أقمار الشهادة تضيء اريحا
نشر في : 07 فبراير, 2023 11:01 صباحاً

نبض الحياة

رام الله -دورة الدم والإرهاب الصهيونية في اراضي الدولة الفلسطينية المحتلة تدور بسرعة المتوالية الهندسية، لا تتوقف، وكل يوم تزداد شراسة ووحشية، وانفلاتا من عقال القيم والمواثيق والقوانين الدولية مع صعود الفاشية الجديدة. ولم تترك مدينة او قرية او مخيم ولا حتى خربة فلسطينية الا وتمارس بطشها وجرائمها عليها بشكل متواصل دون اي سبب، سوى مواصلة نزعة التطهير والكراهية والعنصرية والقتل او الاعتقال او الهدم للمنازل وحظائر المواشي والأبقار والأغنام ... الخ
وكأن دولة الاستعمار الاسرائيلية اللقيطة تريد ان تذكر الفلسطيني بشكل يومي وعلى مدار الساعة، بانها موجودة، ولن توقف إرهابها المنظم الا باستسلامه الكامل امام روايتها المزورة، والتنازل عن حقوقه التاريخية في ارض وطنه الأم، و بفاشتها وعنصريتها على جلده وأرضه وحقوقه السياسية والقانونية. وهذا من سابع المستحيلات مهما طال امد الصراع. لا سيما وان الشعب العربي الفلسطيني دافع عن حقوقه على مدار القرن الماضي، اي قبل إقامة اسرائيل الفاشية في عام النكبة، ولم يرفع الشعب ولا نخبه السياسية والثقافية الراية البيضاء، ومازالوا في خندق الدفاع عن الذات الوطنية والاهداف الفلسطينية كاملة غير منقوصة.
ومن عملياتها الوحشية الجديدة، جريمة الحرب فجر امس الاثنين الموافق ٦ فبراير/ شباط الحالي، التي أعلن العدو الصهيوني عن اغتيال عدد لا يقل عن خمسة شهداء من ابناء الشعب الاعزل في مخيم عقبة جبر/ اريحا، بذريعة ان بينهم الشابين اللذين اطلقا الرصاص على احد المطاعم الاسرائيلية الاستعمارية قبل أسبوع مضى، أضف لثلاثة إصابات خطرة، ليس هذا فحسب، بل ان قوات وحدة المستعربين قامت باختطاف جثامين الشهداء والجرحى على حد سواء، وأبقت وراءها اثار دماء جريمة الحرب الجديدة.
وكانت قوات جيش الإرهاب والجريمة المنظمة الاسرائيلية فرضت خلال الأسبوع الماضي عقابا جماعيا تمثل بحصار مدينة القمر من مداخلها الأربعة، وضيقت الخناق على ابناء الشعب الفلسطيني في الدخول والخروج من والى المدينة، وأهدرت طاقة المواطنين على الحواجز التي نصبتها على بواباتها وخاصة من الأطفال والنساء والعمال والمسافرين، وقامت بامتهان كرامتهم. فضلا عن انتهاج انتهاكات اثناء تفتيش السيارات والركاب على حد سواء.
وهذه جريمة حرب جديدة يندى لها جبين العالم، ترتكب في وضح النهار، وبانتهاك صارخ للقانون الدولي، وحقوق الإنسان، ورغم بشاعتها ودونيتها لم تحرك وسائل الاعلام العربية والإقليمية والدولية ساكنا، وكأن الدم الفلسطيني المراق، ليس دما انسانيا، ولا كأن القاتل المغتصب للأرض والحقوق خليفة النازية والفاشية الغربية عموما، والهتلرية الفرانكية خصوصا ارتكب مجزرة بشعة بحق ابناء الشعب الفلسطيني، او كأن العالم منح غلاة الصهيونية الاستعمارية صكوك براءة مسبقا من الدم والحقوق الفلسطينية، وهو ما يعكس سقوط المنظومة العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأخلاقية والسياسية والقانونية، ويعمق ثقافة الغاب والجريمة المنظمة، ويغتال كل قيم العدالة الإنسانية، ويفتح شهية قطاع الطرق وقراصنة العصر، الفاشيون الجدد لارتكاب كل الموبقات اللا إنسانية والمتوحشة ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني، والشعوب الضعيفة.
ورغم هذاالصمت المريب، سيدافع ابناء الشعب الفلسطيني عن ذاتهم ومستقبلهم، وعن حقهم في الحياة الحرة والكريمة على ارض وطنهم الأم، ودولتهم المستقلة السيدة وعاصمتها القدس الشرقية وسيعملون على استرداد حقوقهم الوطنية  في العودة وتقرير المصير والمساواة الكاملة غير المنقوصة، وسيبقى شهداء اريحا/ عقبة جبر اقمارا يضيئون سماء مدينة الإنسان الكنعاني الاول، التي بنوها قبل عشرة آلاف سنة.
آن الأوان ان يدرك الصهاينة صناع المحرقة والمجزرة، ان حركة وصيرورة التاريخ ليست في صالح مشروعهم الكولونيالي الاجلائي الاحلالي، وسيحاكمون على جرائم حربهم فردا فردا حيا او ميتا
[email protected]
[email protected]