الصحافي الإسرائيلي جدعون ليفي: لا يمين ولا وسط ولا يسار… كلكم نتنياهو

26 فبراير, 2024 12:53 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

جدعون ليفي

رام الله -ثبت مرة أخرى بأنه لا بديل لنتنياهو، سواء أكان بديلاً حقيقياً أم معارضة حقيقية. التصويتات المهمة في الكنيست التي جرت الأسبوع الماضي، إلى جانب سلوك أحزاب الوسط في فترة الحرب، تثبت بوضوح أنه لا فرق كبيراً بين اليمين والوسط واليسار الصهيوني حول مسائل أساسية تحدد صورة الدولة، من حيث الاحتلال، والحرب، والديمقراطية. وكلنا حول هذه القضايا، نعيش في دولة مع صوت واحد ورأي واحد: معاً سننتصر.

هذه الأمور مدهشة إزاء نضال سياسي صاخب جار بين المعسكرات الآن. الجميع يتحدثون عن الانقسام، الشرخ، في الوقت الذي لا توجد فيه وبحق اختلافات حقيقية في الرأي. كان يمكن الاعتقاد بأن إسرائيل في الحرب كانت ستكون دولة مختلفة لو ترأسها بني غانتس أو غادي آيزنكوت أو يئير لبيد. لا وألف لا. فسلوكهم الشخصي بالتأكيد كان سيكون أكثر استقامة وتواضعاً. لكن النتيجة مشابهة بشكل مدهش. وهاكم الدلائل:

بأغلبية محرجة، 99 مقابل 9، أيدت الكنيست قرار الحكومة الذي يعارض الاعتراف “أحادي الجانب” بالدولة الفلسطينية. ثارت النفوس ورفعت الأيدي بدعم ساحق لرفض إسرائيل. هذه الدولة، التي تتبنى سياسة الاحتلال والاستيطان منذ الأزل، وأحادية الجانب في الأساس، تستخف بكل العالم وتتوحد من الحائط إلى الحائط ضد خطوة أحادية الجانب، التي قبل مضمونها نصف أعضاء الكنيست. أي خجل هذا! لكنه أمر غير مفاجئ.

هناك أمر كان متوقعاً بدرجة لا تقل عن ذلك، وهو شبه التوحد حول إقصاء عضو الكنيست عوفر كسيف. الآن لم يعد الحديث عن الفلسطينيين و”المناطق” [الضفة الغربية]؛ فالحديث الآن حول الديمقراطية، وهي القضية التي أشغلت الدولة في السنة الأخيرة أكثر من القضايا الأخرى. انقسمت إسرائيل بضجة كبيرة بين حراس الديمقراطية ومن يعملون على تدميرها. وفي اختبار الديمقراطية الأول، توحدت جميعها تقريباً في عملية غير ديمقراطية خطيرة بدرجة كبيرة. معظم من يحاربون ضد الانقلاب النظامي، تقريباً كل الذين يُسمعون أصواتهم مع الديمقراطية، رفعوا أيديهم لصالح عزل عضو الكنيست بسبب مواقفه ونظرته للعالم، أو تملصوا من التصويت بشكل جبان.

انتصر الانقلاب النظامي في هذه المرة، ليس بأصوات اليمين فحسب، بل وبأصوات “المعسكر الرسمي” و”أمل جديد” و”يوجد مستقبل” وحتى حزب العمل. هرب غانتس وآيزنكوت ولبيد وميخائيلي وأصدقائهم كان وصمة عار لمن يتفاخرون بالنضال من أجل الديمقراطية. لقد كان عليهم التصويت “ضد” بصوت مرتفع. في نهاية المطاف، يعرفون أن نجاح العملية مع كسيف التي تم إفشالها بخمسة أصوات فقط، كانت ستؤدي إلى إقصاء جميع أعضاء الكنيست العرب، لكنهم هربوا. هذا يعتبر عاراً آخر وخجلاً لا يمكن أن يغتفر.

في نهاية المطاف، السلوك في الحرب؛ فاليسار والوسط أيدا جميع حروب إسرائيل، المبررة والمجرمة، في بدايتها. ولكنهم استيقظوا بسرعة، وكل هذه الحروب كانت معارضة لها. ولكن الحرب المتوحشة وعديمة الجدوى لإسرائيل، لا يوجد حتى ولو صوت واحد معارض في الكنيست، حتى بعد أربعة أشهر و30 ألف قتيل فلسطيني تقريباً، باستثناء صوت أعضاء الكنيست العرب. عدد من غير اليمينيين يؤيدون الحرب من داخل الحكومة، وعدد آخر يؤيدها من الخارج. والجميع معاً يغنون نفس الأغنية في جوقة بقيادة اليمين. كل العالم يطالب بوقف الحرب، لكن الكنيست تخلو من أي عضو صهيوني ولو واحداً، يفعل ذلك. ديمقراطية؟ معارضة؟ بديل؟ ليس هنا وليس الآن. كراهية نتنياهو تذكرنا بوجود نوع من الائتلاف والمعارضة، لكنها كراهية شخصية قبل كل شيء؛ فهو كذاب ويحب الملذات وفاسد ولا يفكر إلا في نفسه وتخلى عن المخطوفين وباع نفسه لليمين الكهاني وقام بشرعنته، وربما كان هناك طوال الوقت. كل ذلك صحيح ويثير الغضب، لكن لا يوجد فيه أي اقتراح لبديل. نعم، تبين أنه لا يوجد شيء كهذا. معاً سننتصر بعد قليل.

 هآرتس 25/2/2024

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار