع للاقتحامات اليهودية للمسجد المبارك وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة جميع شؤون الحرم القدسي الشريف وتنظيم الدخول إليه .

وتواصل حكومة التطرف الاسرائيلية ارتكاب سلسلة من الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس بالتزامن مع استمرار الإجراءات الأحادية من توسع استيطاني واقتحامات متواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة والتي باتت تنذر بالمزيد من التصعيد وتمثل اتجاها خطيرا يجب على المجتمع الدولي العمل على وقفه فورا وضمان توفير الحماية للشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال . 

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]