الكاتب اليوناني ديمتريس سوتاكيس: وجودي في فلسطين أشبه بالحلم
نشر في : 22 سبتمبر, 2022 11:28 صباحاً

رام الله-يامن نوباني-في اليوم الثاني لمعرض الكتاب، دخل شخص بملامح أجنبية، مبتسما لكل من صادفه، ناظراً إلى جميع الجهات والزوايا وكأنه يبحث عن شخص ما، قبل أن تقدمه وزارة الثقافة على أنه كاتب يوناني.

"أنا ديمتريس سوتاكيس من العاصمة اليونانيّة أثينا. أشعر بالسّعادة لقدومي هنا. أزور فلسطين للمرّة الأولى. أشعر بترابط قويّ مع فلسطين وشأني في ذلك شأن الشعب اليوناني". قال سوتاكيس خلال لقائه مع "وفا".

وأضاف: "وزارة الثقافة الفلسطينية اتاحت لي الفرصة لزيارة بلدكم الجميل من خلال دعوتي للمشاركة في المعرض، لذا، أريد أن استمتع ببيئة فلسطين وجوّها وبكل لحظة من لحظات الزيارة".

وقال سوتاكيس: الأجواء في فلسطين مختلفة عن أمكنة أخرى زرتها. الشعب اليونانيّ في تركيبته النفسيّة يرتبط بعلاقة أخويّة بفلسطين، وهو ما تأكد لي الآن. وجودي هنا أشبه بالحلم.

وأضاف: تملّكني شعور قويّ بالألفة، وقد أخبرتُ أصدقائي الجدد هنا عن ذلك. شعرتُ بارتباط شديد بهذا البلد، ولا أشعر بكوني أجنبيّا فيه. أشعر بالألفة وبقربي الشديد من فلسطين وشعبها.

وتابع: لسوء الحظّ، ليس لديّ الكثير من الوقت سوى ثلاثة إلى أربعة أيام لأقضيها هنا. وبالتالي، أرغب بتجربة كل النكهات في المدينة، بما في ذلك الناس والكتب والطعام الذي استهواني كثيرا.

وعن فلسطين، قال الكاتب اليوناني سوتاكيس: "أشعر دائما بارتباط قويّ بفلسطين شأني في ذلك شأن الشعب اليوناني. ندعمها بكل الوسائل المتاحة وبكلّ قوّتنا، ونكن لها كل المحبّة في قلوبنا. وطالما مثّلت فلسطين بالنسبة لي مكانا بعيدا، إلا أنه قريب في الوقت ذاته".

وعن مشاركته في معرض الكتاب، أشار إلى انه ترك لغاية الآن انطباعا رائعا لديه، حيث يسوده جوّ فريد، فهو لا يشبه غيره من المعارض للجانب المسرحيّ الذي يتّسم به.

لم يسبق لسوتاكيس أن كتب عن فلسطين لعدم تمكنه من زيارتها، لكنه سيفعل ذلك في المستقبل القريب، وعند ذلك يقول: "لم أدون شيئا في كتبي عن فلسطين، لم أفعل ذلك لأن كتبي خياليّة لا تستند إلى الواقع. ولكنّني رتّبتُ لاجراء مقابلات كثيرة عن رحلتي إلى فلسطين عند عودتي إلى أثينا مع تغطية صحفية لكل ما قمتُ به في الصّحف الكبرى ووسائل الإعلام الأخرى. لذا سأتحدّث عن ذلك كثيرا عند عودتي".

ولد سوتاكيس في أثينا عام 1973، وقد نشر 10 روايات ومجموعة قصصية، وفاز عام 2009 بجائزة "أثينا للآداب" عن روايته "معجزة التنفس"، وترجمت كتبه إلى أكثر من ثماني لغات، كما رشحت للعديد من الجوائز الأوربية الأدبية الرفيعة.

صدر له باليونانية عشر روايات وهي: «المنزل» عام 1997، «الباب الأخضر» 2002، «التناقض» 2005، «رجل الذُرة» 2007، «معجزة التنفس» 2009، «موت البشر» 2012، «قيامة مايكل جاكسون» 2014، «قصة سوبر ماركت» 2015، «آكل لحوم البشر الذي أكل رومانيًا» 2017، و«الخادم العظيم» 2019.

وبحسب مقابلته مع عائشة المراغي الصحفية في جريدة أخبار الادب المصرية: خلال هذه المسيرة الروائية لم يتخلَ سوتاكيس عن القصة القصيرة، التي نشر منها مجموعة متكاملة عام 2004 بعنوان «11 حالة وفاة للحب»، تلاها العديد من النصوص المنفردة ضمن كُتب جماعية، منها: «الأسماء» (14 قصة) 2008، «قصص تحت الأرض» 2008 (16 قصة تدور أحداثها في المترو عبر 27 محطة)، «علم الحيوان في العالم العلوي والسفلي» 2009 (10 نصوص)، «كتاب الشر» 2009 (22 كاتبًا يرسمون نماذج مختلفة للأشرار الجُدد؛ تشكِّل نصوصهم في النهاية صورة متكاملة للجحيم)، «غياب الحب» 2011 (12 قصة)، «كيوبيد 13» عام 2011 (13 قصة عن الحب من منظور ذكوري)، «في ظل الملك» 2017 (16 قصة مستوحاة من أعمال ستيفن كينج). بالإضافة إلى كتاب «الصين المجهولة» عام 2008، ذلك البلد الذي شُغف بحضارته وسعى لمعرفة أسراره عبر لغته، حتى بات معلِّمًا للصينية في اليونان.

حصد ديميتريس سوتاكيس عددًا من الجوائز الأوروبية المرموقة، جعلته من نُخبة الكتّاب الذين تسعى اللغات الأخرى لاقتناء أعمالهم، فتمت ترجمة كُتبه إلى الفرنسية والإيطالية والصينية والدنماركية والهولندية والتركية والصربية، ومؤخرًا صدرت أولى ترجماته بالعربية لرواية «قيامة مايكل جاكسون» عن دار صفصافة للنشر، بترجمة خالد رؤوف، رفيق ذلك الحوار، والناقل الأبرز للحضارة اليونانية المعاصرة خلال السنوات الماضية، ويمكن القول إنه مترجِم سوتاكيس إلى العربية، إذ ينتظر قريبًا صدور ترجمة «معجزة التنفس»؛ الرواية الأشهر لكاتبها، التي نال عنها جائزة أثينا للأدب، ورُشِح لجائزتي «الاتحاد الأوروبي» للآداب و«جان مونيه» في فرنسا.