خربة الطويل... فصل آخر من جرائم المستوطنين

17 ابريل, 2024 06:46 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

نابلس- بسام أبو الرب-يحاول المواطن أحمد بني جابر (45 عاما)، الوقوف على رجليه بعد خروجه من المستشفى، عقب تعرضه لجروح ورضوض جراء اعتداء المستوطنين عليه، خلال هجوم استهدف خربة الطويل التابعة لأراضي بلدة عقربا جنوب نابلس، والذي ادى لاستشهاد الشابين عبد الرحمن ماهر بني فضل (30 عاما) ومحمد إبراهيم بني جامع (21 عاما)، وإصابة عدد آخر من المواطنين، يوم الاثنين الماضي.

لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض بني جابر للاعتداء هو وإخوته من قبل المستوطنين، فقبل  عشر سنوات تعرض شقيقه الأكبر للضرب خلال تصديه لهجوم مستوطنين على أراضي عقربا، أدى إلى إصابته بكسور في رجليه وما زال يعاني من آثار الإصابة حتى اليوم، ولا يستطيع السير إلا بمساعدة العكاز.

الشاب بني جابر كان من اول الواصلين الى موقع الحدث خلال هجوم المستوطنين، فيقول لـ "وفا": "ما حدث لا يمكن للعقل تصوره (..) خلال لحظات ازداد عدد المستوطنين المدججين بالسلاح، بحماية جيش الاحتلال، وأصبح إطلاق النار في المكان بشكل كثيف".

ويضيف: "لحظة وصولي المنطقة باشر المستوطنون باستهدافنا بالحجارة ورش غاز الفلفل في الوجوه، أصبت بجروح  في الرأس وكسور في اليد، وعقبها بلحظات أصيب أحد الشبان برصاص المستوطنين بالرقبة، ثم أطلقوا النار على الآخر بقدمه وسقط أرضا ليواصلوا إطلاق النار عليه ليصاب بعدد من الرصاصات".

ويتابع بني جابر: "حاول أحد أشقاء الشهيدين إنقاذ أحدهما وحمله وإبعاده عن المنطقة، الا ان المستوطنين باغتوه بهجوم آخر وانهالوا عليه بالضرب على الرأس بالأدوات الحادة والعصي، الأمر الذي افقده الوعي نقل على اثرها الى المستشفى وما زال يتلقى العلاج".

ويؤكد ان المستوطنين يهاجمون بهدف القتل وبغطاء من جيش الاحتلال، حيث قتل أحد أقاربه الشهيد فاخر بني جابر قبل نحو شهر أمام أعين عائلته وأمام منزله في ذات المنطقة.

وعن حادثة قتل الشابين بني جامع وبني فضل واحتجاز جثمانيهما، يقول المسعف يوسف ديرية، "فور تلقينا نبأ عن وجود اصابات برصاص المستوطنين في خربة الطويل تحركنا فورا الى موقع الحدث، ووجدنا اثنين من الشبان جثثا هامدة ولا توجد أية علامات حيوية عليهما، فيما الشاب الثالث الآخر الذي كان يحتضن جثمان شقيقه، مصابا بجروح وضربات بالرأس، وحاول الاحتلال منعنا من تقديم الإسعاف له إلا أننا نجحنا بنقله إلى المستشفى".

ويضيف "عقب محاولتنا نقل الشهدين عبر مركبة الاسعاف منعنا الاحتلال من ذلك، وقالوا لنا عودوا بعد نصف ساعة، وعندما وصلنا مجددا أبلغونا انه تم احتجاز الجثمانين بغرض التحقيق في حادثة إطلاق النار عليهما".  

وتتعرض خربة الطويل التي تقع شرق بلدة عقربا، لاعتداءات متكررة من قبل المستوطنين وهي مسكونة وفيها بيوت وحياة منذ أكثر من مائة عام، وهي عبارة عن تجمعات وخرب مسكونة وبعضها خرب أثرية قديمة، وتقدر مساحة السهول الزرعية فيها بـ 10 آلاف دونم تزرع بالقمح والمحاصيل الشتوية، وفيها نحو 30 ألف دونم جبيلة تستخدم كمراعي للأغنام.

وتسكن في الخربة نحو 20-25 عائلة بين مستقرة بشكل دائم ومتنقلة بأغنامها بحكم طبيعة حياتهم واعتمادهم على الثروة الحيوانية، حسب ما يشير الباحث حمزة عقرباوي.

ويؤكد عقرباي انه في العام 1972 استولى الاحتلال على المنطقة الشرقية من خربة الطويل (كمنطقة عسكرية) ثم منحها للمستعمرين لإقامة مستعمرة "جيتيت"  الزراعية، وهي ذاتها المنطقة التي لوحق الرعاة فيها وأطلقت النيران على أغنامهم وأبقارهم وقتلت أمامهم بين الأعوام 1972-1980.

ويقول عقرباوي، "تعرضت خربة الطويل لعمليات هدم 17 مرة من العام (2008 -2023) حيث شمل ذلك هدم بيوتها والبركسات وآبار الماء وتجريف شوارعها وقطع شبكة الكهرباء وتدمير خط الماء، إضافة الى هدم مسجدها في العام 2014".

في ثمانيات القرن الماضي واجه أهالي بلدة عقربا جنوب نابلس المستوطنين، وأسقطوا مخططاتهم في الاستيلاء على مساحات واسعة من اراضي الخربة، لصالح توسيع مستوطنة "جتيت". 

ويؤكد رئيس بلدية عقربا صلاح الدين جابر، أن المناطق المستهدفة في خربة الطويل، هي أراضٍ زراعية خصبة، وتقسم الى عدة مناطق تزرع بشكل موسمي، وفيها مراعي ويتخللها عدة هضاب، ويحاول الاحتلال الاستيلاء على مساحات شاسعة منها، عبر تصنيفها كمناطق عسكرية وتدريبات، لمنع الأهالي من وصولها بهدف تحويلها إلى بؤر استيطانية.

ويقول، أن المخطط الذي صادق عليه وزير المالية الاسرائيلي بتسلئيل سموتريش، بالاستيلاء على نحو 30 ألف دونم من أراضي الاغوار، منه نحو 8 آلاف من اراضي بلدة عقربا، بهدف طرد الأهالي من المنطقة والاستيلاء عليها لأهداف استعمارية توسعية".

ويضيف "أن ما حدث قبل يومين ليس بجديد على خربة الطويل التي تتعرض بشكل متكرر لاعتداءات المستوطنين، واستهداف الاهالي والاعتداء عليهم وقتلهم، حيث جرت محاولات مماثلة خلال نحور شهر".

وترتفع خربة الطويل 337 مترا عن سطح البحر، وكان يقطنها 126 نسمة، حسب إحصائيات العام 1961، وتحتوي على أساسات وأكوام حجارة وصهريج وآثار بنيان قديمة، وتعتبر قلب عقربا النابض وشريان الحياة بالنسبة اليها، ومن أراضيها ما تنتج الحبوب والثروة الزراعية وكذلك الثروة الحيوانية ومنتجاتها من الألبان والحليب والأجبان واللحوم.

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار