الأقصى ليس بحاجة للتنديد والشجب، الأقصى بحاجة للتضحية والفداء
نشر في : 04 يناير, 2023 06:00 مساءً

بيروت -شبعنا تنديدا واستنكارا وخذلان أيتها الحكومات العربية والإسلامية، وشبعنا تأييدا وكلاما أيتها الشعوب العربية والإسلامية النائمة، ما حدث أمس من اقتحام المتطرف الصهيوني أيتمار بن غفير يذكرنا بتاريخ ٢٨-٩-٢٠٠ يوم  اقتحم فيه  رئيس الوزراء الصهيوني المقبور إرائيل شارون المسجد الأقصى بحماية الآلاف من الجنود المدججين بالسلاح، والامس لم يكن مجرد تدنيس للمقدسات الإسلامية ولا مجرد اقتحام لمجموعة من المتطرفين الصهاينة فحسب بل سياسة مدروسة من قبل الجماعات الصهيونية اليمينية المتطرفة التي تعمل بكافة الطرق على تهويد المدينة من خلال طرد سكانها الأصليين من المسلمين والمسيحيين والاستلاء على بيوتهم وعقاراتهم ومن ثم إزالة المسجد الأقصى المبارك لإقامة هيكلهم المزعوم مكانه.

 يوم اقتحام شارون للمسجد الأقصى عام 2000 قامت الدنيا ولم تقعد في الوطن العربي والإسلامي فإشتعلت العواصم والمدن العربية والإسلامية بالتظاهرات الغاضبة، مما اضطر الحكومات للإستماع لصوت شعوبها فإرسلت إنذارات للولايات المتحدة الأمريكية، وتداعت هذه الدول لعقد قمة عربية طارئة في ٢١-١٠-٢٠٠٠    في مصر لدراسة الوضع المشتعل في فلسطين. 

وفي يوم ٢٨-٩-٢٠٠٠ اندلعت انتفاضة الأقصى، واليوم وبعد مرور ٢٣ على اقتحام شارون للمسجد الأقصى فإن التاريخ يعيد نفسه، مع اقتحام بن غفير مع مئات المستوطنين من الجماعات اليمينية المتطرفة التي دنست ونجست والتي تسرح وتمرح في باحات المسجد الأقصى تحت حراسة جيش الإحتلال الصهيوني، لكن هذه المرة ومع التهافت العربي والإسلامي للتطبيع مع كيان الإحتلال المجرم، لم نرى سوى التنديد والشجب والاستنكار من قبل الدول وحكوماتها والصمت المطبق من الشعوب العربية والإسلامية ولم نشاهد اي تحرك في الشارع العربي والإسلامي، بل بالعكس فإن رئيس الوزراء الصهيوني المجرم نتنياهو ينوي زيارة بعض الدول العربية والاسلامية المطبعة، وهنا لا بد من السؤال أين رئيس لجنة القدس ملك المغرب من كل تلك الاقتحامات والاعتداءات الصهيونية بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى، ولماذا تستضيف مملكة رئيس لجنة القدس  قمة (النقب ٢) التي تجمع كيان الإحتلال الصهيوني مع الدول المطبعة والموقعة على (اتفاق أبراهام) في شهر آذار ٢٠٢٣.

نحن كفلسطينيين لا نعول على الدول والحكومات العربية والإسلامية انما نعول على تفاعل الشعوب العربية والإسلامية والتي تستطيع الضغط على حكوماتها من خلال الاضرابات والنزول إلى الشوارع في تظاهرات غاضبة دفاعا عن مسرى نبيها "محمد" صلى الله عليه وسلم، واجبارها على وقف التطبيع وقطع العلاقات مع هذه الدولة المارقة المجرمة، ومطالبة العالم بملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة الذين يقتلون الحياة في فلسطين ويدنسون مقدسات المسلمين والمسيحيين وتقديمهم للمحاكم الدولية لينالوا عقابهم. 

وعلى الشعوب العربية والإسلامية الضغط على دولهم لدعم الشعب الفلسطيني بكافة الوسائل، لأنه لم يعد بحاجة للتنديد والشجب والإستنكار فقد شبع كلاما فارغا  لا ينفع مع هذا العدو المتغطرس الذي يواصل جرائمه وانتهاكاته لأهلنا وارضنا ومقدساتنا، وبالأخص المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض لانتهاكات واعتداءات وتدنيس من قبل المستوطنين الذين يقومون بإقتحامه كل يوم لأداء صلواتهم التلموذية داخله.

وأخيرا نقول للشعوب العربية والإسلامية إن من يشجع الكيان الصهيوني في إستمرار عدوانه على شبعنا الفلسطيني ومقدساته هو تقاعس حكوماتكم، وعدم قيامها بواجبها الديني بالدفاع عن المسجد الأقصى المبارك مسرى الرسول ومعراجه، وتهافتهم للتطبيع مع كيان الإحتلال والارتماء فى حضن الإدارات الأمريكية المتعاقبة وتنفيذ مخططاتها التي تسعى من خلالها لتركيع الأمتين العربية والإسلامية لصالح ربيبتها في الشرق الأوسط (دولة الاحتلال الصهيوني).