لنوقف حرب دورة الدم

23 مايو, 2023 10:25 صباحاً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

نبض الحياة

رام الله -تتكامل حلقات الموت الصهيونية على رقاب الشعب العربي الفلسطيني السياسية والأمنية العسكرية والاقتصادية المالية  والاجتماعية والثقافية والبيئية يوميا، ولا مجال لوقفها عبر سياسة الدفاع الناعمة، والاكتفاء بإصدار بيانات الإدانة والاستنكار، وتوجيه الرسائل المتشابهة لممثلي هيئة الأمم المتحدة، ولا بإصدار المزيد من القرارات الأممية لصالح القضية والحقوق والثوابت الوطنية، ولا بالمناشدات للدول والاقطاب الدولية، ولا بالتوجه للمنابر والمحاكم القانونية الدولية، ولا بدعوة برلمانات الدول وهيئاتها واتحاداتها الثقافية الفنية والإعلامية الصحفية لتحشيد الرأي العام العالمي ضد الطغمة الاستعمارية الفاشية الحاكمة في إسرائيل. لان المتنفذون عالميا في ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية أطلقوا يد دولة التطهير العرقي الإسرائيلية لفرض أجندة النفي والفصل العنصري واستنزاف الدم الفلسطيني، وفرض مشروعها الكولونيالي رغما عن إرادة الشعب العربي الفلسطيني.
أمس الاثنين الموافق 22 أيار / مايو أغتالت القوات الإسرائيلية ثلاثة شبان، وجرحت 6 اشخاص في مخيم بلاطة، وأول أمس الاحد الموافق 21 أيار / مايو إقتحم بن غفير، وزير ما يسمى الامن القومي المسجد الأقصى تحت حراسة مشددة، وادى طقوسا تلمودية في باحاته، وعقد نتنياهو وأركان حكومته إجتماعا لمجلس الوزراء في الا نفاق تحت المسجد الأقصى، ليس هذا فحسب، بل ان رئيس حكومة الترويكا الفاشية، اعلن بملىء الفم، ان "القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل" وأضاف موجها حديثه للرئيس أبو مازن ردا على خطابه في ذكرى النكبة ال75 في الأمم المتحدة في 15 أيار / مايو الحالي "ان القدس الموحدة اقدم من عواصم دول الغرب الرأسمالي حليفته، اقدم من واشنطن وباريس ولندن وبون"، وان الإسرائيليين باقون، ولن ينسحبوا منها، وقبل ذلك اتخذت الحكومة قرارا بالعودة عن قرار اخلاء مستعمرة حومش، الذي اتخذ في العام 2005، وكل يوم يستيقظ الشعب الفلسطيني على مذبحة او اجتياحا او حربا لهذا المخيم او لتلك المدينة او القرية حتى بلغ عدد الشهداء من بداية العام ما يقارب ال150 شهيدا، ومئات الجرحى، والاف المعتقلين، وعشرات البيوت والورش المدمرة، ومئات والاف الدونمات المصادرة والمهودة. فضلا عن عمليات القتل اليومية في مدن وبلدات الجليل والمثلث والنقب والمختلطة، حتى زاد عددهم عن 80 ضحية، وبالتزامن مع تشريع العديد من القوانين العنصرية ضد الكل العربي الفلسطيني داخل حدود فلسطين التاريخية.
وجاءت عمليات الاغتيالات والموت والتهويد والمصادرة ردا على يد السلام الفلسطينية والعربية الممدودة، وفي ظل الاستعدادات لعقد قمة منتدى النقب الإسرائيلية الأميركية العربية في نهاية الشهر، وفي اعقاب عقد القمة العربية في جدة السعودية الدورة 32، وردا على إعلانها المؤكد على التمسك بمبادرة السلام العربية، وعلى مركزية القضية الفلسطينية، ليس هذا فحسب، وانما بمواصلة الضغوط مع الإدارة الاميركية على بعض الدول العربية لمواصلة ما يسمى "السلام الابراهيمي"، واستقواءا بالدعم الأميركي والاوروبي الغربي، واعتقادا منها (إسرائيل) ان العالم العربي في خبر كان، ولم يعد يأبه لما يجري في الأرض الفلسطينية، رغم كل البيانات المؤكدة على اولويتها ومركزيتها.
إذاً ما العمل؟ وهل يفترض ان نبقى مكتوفي اليدين؟ هل مطلوب منا الجلوس في محطة الترانزيت الى ما شاء الله، وأطفال ونساء وأبناء الشعب يذبحون على مرآى ومسمع منا جميعا؟ وهل ينسجم الواقع القائم مع روح وخيار أي حركة تحرر وطني في العالم؟ وهل علينا القبول بدورة الدم الفاشية الإسرائيلية استبيحنا من الوريد الى الوريد دون تحرك، ودون دفاع منطقي ومقبول وطنيا وقوميا وانسانيا؟ وأين القيادة من مجمل قرارات المجلسين الوطني والمركزي التي اتخذت لمواجهة الغطرسة والإرهاب الإسرائيلي المنظم؟ ومتى يمكن الافراج عن تلك القرارات؟ لقد وصلت الموس الى رقاب القيادات الأولى والشعب على حد سواء، ولم يعد نتنياهو واقرانه سموتيريش وبن غفير وكل الجوقة الفاشية الصهيونية يأبهون بأي من القرارات والمناشدات والدعوات العربية والعالمية للعودة لجادة السلام، وخيار حل الدولتين، وليسوا مستعدين من حيث المبدأ القبول بخيار حل الدولة الواحدة، وخيارهم الوحيد، هو المجزرة والتطهير العرقي والنفي للشعب كل الشعب الفلسطيني دون استثناء، ام ان هناك خيارات سرية لا نعرف بها؟
من موقع الانتماء والدفاع عن منظمة التحرير الفلسطينية وسلطتها الوطنية ادعوا كل القيادات المركزية للشعب وقادة الفصائل الوطنية وقيادات الاتحادات والمنظمات والنقابات الشعبية والقطاعات الثقافية والفنية والإعلامية والأكاديمية والاقتصادية لاعادة تنظيم وترتيب الأولويات الفلسطينية، وصياغة رؤية برنامجية سياسية وكفاحية جديدة تستجيب لطبيعة الصراع مع الصهيونية الفاشية، وقلب الطاولة رأسا على عقب. وعدم الاصغاء لدعاة السياسة الانتظارية، ونفض اليد من كل الاتفاقات المبرمة مع إسرائيل، واسقاط الاعتراف بها، وشق طريق كل اشكال المقاومة دون استثناء، فإما الموت وقوفا، وإما النصر لارادة الشعب وأهدافه وثوابته الوطنية.
[email protected]
[email protected]

مواضيع ذات صلة

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار