حرفيون سودانيون يحمون صناعة الحُلي التقليدية من تدفق الواردات الرخيصة
نشر في : 25 نوفمبر, 2022 04:53 مساءً

 أم درمان – رويترز- في سوق الحُلي بأم درمان، يشكل الحرفيون المعادن بمهارة على شكل أقراط وقلائد وأساور بزخارف تقليدية من الثقافة المرَّوية القديمة.
وقال عبد الحسيب محمد، صانع حُلي سوداني «السوار في اليد، السبحة في الرقبة، الهلال في الجبهة هنا، دي كلها الحاجات إلّي كانت زمان في الزواج بتاعنا أو الطهور بتاعنا».
وذكرت نسرين عمر سليمان كوكو، مصممة ديكور وصاحبة معرض حُلي «السودان بلد غني بتنوع الثقافات، نحن بنمتلك حضارة وثقافة عمرها أكتر من 7000 سنة وتاريخ للفنون والحُلي للكنداكات السودانيات عمرها أكتر من 7000 سنة، كتير من الحُلي السودانية أو المروية القديمة أخدت شكل الهلال».
ورغم أن الحُلي السوداني المصنوع يدويا سمة تقليدية لحفلات الزفاف والمناسبات الخاصة، إلا أنه يواجه تحديا حاليا بسبب الوضع الاقتصادي المزري وتدفق البضائع المستوردة مما أدى إلى خفض عدد الأشخاص الذين يُتقنون الحرفة.
وتابعت كوكو أن الوضع الاقتصادي القاسي لا يمنع الناس من شراء الحُلي فحسب، بل يدفعهم إلى إذابة ما يمتلكونه بالفعل من أجل قيمة المعدن.
وقالت «الناس بغرض الحوجة أصبحوا بيشيلوا قطع المجوهرات دي ويذيبوها عشان يشيلوا القيمة المادية حجة المعدن إلّي هو كان فضة أو دهب، فهي بتفقد قيمة أو موروث ثقافي كبير بتتحول لقيمة خام بسيط هو مُمثل بس في فضة أو دهب». وأضافت « بالتالي الحالة الاقتصاية أثرت كتير أنا أفتكر، الحداثة يعني كتير حاسة في الأعراس بجد تلقي العروس لابسة بدلة هندية أو بدلة مغربية، ليه إحنا ما ناخد حقنا (حاجتنا) القديم ونحاول نضيف عليه نوع من الحداثة». وأردفت كوكو، التي تعمل أيضا على جمع القطع الفريدة من جميع أنحاء البلاد لتكوين دليل خاص بالتراث، إن العناصر المستوردة تؤثر أيضا على الحرفة.
وذكرت «إذا نحن ما حافظنا على حلق القمر بوبا وحصل، إنه بيدينا من بره السودان بيصدر لينا من بره السودان بيصنع في دولة بره السودان ويجي معبا في أكياس بيتباع في سوق الجملة في أم درمان كحاجة مستوردة، هو حقنا شالوه وصنعوه بطريقة رخيصة غير مكلفة وأصبح يتداول لأن القيمة المادية حقته بسيطة جدا فساعدت إنه ينتشر بسرعة كبيرة جدا. أنا أفتكر إن مهمتنا كسودانيين كبيرة جدا ومهمتنا كفنانين وباحثين كبيرة جدا عشان نحافظ على ثقافتنا واستمرارية وجودها للأجيال القادمة».
وقال يونس محمود، صانع حُلي سوداني «هسا اندثرت الشغل، بقى جاهز وبيجي من الخليج وإيطاليا والحاجات دي، الشغل ده حاجة بسيطة ما كتير».
واشتهرت الثقافة المروية القديمة، التي ازدهرت على الضفة الشرقية لنهر النيل (شمال شرق الخرطوم الآن)، بالأعمال المعدنية الرائعة والمشغولات اليدوية.