ميشال عون يغادر قصر الرئاسة ولبنان يهبط في هوة الفراغ السياسي
نشر في : 31 اكتوبر, 2022 11:45 صباحاً

بيروت – سعد الياس -دخل لبنان أمس فيما يشبه “المجهول” والفراغ السياسي، فقد انتهت ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون الذي ألقى خطاب الوداع ظهر أمس أمام حشد من مناصريه في قصر بعبدا قبل انتقاله إلى دارته في الرابية، إيذاناً بنهاية ولايته الرئاسية منتصف ليل غد، والتي توّجها بتوقيع مرسوم قبول استقالة حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي.
وخطوة توقيع المرسوم ستتسبب بفوضى دستورية في البلاد وإدخالها في المجهول وإطلاق السجالات حول صلاحية الحكومة في تسلّم صلاحيات رئاسة الجمهورية من عدمه، ولا سيما أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل طلب من وزرائه في الحكومة الامتناع عن ممارسة مهامهم أو تلبية أي دعوة للرئيس ميقاتي إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء، مطلقاً الإشارة الأولى لمواجهة من وصفهم “بمغتصبي السلطة والدستور”.
ورد ميقاتي على عون “أن المرسوم الذي قَبِل استقالة الحكومة، المستقيلة أصلاً بمقتضى أحكام الدستور، يفتقر إلى أي قيمة دستورية”.
وبدا أن يحاول احتواء غضب عون وتياره، موضحاً أنه لن يكون تصادمياً ولن يقوم إلا بما أوكله إليه الدستور، وقال “لن نتحدّى أحداً ولن نقف بوجه أي أمر يخدم لبنان وأهله”، وأبدى ثقته بأن الوزراء لن يتقاعسوا عن القيام بواجباتهم.
رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وصف مرسوم قبول استقالة الحكومة بأنه “سياسي وغير دستوري والرئيس عون هددنا بفوضى دستورية”.
وأضاف جنبلاط: “عون يفسّر الدستور على مزاجه ورد الرئيس ميقاتي كان في محله”.
قناة NBN هاجمت عون لليوم الثاني، وقالت “للتاريخ نقول لفخامة الرئيس للأسف معك حق: “ليتك ورثت بستان جدك وما عملت رئيساً للجمهورية…لأنك حوّلت الجمهورية إلى مزرعة، والأنكى أنك تريد توريثها على خرابها”.
وكانت مراسم وداع عون الرسمية شهدت خروجه من مكتبه بين صفين من الرماحة حيث صافح كبار الموظفين والمستشارين، ثم استعرض كتيبة من لواء الحرس الجمهوري وعُزف النشيد الوطني، قبل أن يخاطب الجماهير المحتشدة داخل حرم القصر، معلناً توقيع مرسوم قبول استقالة الحكومة.
وانقسم اللبنانيون في مقاربة رحيل الرئيس اللبناني ميشال عون عن قصر بعبدا، ففيما كان العونيون يلوّحون بالرايات البرتقالية وداعاً لرئيسهم بمؤازرة مناصرين لـ”حزب الله”، كان جمهور من “حركة أمل” و”تيار المستقبل” والحزب الاشتراكي يحتفلون بترك عون القصر الجمهوري.
نواب “القوات” سخروا من عهد عون الذي وصفه الوزير السابق ريشار قيوميجان بـ”الكابوس ولعنة 40 سنة من عمرنا”. أما أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت فعبّروا عن غضبهم بتمزيق صور عون في منطقة الأشرفية.
ومما رصدته “القدس العربي” من مشهدية مغادرة الرئيس عون ولايته، أن قناة OTV شنّت هجوماً على من سمّتهم “الصغار من سياسيين من فئة دجالين وقوى سياسية من جذور منظومة الفساد، وإعلاميين برتبة شتامين”. في المقابل، سألت فيرا بو منصف “هل نفرح لرحيله أم نبكي على حالنا وما تبقّى من بلدنا؟”.
وكتب باسل عيد “قمة المكابرة عندما تدرك في داخلك أنك فاشل، ولكنك لا تريد الاعتراف بهذه الحقيقة المرّة”. أما هند ففنّدت معركة عون مع الحريرية السياسية، ودوّنت “العهد أتى على جثة رفيق الحريري، محاربة ابن رفيق الحريري، إخراج ابن رفيق الحريري، هدم كل شيء صنعه رفيق الحريري، فاضل بس المطار بيكون هدم أثر رفيق الحريري، شغله الشاغل عائلة الحريري فقط لا غير”. ورأى سمير علوان أنه “لأول مرة الشعب اللبناني بكل أطيافه بيكون مبسوط…الله يديم البسط”.