مكتبة قطر الوطنية تنشر الوعي بتاريخ فلسطين العربي والإسلامي تضامناً مع الشعب الفلسطيني

07 ديسمبر, 2023 12:08 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

الدوحة -عبرت مكتبة قطر الوطنية عن تضامنها ودعمها للشعب الفلسطيني في محنته الحالية، وسعت لنشر الوعي بتاريخ فلسطين العربي والإسلامي، ضمن سلسلة برامج وفعاليات تهدف لإبراز عدالة القضية.
وسلطت مكتبة قطر الوطنية التابعة لمؤسسة قطر للتربية، الضوء على القضية الفلسطينية ضمن سياق التاريخ المُعاصر، وتحديداً التاريخ العريق لغزة التي تتعرض لعدوان وحشي من الاحتلال الإسرائيلي.
ونظمت المكتبة التراثية، ندوة افتراضية بعنوان «فلسطين: ذاكرة المكان والمعنى.. قراءة تاريخية اجتماعية». واستضافت الدكتور أباهر السقا، أستاذ علم الاجتماع في جامعة بيرزيت، وإبراهيم باجس، الباحث المقدسي في الدراسات التراثية، وإخلاص شامية، من مكتبة قطر الوطنية.
وعرض الدكتور أباهر السقا، أستاذ علم الاجتماع في جامعة بيرزيت في فلسطين، أثناء مداخلته فصولاً من كتابه الموسوم بـ»غزة: التاريخ الاجتماعي تحت الاستعمار البريطاني» (1917-1948)، وأهم المحطات التاريخية لمدينة غزة، التي تعد من أقدم المدن في التاريخ، حيث إن بعض المؤرخين يقولون إنها المدينة الرابعة التي تم تأسيسها. وأكد أن مدينة غزة لم تكن بائسة أو فقيرة، بل كانت مدينة ثرية بمواردها المتنوعة ومصادرها البنيوية وإرثها التاريخي والمعماري، لكنها سلبت بالتدريج عناصر كينونتها، ومجدها وسبل رفاهيتها ووسائلها.
وأشار السقا إلى أن غزة كان لها حضور مهم في التاريخ الإسلامي، وكانت مقصداً للتجارة، وارتبط اسمها باسم هاشم بن عبد مناف، جد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الذي كان كثير التردد عليها، حيث توفي بها، بالإضافة إلى أن لها حضورا في المخيال الأدبي، فضلاً على أن لها حضوراً في كتابات الرحالة، وأهمهم ابن بطوطة والشريف الإدريسي، حيث وصفوا عمارتها بـ(الحسنة).
وقال أباهر، إن من المآسي التي تلقتها المدينة، تدمير متحف في منطقة السودانية (شمال غزة)، مؤكداً أن أفضل شيء ينبغي القيام به عقب انتهاء الحرب هو جمع التاريخ الشفوي، وإعادة بناء الأرشيف.
واستعرضت إخلاص شامية، نماذج لأبرز ما تحويه المكتبة التراثية من مجموعات لكتب ومخطوطات وصور ومواد أرشيفية تعد من المصادر الهامة في الاستزادة المعرفية، وأشارت إلى أن جهود المكتبة التراثية تتمثل في إتاحة المصادر والمجموعات الخاصة بتاريخ فلسطين ومكانتها في الحضارة الإسلامية والعربية. وأشارت إلى أن هذا الدور يبرز في وقت الأزمات مع ما شهدناه خلال أحداث غزة وفلسطين وما تزامنت معه من حملات ممنهجة في تضليل الوعي وإخفاء المعرفة بمصادرها الموضوعية غير المتحيزة.
وقدمت، بعضاً من نماذج الخرائط التي تحويها المكتبة، من بينها خريطة ترجع لأوائل القرن السادس عشر الميلادي، وتعتبر من أندر الخرائط التي صورت الأرض المقدسة، ورسمت وفقاً لتصور بطليموس الجغرافي للأرض والتي قسمها إلى سبعة أقاليم، هذه الخريطة باللاتينية، حيث تُظهر تصوراً أفقياً لفلسطين وبعض أسماء مدن فلسطين، وهي ضمن الأراضي المحتلة حاليا مثل الجليل، بحيرة طبريا وصفد، فضلا عن خريطة أخرى ترجع للقرن السابع عشر الميلادي.
وتحدثت عن أبرز مدونات الرحالة الذين تناولوا فلسطين. كما ساقت مجموعة من الصور في المكتبة التراثية الخاصة بفلسطين، تعكس اهتمام المصورين الغربيين خلال القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين في تجربة اكتشاف التصوير الفوتوغرافي واهتمامهم بمحيط الأرض المقدسة، والتي نقلت معالم الأرض وسكانها الأصليين، بالرغم من تقنيات إنتاجها التي تأتي ضمن سياق التوسع الاستعماري الأوروبي في المنطقة العربية. ومن الصور المتفردة، عرضت شامية صورة التقطت لمدينة القدس بفلسطين عام 1839 والتي تزامنت مع بداية اختراع التصوير.
وأشارت إلى أن المكتبة التراثية تمتلك مجموعة هامة ومتميزة من الوثائق ذات صلة وثيقة بالتاريخ الفلسطيني والتي تعود إلى فترات زمنية مختلفة.
أما إبراهيم باجس، الباحث المقدسي في الدراسات التراثية، فكشف الانتهاكات الصارخة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، وعدد الباحث المقدسي عدداً من القرى الفلسطينية التي طمس الاحتلال معالمها ويحارب مآثرها.
وتضطلع مكتبة قطر الوطنية بمسؤولية الحفاظ على التراث الوطني لدولة قطر من خلال جمع التراث والتاريخ المكتوب الخاص بالدولة والمحافظة عليه وإتاحته للجميع. ومن خلال وظيفتها كمكتبة بحثية لديها مكتبة تراثية متميزة، تقوم المكتبة بنشر وتعزيز رؤية عالمية أعمق لتاريخ وثقافة منطقة الخليج. وانطلاقًا من وظيفتها كمكتبة عامة، تتيح مكتبة قطر الوطنية لجميع المواطنين والمقيمين في دولة قطر فرصًا متكافئة للاستفادة من مرافقها وتجهيزاتها وخدماتها التي تدعم الإبداع والاستقلال في اتخاذ القرار لدى روادها وتنمية معارفهم الثقافية.

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار