كايلي تدفع ثمن الحرب

15 ديسمبر, 2022 09:29 صباحاً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

نبض الحياة

رام الله -لم يكن إقامة المونديال في قطر امرا يسيرا، بل شهد تعقيدات واشتراطات، وحربا متعددة الأوجه، ورغم التصويت لصالح دولة قطر في 3 كانون 1 / ديسمبر 2010، بيد ان الحرب على الدولة العربية الصغيرة استمرت حتى اللحظة المعاشة، وقد تستمر بعد نهاية الاولمبياد الكروي. لانه شهد تحولات دراماتيكية رياضية وقانونية وقيمية وسياسية، مما فاقم من تعزيز الكراهية الإسرائيلية وبعض الأوروبية والأميركية لقطر وللفرق الرياضية العربية عموما وخاصة فريق اسود الأطلسي المغربي، الذي تبوأ مكانة مرموقة في هذا الصرح الرياضي الأهم عالميا، وللجماهير العربية.
ومن بين الاثمان الغالية التي دفعت بجريرة إقامة المونديال في قطر، كان اعتقال وعزل نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، ايفا كايلي اليونانية اليسارية. التي قامت أجهزة الامن الأوروبية باتهامها بالحصول على رشوة من قطر اثناء زيارتها لها، ليس هذا فحسب، بل قاموا باختراق منزلها ووضع مبلغ 150 الف يورو، لالصاق التهمة بها. وعنوان التهمة الدفاع عن قطر في مسألة العمالة الأجنبية مقابل الرشوة. مع ان زيارتها للكويت وقطر تم بتكليف من البرلمان الأوروبي.
وكانت كايلي واحدة من بين 4 اشخاص (وثلاثة ايطاليين) اتهموا في مطلع الأسبوع بالمشاركة في أنشطة منظمة إجرامية وغسل أموال وفساد. وهي الوحيدة من بين ال14 نائبا لرئيسة البرلمان الأوروبية، التي وجهت لها التهمة. ووجه محامو الدفاع في بلجيكا اتهامات لها مع الايطاليين الثلاثة يوم اول امس الثلاثاء الموافق 13 كانون 1 / ديسمبر، وعلى إثر ذلك قرر البرلمان الاوروبي تجريدها من منصبها كنائبة لرئيسة المجلس، وصوت لصالح القرار 625 نائبا مقابل نائب واحد ضد.
مع ان كايلي ومحامي الدفاع، مخاليس ديميتر اكوبولوس ينفيا التهم الموجهة لها،واكدا المحامي وموكلته اليونانية اليسارية (44 عاما) ان لا علم لها بالفلوس التي وجدوها في منزلها،الامر الذي يشير الى تدخل أجهزة الامن الإسرائيلية والأوروبية على خط تشويه نائبة رئيسة البرلمان، ولانتمائها اليساري،وبالمقابل التشهير بالدولة القطرية التي بدورها نفت كليا وجود رشوة من حيث المبدأ. واكد مخاليس ان زيارتها لقطر والكويت نهاية أكتوبر مطلع تشرين ثاني الماضي تم بتكليف رسمي من رئاسة المفوضية الأوروبية، ويعلم مفوض السياسة الخارجية بوريل. أي انها لم تذهب زيارة خاصة.  
كانت القوى المحافظة في أوروبا المتواطئة مع إسرائيل الاستعمارية ووسائل اعلام الفريقين تضخ بشكل يومي اخبارا مشوهة عن ترتيبات المونديال القطري، وتضخم الاخبار الكاذبة والمنافية للحقيقة عن العمالة الأجنبية، وتحت يافطة "الديمقراطية" و"حقوق الانسان"، التي لا يعرفون منها سوى الشعار الكاذب والفارغ من اية مضامين، كل ذلك بهدف الحؤول حتى اخر لحظة لاقامة المونديال في الدوحة. وعندما فشلوا في منع الاولمبياد، بحثوا عن ضحية جديدة لتشويه النائبة اليسارية والدولة القطرية على حد سواء.
ولم تنتهِ عملية التشوية، حيث هاجموا قطر في اكثر من نقطة، منها منع المثليين من وضع اشاراتهم، ومنع المشروبات الكحولية في الملاعب، وكل ما يتعارض مع القيم العربية الإسلامية، دون الانتقاص من حقوق وحريات الفرق الرياضية ومناصروهم وداعموهم في الملاعب الثمانية. وآخر ما تفتقت عنه العقلية العنصرية الصهيوغربية، قيام احدى القوات الألمانية وتدعى "فيلت" خلال اليومين الماضيين بتشويه الفريق الكروي المغربي، الذي هزم اسبانيا والبرتغال في آخر مبارتين له، وارجو مع نشر هذا المقال ان يكون فريق اسود الأطلسي هزم فريق الديوك الفرنسي، بادعاء مذيع القناة في تقرير له بعد فوز الأسود على البرتغال يوم الاثنين الماضي الموافق 12/12 الحالي بتشبيه لاعبي المنتخب المغربي الثلاثة: زكريا أبو خلال، وعبد المجيد الصابري، والياس شاعر بعناصر "داعش" الإرهابية، عندما رفعوا ااصابع اليد للتأكيد على انهم سيهزموا فرنسا في غرفة تغيير الملابس، باعتبار ذلك أمرا "مزعجا ومستفزا". وقال المعلق الصهيو غربي "لا اعلم ان كان لاعبو اسود الأطلسي بقصدون دعم أي تنظيم إرهابي برفعهم السبابة".
هذه الكيدية والكراهية والعنصرية ضد الاشقاء العرب، والتي نكتوي بها نحن الفلسطينيون على مدار الساعة من الإسرائيليين الصهاينة، تعكس وحدة الحال بين أصحاب المشروع الصهيوني واداتهم اسرائيل اللا شرعية. ولا اعتقد ان حملات التشويه ستنتهي عند هذا الحد، لا بل اعتقد انها ستتواصل. لان المونديال كان نصرا هاما لقطر ولفلسطين والمغرب ولكل شعوب الامة، وكشف هزال التطبيع الاستسلامي الذي ابرمته بعض الأنظمة الرسمية العربية.
مع ذلك على قطر والمغرب وفلسطين وكل الدول العربية وانصار العدالة والديمقراطية في أوروبا الدفاع عن ايفا كايلي لرفع الظلم عنها، وكشف الحقيقة عن فساد القضاء الأوروبي، ووقف الكراهية ضد العرب، ودعم خيار السلام وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، الذي صوتت له الجماهير العربية والأجنبية في المونديال القطري.
[email protected]
[email protected]

مواضيع ذات صلة

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار