الشهيد الهدّاف

22 ديسمبر, 2022 06:49 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

طوباس- إسراء غوراني-إنه هداف فريقه، ثقافي طولكرم، الذي ينافس في دوري المحترفين الفلسطيني لكرة القدم، وبرصيده ستة أهداف سجلها خلال مرحلة الذهاب من الدوري، وضعته في الترتيب الرابع على لائحة الهدافين، لكن منافسته على لقب هداف الدوري ومساهماته مع فريقه "العنابي" ستتوقف عند هذا الحد بسبب رصاص الاحتلال الذي تلقاه في ظهره وأطرافه فجر هذا اليوم.

احترف أحمد عاطف دراغمة (23 عاما) في نادي مدينته طوباس، وانتقل بعد تجربة كبيرة مع النادي ونجومية لامعة قاده خلالها للتأهل إلى دوري المحترفين، إلى نادي ثقافي طولكرم.

محمود حافظ دراغمة وهو مدرب أحمد في نادي ثقافي طولكرم، يقول في حديثه : إنه يعرف أحمد ويدربه منذ حوالي أربع سنوات منذ أن كان لاعبا في نادي طوباس".

"أحمد صاحب شخصية مميزة ولم يكن لاعبا عاديا في يوم من الأيام، فهو لاعب مثابر في الملعب، وكان دائما صاحب أهداف حاسمة وفارقة في أية مباراة يخوضها"، يقول المدرب دراغمة.

ويضيف أن مثابرة أحمد واجتهاده ساهمت في صعود نادي طوباس إلى دوري المحترفين، ومنذ انتقاله إلى ثفافي طولكرم ترك بصمة واضحة في الفريق، وأرقام واحصائيات الدوري تؤكد ذلك.

بطاقة

أحمد إلى جانب كونه رياضيا فذا، فهو من عائلة مناضلة، فشقيقه الأكبر أدهم معتقل في سجون الاحتلال، كما أمضى والده 14 عاما في الأسر، فيما قضى عمه قرابة الـ20 عاما.

قبيل فجر اليوم، وصل جثمان الشهيد من مستشفى رفيديا بنابلس إلى مدينته طوباس، حيث خرج أهالي المدينة لاستقبال شهيدهم، ورافقوا جثمانه إلى مستشفى طوباس التركي الحكومي.

في باحات المستشفى التركي بدا والد الشهيد صابرا متماسكا، وكان يشد أزر من أتوه مواسين قبل أن يشدوا أزره.

قبيل صلاة الظهر، حمل أهالي طوباس جثمان شهيدهم متجهين به إلى منزل عائلته، حيث ألقت والدته نظرة الوداع عليه.

وبعد حمل جثمان الشهيد للصلاة عليه في المسجد المقابل لمنزله، جلست والدته على باب المنزل لا تشيح بناظرها حيث يسجى جثمان نجلها للصلاة.

وبينما أحاطت بها جموع من النسوة أطلقت الأم زغاريدها قائلة: "نيالك يما يا أحمد، شهيد الله يرضى عليك".

تقول والدته إنه كان شابا خلوقا مطيعا ومحبا لأمه وأسرته، "الحمد لله ربيته هو وشقيقيه أفضل تربية بينما كان والدهم في سجون الاحتلال".

تقول: "كنت انتظر خروج أدهم وأعد الأيام بفارغ الصبر لنجلس جميعا في رمضان المقبل على مائدة واحدة، لكن الاحتلال حرمنا ذلك".

تستطرد وهي تحاول تمالك دموعها: "كان أحمد رياضيا بارعا ولاعب كرة قدم محترف، فهو يسجل لفريقه أفضل الأهداف في كل مباراة، ويرسل لي مقاطع فيديو لأهدافه، يبدو أنه شعر بقرب رحيله فأراد أن يبقي عندي ذكرى جميلة".

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار