بيت لحم – من قيس أبو سمرة-يسابق الفني الفلسطيني، عبد شوامرة (52 عاما) الزمن، لصناعة أكبر قدر ممكن من التحف الفنية، المصنوعة من أخشاب شجر الزيتون، لبيعها للحجاج المسيحيين الذين يقدمون للاحتفال بالعيد في مسقط رأس النبي عيسى عليه السلام. يقع المعمل في شارع مغارة الحليب، الملاصق لكنيسة المهد في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، حيث يكتظ في هذه الأيام بالسياح والحجاج الأجانب.
توقع بعام سياحي جيد
يأمل أصحاب متاجر ومعامل فنية سياحية في بيت لحم، أن يكون هذا العام جيدا بعد عامين من جائحة كورونا، شلت الحركة السياحية في أقدس موقع ديني للمسيحيين. خلال الجائحة، اقتصرت احتفالات أعياد الميلاد في بيت لحم على أعداد محدودة من الحضور. وبيت لحم مدينة تاريخية، تقع في جنوبي الضفة وتكتسب قدسيتها من وجود «كنيسة المهد» التي يعتقد المسيحيون أن المسيح عيسى بن مريم، ولد في الموقع الذي قامت عليه. يقول شوامرة: «يبدو أن هذا العام أفضل بكثير من العامين الماضيين، الحركة السياحة نشطة، ونعمل على توفير أكبر قدر ممكن من التحف الفنية الدينية».
موسم الحصاد
«منذ بداية العام ونحن نحضر لهذا الموسم، إنه موسم الحصاد». ومنذ أن كان شابا وشوامرة يعمل في مهنته، والتي تربطه بها علاقة يقول إنه «كبر عليها». وتشتهر مدينة بيت لحم، مسقط رأس السيد المسيح، بصناعة التحف التراثية والدينية. ويحج المسيحيون من كافة أرجاء العالم إلى مدينة بيت لحم، أواخر ديسمبر/كانون أول من كل عام، احتفالا بعيد الميلاد، يزورون كنيسة المهد التي أقيمت فوق مغارة، يُعتقد أن السيدة مريم بنت عمران، عليها السلام، وضعت طفلها المسيح عيسى فيها. ويحرص حجاج المدينة المقدسة، على اقتناء التحف المصنوعة من شجرة الزيتون.
وفي الجوار متجر جورج جقمان، الذي يقول إنه يمثل الجيل الخامس من عائلته في مهنة التحف الفنية المصنوعة من خشب الزيتون، والتي تخص كل ما هو متعلق بالتحف السياحية الدينية المسيحية. وأضاف جقمان للأناضول: «الحركة السياحية في هذا العام نشطة، بيت لحم تعج بالسياح، نأمل أن يكون موسم خير بعد ما معاناة الإغلاق جراء جائحة كورونا». ولفت إلى أن قطاع السياحة أصيب بخسارة كبيرة جراء الاغلاقات التي فرضت بسبب الجائحة. وعن صناعة التحف يقول: «تبدأ العملية منذ بداية العام من شراء خشب الزيتون وتجفيفه ومعالجته، ثم القص والنحت عليها. «السياح يقبلون على شراء تلك التحف لما تمثله من رمزية دينية سواء شجرة الزيتون أو الأرض المقدسة، لذلك يحرصون على اقتناء تلك التحف». ورغم الحركة النشطة للسياح إلا أن جقمان يشتكي من سيطرة الجانب الإسرائيلي على غالبية المجموعات السياحية.. «نأمل أن حالة عدم الاستقرار السياسي الدولي لا تنعكس على بيت لحم هذا العام وعلى الحركة السياحية». تبدو الحركة السياحية في كنيسة المهد، ومحيطها نشطة للغاية، يمكن مشاهدة مجموعات سياحية من دول أوروبية وإفريقية، وأسيوية، ومن الولايات المتحدة الأمريكية. وفي شارع مغارة الحليب، تتفقد سائحة إسبانية تدعى «تريزا» بعض القطع التراثية. قالت: «أنا سعيدة جدا، هذه أول مرة أزور بيت لحم، مدينة جميلة، زرت فيها الأماكن الدينية، مغارة الميلاد وغيرها.. أدعو الجميع لزيارة بيت لحم». وبدأت بلدية بيت لحم، في تجهيز شجرة عيد الميلاد، والتي تُنصب عادة في ساحة «المهد»، إيذانا ببدء الاحتفالات بالعيد. وتبدأ الاحتفالات الرسمية بعيد الميلاد يوم 3 ديسمبر من كل عام بإنارة شجرة الميلاد. وتكون ذروة الأعياد ليلة 24 ونهار 25 ديسمبر/ كانون أول، (حسب التقويم الغربي) حيث يقام قداس منتصف الليل، والذي يحرص الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على حضوره، برفقة عدد من المسؤولين المحليين والدوليين، وآلاف الحجاج المسيحيين. كما تشهد المدينة احتفالا آخر، بعيد الميلاد، ليلة 6 ونهار 7 يناير/كانون ثاني، من كل عام، وذلك حسب التقويم المسيحي الشرقي. (الأناضول)