
في ذكرى الانطلاقة المجيدة، دامت الثورة وعاشت الفكرة ..
02 يناير, 2025 11:29 صباحاً
غزة - تأتي ذكرى إنطلاقة الثورة الفلسطينية في ظروف عصيبة وأليمة وذلك في ظل العدوان الصهيوني الوحشي الاجرامي، وحرب الابادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني البطل؛ حيث يسعى العدو لتهجير الشعب الفلسطيني من ارضه ووطنه من خلال ارتكاب المجازر الجماعية، والعالم صامت لا يحرك ساكنًا!.
تأتي اليوم الأول من يناير ذكرى الانطلاقة 60 لحركة فتح ام الجماهير، التى ولدت فكرتها فلسطينية نقية، بأيدي فلسطينية مجاهدة عفيفة شريفة،، لتكون حركة فتح أنبل ظاهرة عرفها التاريخ البشري المُعاصر، هدفها تحرير فلسطين، والمسجد الأقصى المبارك، وكان رأس سنامها هو الجهاد في سبيل الله مؤمنين بنزل إحدى الحُسنيين الشهادة أو النصر ، واتخذوا في بداية الانطلاقة الكفاح المسلح وفوهة البنادق سبيلا للتحرير ، بجانب العمل السياسي والدبلوماسي لتنشئة الانسان، ولإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. لتكون فتح برجالها الاوفياء الشرفاء كالغيث المنهمر،، الذي أينما حل نفع.
تحل علينا اليوم ذكري إنطلاقة المارد الفتحاوي، وشعبنا في أصعب الظروف، وأسوأ الأحوال!. فغزة تباد، والاستيطان في الضفة يتغول، والتهويد استشري كالسرطان، والتطبيع المذل مع الاحتلال صار علنًا بكل صلف والأمة نائمة!!.
وبرغم هذا الألم الكبير، ووحشية ونازية وعنصرية عصابة الاحتلال الصيوني المجرم، لكن شعبنا تواقيع للعيش بحرية وكرامة؛ وكل مُر سوف يمُر،، وها هي تمضي قاطرةُ الأيام مُّسِرعةً كلمح البرق، وتطوي معها أعمارنا، وأحلامنا، وحياتنا، ومع إطلالة عامٍ ميلادي جديد عام ٢٠٢٥ تهل علينا الذكري الخالدة، والتى يحتفل بها شعبنُا الفلسطيني في أغلب بقاع الأرض؛ ذكري انطلاقة حركة فتح "أم الجماهير"، وحارسة القرار الوطني الفلسطيني المستقل، فهي أول من لمتّ وجمعت الشمل للكُل الفلسطيني، وحملت البندقية لمقاومة الاحتلال الصهيوني البغيض، قبل أكثر من نصف قرن؛ إن حركة فتح أنبل، ظاهرة، وطنية عرفها التاريخ البشري المعاصر بين حركات التحرر الوطني في العالم؛ وظلت صامدة شامخة، في ظِّل ظروف استثنائية، وصعبة، وخطيرة؛ ومتغيرات محلية، واقليمية ودولية، وعلي الرغم من تلك المتغيرات والمؤامرات والفتن، والدسائس، والضغائن، وتغول الاحتلال الصهيوني المتطرف، والانحياز الأمريكي الّسَافر، والدعم الأمريكي المتواصل لعصابة الاحتلال الصهيوني!. وللأسف فإن الانقسام الفلسطيني البغيض لايزال مسُتمراً في رغم تواصل المجازر من الة الحرب، والقتل الصهيونية دون تحقيق مصالحة وطنية كنا نرجو أن تلوح في الأفُق القريب، ولكنها لم تحدث!.
ورغم كل تلك المجازر البشعة في غزة، والمحن والهموم، والصعاب ومحاولة الاحتلال تدمير الضفة مثلما يحدث في غزة وتهجير أهلها، في ظل واقع عربي ودولي وإسلامي مرير، وضعيف، وهش.
ورغم كل تلك التحديات والصعاب والمجازر من العدو ستبقى حركة فتح صاحبة الطلقة الأولى والفكرة المُستنيرة المنيرة، لا تنكسر. رغم الامواج العاتية، فلقد استمرت تسير كالسفينة العظيمة الشامخة، القوية، التي تّمخُر عباب البحر متحديةً ظُلمات البحر اللجُي، وتشُق طريقها رغم كل الأمواج الهادرة العاتية، بكل إرادة، وتصميم وعزيمة علي تحرير فلسطين، والقدس الشريف، والاسري البواسل وفي تلك الطريق الوعرة عبر السنوات العجاف، ارتقي، واستشهد خلالها الآلاف، ومعهم استشهد القادة العظماء، وعلي رأسهم شمس الشهداء الرئيس الشهيد القائد أبو عمار رحمه الله، وهو يقول: علي القدس ريحين شهداء بالملايين؛؛ فكانت حركة فتح أول الرصاص، وأول الحجارة، وهي السباقة لحمل البندقية، والانطلاق لتحرير كل فلسطين التاريخية من البحر إلي النهر، من خلال الكفاح المسلح، وكانت انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، في 1/1/1965م، أقسموا اليمين علي تحرير فلسطين من المحتلين؛ رافعين شعار لا للوصاية، ولا للتبعية لأحد، ونعم للقرار الوطني الفلسطيني المستُقل النابع من الفكر الوطني الحُّر؛؛ واليوم، وبعد مضي أكثر من نصف قرن علي انطلاقة حركة فتح، لازال شلال الدم الفلسطيني متدفق، والشهداء يومياً يرتقون برصاص قوات الاحتلال المتطرفة الارهابية؛ وفشلت كل مشاريع المفاوضات، والتسوية، وحتي اتفاقية أوسلوا، قتلها، واغتالها الاحتلال الاسرائيلي؛ فلا يريدون السلام، ويسعون الأن لإجهاض السلطة الوطنية، والاجهاز عليها، وشطب منظمة التحرير الفلسطينية، وكل هدف العدو أ للحل هو إما تهجير السكات، او سلام اقتصادي، وتشكيل روابط إدارة مدنية، في الضفة بعد تقسيمها لثلاثة أقسام، وضم الكتل الاستيطانية الُّكبرى..!!؛ ولكن كل تلك المحاولات لن يُكتب لها النجاح، لأن حركة فتح صمام الأمان الوطني، والسد المنيع، في وجه جميع المؤامرات، وإن كانت فتح بخير ففلسطين بخير، والعكسُ صحيح؛ ولن ينعم الاحتلال بالأمن أو الأمان طالما فلسطين مُحتلة، وطالما المسري، والأسري، معتقلين في سجون الاحتلال البغيض.
وختامًا إن الثورة مستمرة أمام غرسة وعنجهية وعنصرية هذا الاحتلال الصهيوني الجبان والذي تنّكر لكل الاتفاقات، والقرارات الأُممية، والدولية، وضربها بعرض الحائط، والتي فاقت أكثر من 704 قرراً، وكذلك بدأ يطبق القانون العنصري يهودية الدولة السادي!؛ نحن امام إحتلال نازي متوحش.
وذلك كله يؤكد أنهُ لا حل ولا سلام مع هذا الاحتلال الاحلالي الاستيطاني الصهيوني من خلال المفاوضات، أو بالسلام، بل بالجهاد، والنضال، والمقاومة بكافة أشكالها من السلمية حتي العسكرية، فما أّخّد غصباً بالقوة، وها هو العدو يستمر في ارتكاب المجازر في غزة من قبل عصابة جنود الاحتلال الصهيوني الخنزير.
فلا يمكن أن ترجع فلسطين بغير القوة؛ بشرط ان يسبقهُا تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، ولم الشمل للبيت الفلسطيني واقامة العدل، وشرع الله في الأرض؛ فلا عاصمة لفلسطين سوي القدس الشريف، ونحن في فلسطين في رباطِ ليوم القيامة، والمعركة مع الاحتلال متواصلة.. عاشت الذكري، ودامت الفكرة، وعاشت الثورة، ورغم كل الألم لابد من أن يبقي الأمل، وكل عام وانتم جميعًا بألف خير..
الأديب الباحث والكاتب الصحفي المفكر العربي المحلل السياسي
الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
مؤسس، ورئيس المركز القومي لعلماء فلسطين، و الاتحاد العام للأُدباء، وللكتاب وللصحفيين والشعراء بفلسطين.