رام الله -إيهاب الريماوي-ظهر جندي إسرائيلي في مقطع فيديو التقط له في البلدة القديمة من مدينة الخليل قبل أيام، يتوعد فيه بأن إيتمار بن غفير الذي سيتولى ما تسمى "وزارة الأمن الداخلي" في حكومة الاحتلال الإسرائيلية المقبلة سيغير الوضع القائم، وسيوفر الحماية للجنود ويعيد ما أسماه "النظام والسيطرة" في الخليل وكل المناطق الفلسطينية.
يسلط هذا الجندي الوحشية والتعطش لدى قتل الفلسطيني بسبب أو بدون، كما باقي جنود الاحتلال في مختلف المناطق الذين يمارسون هوايتهم اليومية في قتل الفلسطيني، وإطلاق النار عليه.
خرج بن غفير يوم أمس بعد مزاعم بسجن هذا الجندي لمدة 10 أيام، وقال: "ما حصل مع الجندي هو تجاوز للخط الأحمر وإلحاق للإذى بالجنود، يجب أن ندعم الجنود ولا نضعفهم، جنود الجيش هم من يدافعوا عنا وسنحميهم، لقد حان الوقت لذلك".
ويأتي هذا الفيديو في وقت تشهد فيه الضفة الغربية تصعيدا خطيرا من قبل الاحتلال أسفر خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية عن استشهاد 6 مواطنين، بينهم الشقيقان جواد وظافر الريماوي من بيت ريما شمال غرب رام الله، وراني أبو علي من بيتونيا، ورائد غازي النعسان من المغير شمال شرق رام الله، ومفيد إخليل من بيت أمر شمال غرب الخليل، ومحمد بدارنة من بلدة يعبد غرب جنين.
والراجح أن هذا التصعيد جاء استجابة لتحريض حزب "القوة اليهودية" الذي يتزعمه بن غفير، حيث تعهد الأخير بأن يتم تغيير قواعد إطلاق النار التي يتبعها جيش الاحتلال، والتي وصفها بـ"الغبية"، كما بدا واثقا من قدرته على سن قوانين عنصرية في الكنيست تتيح ترحيل عائلة منفذي العمليات.
كما يأتي ترجمة للتصعيد اللفظي من قبل سموترتيش، وبن غفير، ونتنياهو، خاصة بعد 7 أشهر من الانتشار الإسرائيلي العسكري المكثف في الضفة الغربية، حيث أن 60% من الجيش يعمل في الضفة الغربية.
ووسط تحذيرات دولية وأميركية من تعيين بن غفير، فإن الطريق مفتوحة أمامه ليكون وزيرا في حكومة الاحتلال المقبلة، الأمر الذي يعني واقعا أكثر عنفا وتطرفا، وتشديدا للخناق على الفلسطينيين، وتعزيز الفصل العنصري "الأبرتهايد"، ومزيدا من البناء الاستيطاني.
كما يعكس التصعيد الإسرائيلي الخطير، استسهال إطلاق جنود الاحتلال النار على الفلسطينيين، كونهم يعلمون جيدا أنهم لن يلاحقوا أو يحاسبوا.
ووفق مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، فإن دولة الاحتلال تسترخص حياة الفلسطينيين، والجنود لم يتصرّفوا خلافا للقانون، بل كانوا يطبّقون سياسة إطلاق النيران الفتاكة وغير القانونية التي تحظى بدعم تام من قبل كبار المسؤولين السياسيّين والعسكريّين وبتصديق من المستشارين القضائيّين.
ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، أن التصعيد الإسرائيلي يأتي ضمن سلسلة الجرائم اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المواطنين في مختلف المناطق، فالاحتلال يطلق النار من أجل القتل ولخلق حالة من الخوف والذعر.
ويضيف أن الاحتلال يعجز عن المواجهة، لذلك فإنه يلجئ إلى نشر حالة الخوف والرعب والقتل في كل مكان، ويريد للفلسطيني أن يعيش في جو من الخوف والرعب، فهذه السياسة الإسرائيلية يدفع ثمنها الفلسطيني من خلال عمليات القتل اليومية.
ومنذ بداية العام الجاري، ارتقى 207 شهداء، بينهم 155 شهيدا في الضفة الغربية، و52 في قطاع غزة.