الشعب الفلسطيني صاحب أطول ثورة في التاريخ..
21 يوليو, 2023 10:10 صباحاًرام الله -يظن بعض المهزومين والموتورين والمخذلين ، بأن المشروع الصهيوني في فلسطين قد حقق النجاح والإنتصار الكامل على الشعب الفلسطيني ، وان فلسطين قد ذهبت لليهود الصهاينة الى غير رجعة ، وانها قد اصبحت شيئا جديدا اسمه ( اسرائيل) و يفترض الأمر الواقع ويقضي التعامل مع هذة المستعمرة وكأنها قدرا محتوما لا مفر منه ، دون أي اعتبار او مراعاة لحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة له في وطنه وغير القابلة للتصرف ، ودون النظر لما يمارسه كيان المستعمرة من سياسات إرهابية وعنصرية وما يرتكبه من جرائم يومية في حق السكان الأصليين من ابناء الشعب الفلسطيني .
الحقيقة التي يتغاضى عنها البعض من اولئك والمتمثلة في الصمود الأسطوري الذي يجسده الشعب الفلسطيني في الوطن وفي مخيمات اللجوء مؤكدا تمسكه و تشبثه بكافة حقوقه الوطنية ، و لن و لم يرفع الراية البيضاء ولن يعلن استسلامه للمشروع الصهيوني ،فهو لازال منغرساصامدا في وطنه يناضل ويبني ويراكم الإنجازات من اجل تحقيق حقوقه واستعادة وطنه وحريته وسيادته .
هكذا رغم ماتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر وسياسات تطهير عرقي ومازال ، إلا أنه استطاع أن يحافظ على ديمومته و وحدته المجتمعية والنضالية وثباته ونموه وتزايده داخل الوطن وخارجه و الرقي والتقدم في حياته في مختلف المجالات و ان يحقق الإنجازات في مختلف الميادين ، فهو اليوم يُعد من بين الشعوب الأكثرتحضرا و تعلما وتقدما ورقيا بين شعوب العالم اجمع ، وتجد من بين أبنائه الاثرياء ورجال فكر واعلام ورجال اعمال ناجحين و هذة تمثل عناصر قوة له، وليست بعناصر ضعف لأي شعب كان كما يظن البعض من قصيري النظر ، وكما يحاول البعض تشويه هذة الصفات لدى الفلسطينيين .
اليس الصهاينة هم ارباب المال والأعمال والإعلام في العالم ومن خلال هذة العناصر يفرضون نفوذهم وسطوتهم على اعتى الدول الغربية لدعم مشروعهم الإستيطاني الإستئصالي في فلسطين ، فلماذ لا يجوز للفلسطيني ان يصبح رجل فكر واعلام ومال ، اليست هي من عناصر القوة التي تدعم نضال الشعب الفلسطيني في معركته من اجل البناء والتقدم واستمرار الصمود حتى النصر .
الشعب الفلسطيني يقف اليوم وعلى مدى قرن كامل ونيف صامدا في وجه اعتى حملة استعمارية استيطانية عنصرية استئصالية تعرضت لها فلسطين وبلاد العرب عبر التاريخ على يد الصهيونية والإستعمار العالمي ..
لكنه يسجل يوميا عليها الإنتصار تلو الإنتصار اخلاقيا ومعنويا وماديا وسياسيا ، رغم بشاعة ارهابه و وقاحة واجرامية السياسات العنصرية التي يمارسها هذا الغازي المحتل في حقة ومعه حلفاؤه وأعوانه اللذين يوفرون له التغطية السياسية والمادية الكاملة على ممارساته ..
هذة الإجراءات الغاشمة ماهي إلا دليل ساطع على عدم انتصار هذا الغازي ، وعلى عدم انكسار او هزيمة الشعب الفلسطيني الصامد صاحب أطول ثورة في التاريخ وصاحب الإرادة الفولاذية التي تتجذر مع كل جولة من جولات الصراع وتزيده قوة وتصميما على مواصلة صموده وكفاحه في كل انحاء وطنه ، وقد كانت الجولة الأخيرة في عملية الإجتياح التي نفذها جيش الإحتلال في مدينة جنين ومخيمها الباسل وما نتج عنها إلا دليلا على ذلك لا يعتريه الشك ..
فلا سياسات الإجتياحات ولا تكثيف الحواجز ولا سياسة تكسير العظام ولا القتل اليومي المتعمد ولا تكثيف الإعتقالات و الزج بالشباب بالآلاف في السجون تستطيع النيل من ارادته ومن صموده .
قدم الشعب الفلسطيني خلال مسيرته النضالية عشرات الوف الشهداء والجرحى ومئات الوف المعتقلين والأسرى .. ويأتي البعض ليحمل الشعب الفلسطيني وقياداته ما يحصل له وما يقع له على يد هذا العدوان المستمر ، وكأن هذا البعض يريد أن يبرر تقاعصه عن القيام بواجبه في مواجهة هذا العدوان وعن خذلانه للشعب الفلسطيني الصابر والصامد والمدافع في كل الساحات والميادين .. ومنح صكوك الغفران للغازي والمحتل على افعاله واجرامه .
كل تلك الأصوات النشاز المعرَّفة و النكرة والمشبوه والمشككه في نضال وصمود الشعب الفلسطيني ونقائه وثباته و قيادته لن تنال من عزيمته وسيواصل الشعب الفلسطيني طريقه في النضال بشتى الوسائل حتى يلحق الهزيمة الكاملة بهذا المشروع الإستيطاني الصهيوني العابر والفاشل . ..
لن تكون فلسطين استراليا او نيوزيلاندة جديدة في المنطقة.. وستبقى فلسطين هي فلسطين ، جزء لايتجزء من الوطن العربي الكبير وقلبه النابض والمؤشر على حالته ووضعه ومستقبله ومعيار قوته وضعفه ، فلا العدو الصهيوني قد انتصر ولا الشعب الفلسطيني قد انهزم فالصراع والكفاح والصمود مستمر ....
ليسقط الوهم المعشش في بعض عقول المخدوعين والمهزومين والمأزومين .. ولتسقط سياسات الخداع والمخادعة و سياسات التراجع والنقوص ، ولتحيا فلسطين وشعبها الابي الصامد حتى النصر .
د. عبدالرحيم جاموس
21/7/2023 م