إنجاز منتخب النشامى يكشف أزمة كروية في الأردن؟
11 فبراير, 2024 11:06 صباحاًعمان ـ وسط فرحة الأردنيين على التأهل التاريخي إلى نهائي كأس آسيا، فان التساؤلات أثيرت عن انعكاس الإنجاز غير المسبوق على منظومة لعبة تعاني من تواضع مستوى الدوري المحلي، وأزمة ديون ما انفكت تتفاقم على الأندية بسبب انحسار عائداتها، فضلاً عن افتقاد المنشآت الرياضية لأبسط مقوّمات التحديث.
في مشاركته الخامسة، بلغ «النشامى»، بقيادة مدربه المغربي الحسين عموتة ونجوم يتصدّرهم موسى التعمري (مونبلييه الفرنسي) ويزن النعيمات (الأهلي القطري)، نهائي بطولة كانت أفضل انجازاته فيها دور الثمانية في 2004 و2011. وتمني الأمينة العامة للاتحاد الأردني سمر نصّار النفس بأن يحرّك هذا الانجاز المياه الراكدة «بدأ القطاع الخاص يتحرّك، وتحرّكت مشاعر الشعب». وتتابع: «نتمنّى أن يدعموا المسيرة ككل، وألا يقتصر الدعم على إنجاز المنتخب». وقدّمت بعض المؤسسات والمصارف مكافآت مالية للاعبين بعد التأهل إلى النهائي، وتقرّ نصار، السباحة الأولمبية السابقة، بوجود تحديات كثيرة تواجه الكرة الأردنية «نحن بحاجة الى البنى التحتية وأن يلتف القطاع الخاص حول المنتخب».
وفيما يؤكّد المراقب الدولي والمحاضر الآسيوي منعم فاخوري، أن الاصلاح يبدأ بتشكيل رابطة لدوري المحترفين لإدارة البطولات المحلية وشؤون التسويق، تشير نصار إلى إن «الاندية أيضاً هي ركيزة ومنجم الأبطال. نحن بحاجة الى دعم للمنظومة ككل واعادة الدراسة في كثير من الأمور». ويرى فاخوري أن الأندية تحتاج أيضاً إلى تعديل التشريع «كل الأندية الأردنية تعمل تحت مظلة وزارة الشباب». لكن نصّار تلفت إلى أن التأهل لكأس العالم للمرة الأولى سينعش اللعبة «كأس آسيا هي محطة والتأهل إلى كأس العالم هو الهدف الأسمى». وتضيف نصار (46 عاماً): «نحن استثمرنا بهذا المنتخب لأننا رأينا الطاقات الكامنة فيه، وكنا واثقين انه سيصل الى أبعد نقطة، وأهدافنا أبعد من كأس آسيا».
لكن الأردن حصد حتى الآن نقطة يتيمة من مباراتيه في بداية التصفيات المشتركة لمونديال 2026 وآسيا 2027، بتعادله بشق النفس في طاجيكستان وخسارته على أرضه أمام السعودية. وباستثناء التأهل العتيد، لم تشهد الكرة الأردنية على مدى تاريخها إنجازات كروية نوعية، إذ اقتصرت على التتويج بذهبية الدورة العربية في بيروت 97 وعمّان 99، فضلاً عن بلوغ الملحق النهائي المؤهل إلى مونديال 2014، حين خرج «النشامى» أمام الأوروغواي مع المدرب المصري حسام حسن. فيما اقتصرت إنجازات الأندية على ثلاثة ألقاب في كأس الاتحاد الآسيوي، بواقع بطولتين للفيصلي وواحدة لشباب الأردن. كما تقتصر المشاركة في دوري أبطال آسيا على مقعد واحد يمنح لبطل الدوري شريطة اكمال متطلبات الترخيص، فيما يُمنح المقعد الآخر في كأس الاتحاد.
لكن فاخوري، الذي يشغل أيضاً منصب الأمين العام في نادي الجزيرة، يشير إلى «إلى ضرورة استثمار النجاح في كأس آسيا «يجب إقناع اصحاب الشركات بأن تتبنى الأندية». ويؤكد على ضرورة أن يعقد الاتحاد لقاءات دائمة مع الأندية لأن كل التركيز ينصبّ على المنتخبات «كل الدعم الذي نحصل عليه من الاتحادين الدولي والقاري يذهب إلى المصاريف الإدارية والتشغيلية كما يُنفق على الأندية والمنتخبات النسوية». ويضيف: «الوضع المالي للأندية معدوم، وبطل الدوري لا يحصل سوى على 60 ألف دينار كمكافأة (85 ألف دولار)»، فيما «المصروف الشهري لأحد الأندية، على سبيل المثال، يعادل 80 ألف دينار». ويتابع: «لا يمكن قياس وضع (القطبين) الفيصلي او الوحدات مع البقية خصوصاً أنهما يعتمدان على موارد ثابتة مثل ملكيتهما لمجمعات تجارية وجماهيريتهما الكبيرة، إذ ان بعض الأندية تتعثر عن دفع الرواتب لـ 4 أو 5 أشهر».
ويحترف 16 لاعباً من تشكيلة المنتخب الحالية في الدوري المحلي، معظمهم مع الفيصلي. يؤكد فاخوري أيضاً أن اللاعبين في الأردن يضطرون للعمل في أكثر من مهنة غير كرة القدم لأن الرواتب متدنية جدا «إما يعملون في جهة أمنية أو في أمانة عمّان، وهذا الأمر غير سليم للاعب المحترف». وفيما اعتبر الحارس التاريخي للمنتخب عامر شفيع أن تواجد الأردن في هذا الموقع «أشبه بالمعجزة» نظراً لتواضع مستوى الدوري والحالة المادية المتردية للأندية، اعتبر مساعد عموتة، المدرّب عبدالله أبو زمع أن «ما تحقق يؤكد أن الأسلوب في المنتخب تغيّر، وسنستمرّ على هذا النسق».