كيف ينتهي صداع وسط مانشستر يونايتد بعد هروب كاسيميرو؟

14 ابريل, 2024 12:15 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

لندن ـ -«الأمر صعب… أكثر ما يزعجني هو الوصول الى نقطة عدم القتال على البطولات، ومع اتساع الفارق لـ20 نقطة مع متصدر البريميرليغ، أحيانا لا أستطيع النوم لكثرة التفكير في القيام بشيء مختلف. للأسف هذا هو الواقع ولا يوجد أي معنى في التفكير في اللقب أو التأهل لدوري أبطال أوروبا، نريد فقط متابعة نتائج المباريات الأخرى»، بهذه الكلمات القاسية، بعث البرازيلي كاسيميرو رسالة مزدوجة الى مشجعي مانشستر يونايتد بعد التعادل مع ليفربول بنتيجة 2-2 الأسبوع الماضي، الأولى نسيان التأهل لدوري أبطال أوروبا، وهو ما تحقق بعد وصول الفارق إلى 11 نقطة مع توتنهام صاحب المركز الرابع، أما الرسالة الثانية، فهي اقتراب موعد هروبه من السفينة بعد ظهور مؤشرات الطوفان في «أولد ترافورد»، وذلك من دون أن يحمل نفسه ولو جزءا صغيرا من مسؤولية تدهور النتائج والأداء هذا الموسم، في ظل التفاوت الصادم في مستواه، من لاعب مؤثر وحاسم في فوز الفريق بكأس «كاراباو» الموسم الماضي، إلى جانب خسارة نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي أمام مانشستر سيتي والعودة مرة أخرى إلى دوري الأبطال، إلى ما هو أقرب إلى واحد من القائمة السوداء لأسوأ 10 صفقات أبرمها اليونايتد في كل العصور هذا الموسم، والسؤال الذي سنحاول الإجابة عليه: كيف يستطع زعيم الإنكليز على المستوى المحلي التخلص من صداع ضعف الجودة والنقص العددي الحاد في مركز لاعب الوسط رقم 6 مع استعداد كاسيميرو للخروج الآمن هذا الصيف؟

مصنع المواهب

في البرتغال، تقول صحيفة «أوليه»، إن أصحاب القرار في معقل «الشياطين الحمر»، يراقبون جوهرة نادي بنفيكا جواو نيفيز عن كثب، بعد ظهوره المبشر في أول موسم كامل مع الفريق الأول وهو بعمر 19 عاما، مع توقعات بأن تتم الصفقة مقابل رسوم تحويل لن تقل بأي حال من الأحوال عن 100 مليون يورو، من أجل إقناع بطل أوروبا في ستينات القرن الماضي، بالتخلي عن مشروع لاعب وسطه العبقري، الذي يظهر براعة نادرة بالنسبة لمراهق في عمره في التعامل مع الكرة، كلاعب يجمع بين الطاقة والحدة اللازمة في الأدوار الدفاعية، وبين اللمسة الأنيقة ورؤية صانع الألعاب الوهمي في الأساليب الحديثة، الأمر الذي منحه مكانا في منتخب بلاده الأول برفقة الأسطورة الحية كريستيانو رونالدو وزميل الغد المحتمل برونو فرنانديز، الذي بصم بشكل غير مباشر على صحة التقارير التي تضع اسم زميله في المنتخب في جملة مفيدة مع ناديه، بقوله في مقابلة موثقة الشهر الماضي، ردا على سؤال حول إمكانية نقل جواو نيفيز إلى «مسرح الأحلام»، حيث قال: «لا أعرف ما إذا كانت اشاعات يونايتد صحيحة، لكنني أعلم أنه مستعد لهذه القفزة الكبيرة، نتحدث عن لاعب ممتاز ويلعب مع المنتخب الوطني. ولهذا السبب أيضا تلاحقه الأندية الكبرى»، ورغم أن توقيع اليونايتد مع لاعب بعمر أقل من 20 عاما بهذه الرسوم القياسية، قد تبدو ظاهريا أشبه بالمخاطرة الكبيرة، لكنه قد يؤتي ثماره 10 أضعاف على أقل تقدير، في حال سارت الأمور كما يريدها الطرفان. أيضا في البرتغال، تتردد أنباء من حين الى آخر عن رغبة عملاق البريميرليغ في شراء عقد لاعب سبورتينغ لشبونة مورتن هيولماند، الذي تحول في وقت قياسي من لاعب مجهول مع ليتشي إلى جوهرة يتهافت عليها الكبار بقميص لشبونة، منهم اليونايتد، الذي قام بمحاولة جريئة لنقل صاحب الـ24 عاما إلى معقل الشياطين الحمر في النافذة الشتوية الأخيرة، لكنها باءت بالفشل، لاعتراض النادي على فكرة بيع خليفة كريستيان إريكسن، في صفقة مقايضة أو إعارة قصيرة الأجل، أو تفعيل الشرط الجزائي في عقده، والذي يزيد على 70 مليونا بعملة القارة العجوز، ورغم أنه يبدو سعرا باهظا نوعا ما للاعب، لكنه يملك المواصفات المطلوبة في وسط اليونايتد في المرحلة المقبلة، متسلحا بشخصيته العنيدة وجينات القيادة التي يفتقدها اليونايتد في هذا المركز من قبل رحيل بول بوغبا.

البطل والخليفة

إذا كان باير ليفركوزن يبصم على موسم تاريخي تحت قيادة تشابي ألونسو، فإن إزيكييل بالاسيوس هو الجندي المجهول وراء نجاح مشروع متصدر البوندسليغا بفارق 16 نقطة عن بايرن ميونيخ، باعتباره الشريك الإستراتيجي مع غرانيت تشاكا على دائرة الوسط، وواحدا من أبطال الأرجنتين في كأس العالم قطر 2022. ووفقا لصحيفة «بيلد» الألمانية، فإن أسلوبه الذي يجمع بين العدوانية في استخلاص الكرة والأناقة اللاتينية في الثلث الأخير من الملعب، جعله محط أنظار المسؤولين في المان يونايتد، كخيار بديل وبسعر متوسط لن يزيد كثيرا على 40 مليون يورو، رغم ارتباطه بعقد مع ناديه الألماني لغاية العام 2028، فقط ما يهدد إتمام الصفقة، أن يتجاهل اللاعب فكرة اللعب مع فريقه أو أي فريق آخر في دوري أبطال أوروبا من أجل الذهاب إلى مشروع مجهول بعد إخفاق اليونايتد في البقاء ضمن دائرة المنافسة على المركز الرابع المؤهل للكأس ذات الأذنين الموسم المقبل، أو تصدق التقارير الإيطالية التي تراهن على انتقال موهوب أتالانتا إيدرسون إلى «أولد ترافورد» في الميركاتو الصيفي، ذاك اللاعب الذي يحمل نفس اسم حامي عرين مانشستر سيتي، ومؤخرا تم ترشيحه إلى تشكيلة مدرب البرازيل الجديد دوريفال جونيور، كمكافأة بعد عروضه المميزة تحت قيادة غاسبريني في آخر موسمين، وهو أيضا من القائمة البديلة التي لن تكبد الخزينة مبالغ طائلة، وذلك استنادا إلى المصادر الإيطالية، التي تجمع على أن تكاليف الصفقة لن تزيد بأي حال من الأحوال على 35 مليون يورو، إلا إذا أعطى ظهره لليونايتد بعد ورطة الغياب عن دوري الأبطال، في الوقت الذي تتسابق فيه الصحف والمواقع الرياضية في تحديث الأنباء عن مستقبله والأندية الكبرى الطامعة في الحصول على توقيع ما يُعرف بكاسيميرو الجديد، والمرشح لتسلم الراية من مواطنه المتدهور في الجزء الأحمر لعاصمة الشمال هذا الموسم.

الأفضل وآخرون

على مستوى البريميرليغ، يُقال إن اليونايتد سيعاود الضغط على إيفرتون من أجل الظفر بخدمات أمادو أونانا، الذي يتطور مستواه من مباراة الى أخرى منذ قدومه من ليل في العام 2022 مقابل انتعاش خزينة النادي الفرنسي بأكثر من 20 مليون يورو، لكن وفقا لمنصة «فوت ميركاتو»، فإن أكثر ما يهدد الصفقة التي يراقبها مانشستر يونايتد منذ فصل الشتاء، هو اهتمام برشلونة باللاعب، الأمر الذي قد يعقد الفكرة برمتها، حتى لو ضحى بمبالغ أكثر من البلو غرانا، حيث يشير بعض المصادر إلى استعداد النادي الإنكليزي لدفع حوالي 60 مليون يورو لتأمين مستقبل صاحب الـ22 عاما، الذي قال عنه موقع «Goal» العالمي، لاعب الوسط المهيب بدنيا، بخلاف قدراته الفنية المتميزة وذكائه الفطري في قراءة أفكار الخصوم، وقبل هذا وذاك استعداد صاحب الشأن لهذه الخطوة، وفقا لتصريحاته التي أدلى بها لمنصة «سو فوت» الشهر الماضي، حيث قال: «أرى نفسي إن شاء الله في أحد أكبر الأندية المعترف بها في العالم، لا يمكنك أن تصبح أكبر من يونايتد، وهذا النوع من الثقة بالنفس يبشر بالخير لفرصه في النجاح في «أولد ترافورد»، حيث غالبا ما تفوق قوة الشخصية الموهبة وحدها»، وفي البريميرليغ أيضا، هناك لاعب وسط فولهام جواو بالينيا، صاحب المهارات الخاصة والقوية في عمليات الضغط واستخلاص الكرة من دون ارتكاب أخطاء، وذلك منذ قدومه من لشبونة قبل عامين، لكن حجر العثرة يكمن في مبالغة إدارة النادي اللندني في شروطها المادية، إذ يقال إنها تشترط الحصول على أكثر من 100 مليون يورو نظير الاستغناء عن صاحب الـ28 عاما، أو تحدث المفاجأة التي فجرتها منصة «توك سبورت» عن إعجاب السير جيم راتكليف بلاعب تشلسي السابق روس باركلي، الذي عاد مرة أخرى إلى الحياة مع لوتون تاون بعد تخلصه من آثار تجربته السيئة مع نيس الفرنسي.
أما الخيار الأفضل بالنسبة لمهاجم النادي في بداية الألفية لويس ساها، فهو متمرد بايرن ميونيخ جوشوا كيميتش، الذي من ناحية يتمتع بالمواصفات اللازمة والمطلوبة لإنهاء المشاكل في وسط الملعب، ومن ناحية أخرى لن يكبد الخزينة سوى مكافأة التوقيع المجاني وراتبه الشهري، بعد فشل الإدارة البافارية في إقناعه بتمديد عقده الذي ينتهي مع أول ساعات يوليو / تموز المقبل، ومعروف عن صاحب الـ28 عاما، شخصيته القوية داخل المستطيل الأخضر، التي قال عنها مدرب البايرن السابق هانزي فليك ذات مرة بعد دوره الكبير في فوز بايرن ميونيخ بثلاثية عام 2020: «كيميتش نموذج للاعب المحترف ويملك عقلية وحش داخل الملعب»، وذلك بطبيعة الحال لقدرته على شغل كل مراكز وسط الملعب بنفس الجودة والكفاءة، كلاعب بارع في افتكاك الكرة، بفضل حسه التمركزي الرائع وعقليته العنيدة، وفي نفس الوقت، يجيد القيام بأدواره الهجومية على أكمل وجه، خاصة عندما يأتي من الخلف إلى الأمام وينوب عن صانع الألعاب بتمريرات عمودية في ظهر المدافعين، فقط التحدي الحقيقي أن ينجح النادي الإنكليزي في إقناعه بالمشروع الجديد، قبل أن يضعف أمام إغراءات باقي العمالقة الذين ينتظرون إشارة منه للحصول على توقيعه في صفقة انتقال حر هذا الصيف، فمن يا ترى من هؤلاء سيكون منقذ وسط اليونايتد في فترة ما بعد كاسيميرو؟

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار