في الذكرى الثامنة والخمسين لإنطلاقة فتح ..!
نشر في : 28 ديسمبر, 2022 09:29 صباحاً

رام الله -في الذكرى الثامنة والخمسين لإنطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) نستذكر بإجلالٍ وإكبار قائمة شهدائها العظام الابرار وشهداء شعبنا، الذين سالت دماؤهم الزكية على مذبح الحرية وفي مسيرة كفاحنا لتنير وتعبد طريق العودة إلى فلسطين وطريق الحرية والاستقلال ...
منذ الفاتح من يناير للعام 1965م وارتقاء شهيدها الأول الشهيد أحمد موسى وإلى بقية شهدائها الذين ارتقوا إلى يومنا هذا الذي نحيي فيه هذه الذكرى العطرة والمجيدة لإنطلاقتها الرائدة ...
إننا ننحني إجلالا وإكبارا لأرواحهم الزكية وتضحياتهم العظيمة، ونعاهدهم من جديد أن نستمر على درب الشهادة والثورة حتى تحقيق الإنتصار وإنجاز الأهداف التي قضوا من أجلها، معاهدين الله أن لا تذهب دماء الشهداء سُدى وتضحيات الجرحى وعذابات الأسرى ...
فلا ثمن لهذه التضحيات الجسام سوى الحرية والعودة والاستقلال وبناء الدولة الفلسطينية الديمقراطية، وعاصمتها القدس، فالعهد هو العهد والقسم هو القسم، وستبقى فتح طريقنا ونهجنا إلى العودة إلى فلسطين الحرة السيدة المستقلة ..
في هذه المناسبة العظيمة نحيي أمهات الشهداء والجرحى والأسرى الصابرات والمحتسبات، ونقبل رؤوسهن وهن صابرات محتسبات، ونربت على قلوبهن، ونشد على أياديهن، فهن حاميات نارنا المقدسة وشعلة نضالنا المستمر ..
فكل التحية لأمهاتنا منجبات الثوار والشهداء والجرحى والأسرى الأبطال ....
إن مسيرة فتح الكفاحية الطويلة والمريرة ثمانية وخمسين عاما، هي التي عكست صورة شعبنا المناضل والصامد، في بنائها وتكوينها، وعبرت عن تطلعات وأماني شعبنا وقد تجلت في مبادئها وأهدافها وثوابتها الوطنية، ..... لذا التفت من حولها جماهير شعبنا وأمتنا في كافة مراحل النضال، واستحقت فتح بذلك لقب أم الجماهير عن جدارة واستحقاق، حين قرنت القول والشعار بالفعل والتطبيق والممارسة، صارعت العدو في كل الجبهات وفي كل الساحات مستخدمة كافة وسائل النضال والقتال والمقاومة، فقد أعادت بكفاحها لفلسطين اسمها المخطوف والمغيب، وأعادت لشعبها هويته المصادرة والمغيبة، وحولت قضية فلسطين من قضية إنسانية إلى قضية وطنية سياسية بإمتياز، وكسرت إرادة الكيان الصهيوني الغاصب وحلفاؤه، على طريق هزيمتهه وتصفيته .. يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون .....
إن تحقيق حلم وهدف العودة للاجئين الفلسطينيين من مختلف المنافي، في داخل وخارج الوطن ... في مقدمة أهداف وغايات حركة فتح شاء من شاء وأبى من أبى ...
فتح الطليعة النضالية الرائدة، بحنكتها وتضحياتها ونضالاتها المستمرة والمتواصلة قد حققت الإنجاز تلو الإنجاز، والإنتصار تلو الإنتصار، وواجهت المؤامرات وتصدت لها بإقتدار، في مختلف المراحل والمحطات وحافظت على ثوابت قضيتنا الوطنية العادلة ..
فتح في احتفائها بذكرى إنطلاقتها الثامنة والخمسين، تمثل لها محطة للمراجعة والتقويم والتأكيد والتصميم على بناء الوحدة الوطنية رغم كل المعيقات، لأنها الصخرة الكأداء التي تتحطم على صخرتها كل المؤامرات ،... فتح هي التي ستقود شعبنا في المواجه الشرسة والصمود في وجه أعتى حكومة فاشية تحكم كيان المستعمرة .. ولن تتخلى عن واجبها المقدس تجاه الأسرى حتى ينالوا حريتهم، كما لن تتخلى عن واجباتها الوطنية تجاه أسر الشهداء ورعايتهم .. شاء من شاء وأبى من أبى.
فتح التي واجهت المتآمرين والخونة والمتمردين على الشرعية الوطنية، بثبات وعناد وتحدت كل أنواع الضغوط، واجتازت بقضيتنا كل المحن، وانتزعت إعتراف العالم بفلسطين الدولة، وبحقوق شعبنا غير القابلة للتصرف في مقدمتها حق العودة وحق تقرير المصير ... ستستمر في الكفاح والنضال والبناء حتى تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها حتى التحرير والنصر.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الحرية للأسرى الأشاوس ...
الشفاء للجرحى البواسل ..
وإنها لثورة حتى النصر ..
عاشت فتح وعاشت فلسطين

د. عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الاستشاري لحركة فتح
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
الرياض في 28/12/2022 م