فجر المغرب الجديد

08 ديسمبر, 2022 09:36 صباحاً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

نبض الحياة

رام الله -شهد مونديال كرة القدم العالمي في قطر تحولات كروية هامة، وكأني به يتواءم مع التطورات السياسية الدراماتيكية في المنظومة العالمية. كما قال اكثر من معلق رياضي "الصغار يكبرون، والكبار يتراجعون"، هرمت الفرق الكبيرة، ووهنت عزيمتها امام الفرق الكروية الصاعدة. ولم يعد هناك مستحيل في الكرة، ولا يوجد تابوهات وثوابت في ملاعب كرة القدم، الميادين الرياضية مفتوحة على الأفق البعيد والواسع امام كل فريق مجتهد، وامام كل مدرب مبدع في هندسة كرة فريقه.
حدثت مفاجأت عديدة في دورة كأس العالم للعام 2022 في العديد من الحقول ذات الصلة بكرة القدم، بدءا من الاعداد والتنظيم المميز والمتفوق للدولة القطرية، وليس انتهاءا بفوز فريق اسود الأطلسي المغربي اول امس الثلاثاء الماضي على الفريق الاسباني بضربات الجزاء، ذات الرصيد التاريخي في كرة القدم، وتأهل الفريق المغربي لأول مرة في التاريخ لدور ربع النهائي. وأحدث صدمة وفاجعة في آن للفريق الاسباني والفرق الدولية الممسكة بقرون الرياضة الكروية طيلة العقود الماضية من الاولمبياد العالمي. وهزوا ثقة تلك الفرق في اهليتها ومكانتها الكروية.
نعم صنع اسود وابطال الفريق المغربي فجرا جديدا في كرة القدم، وكسروا المحرمات، وتفوقوا على انفسهم، وعلى رموز الكرة العالمية، وهزوا شباكها، ليس هذا فحسب، لا بل مزقوها بضرباتهم الترجيحية، وبصمودهم الأسطوري على مدار الساعتين والنصف تقريبا امام الفريق الاسباني، الذي بدا للوهلة الأولى، انه المسيطر على المشهد طيلة زمن المباراة. لكن الدفاع الجماعي الخلاق للفريق العربي المغربي بدد هجماتهم بثبات وجدارة فائقة، ودفعهم دفعا قويا لخارج ساحات المواجهة، واسدل الستار على حضورهم في دور ربع النهائي.
وهذا ما اعترف به مدرب الفريق الاسباني، لويس انريكي الذي صرح في اعقاب هزيمة فريقه قائلا " اننا سيطرنا على الملعب، ولم نسجل أهدافا، خلقنا الفرص، وكنا نتقدم في الوسط، (ولكن) لدينا خصم يملك مؤهلات وخصائص دفاعية عالية." وأشاد صراحة بالمنتخب المغربي. واعترف دون مواربة بأن اسود الأطلسي "كانوا أفضل من الفريق الاسباني في ركلات الترجيح، وان ياسين بونو (حارس المرمى المغربي) كان مدهشا. وأضاف مهنئا ومتمنيا لهم التوفيق في الدور التالي في مونديال قطر.  
وأضيف حقائق هامة لابد من الإقرار بها من نتائج المباراة الرائعة بين الفريقين المغربي والاسباني، أولا تميز الفريق الذي مثل العرب والافارقة على حد سواء بالدفاع الحصين، والذود عن شباك مرماهم؛ ثانيا كان حارس المرمى ياسين بونو عظيما ورائعا في صد الهجمات الاسبانية عموما، وضربات الجزاء خصوصا. واذا كان هناك انصاف، فإن بونو هو صاحب الإنجاز الأهم في المباراة؛ ثالثا كان لمدرب الفريق المغربي، وليد الركراكي دور هام واساسي من حيث رسم خطة المواجهة للفريق الخصم، ولاختياره لاعبيه لضربات الجزاء، فضلا عن اعتماده على حارس المرمى الفولاذي والنبيه واليقظ؛ رابعا للتشجيع المتميز للجماهير العربية والافريقية عموما، والجماهير المغربية خصوصا.
وكان النصر التاريخي للفريق المغربي، نصرا للشعب والقيادة المغربية ولفلسطين والأمة العربية وللشعوب الإسلامية والافريقية ولمحبي فريق اسود الأطلسي. واكد فريق كرة القدم المغربي، ان التحول الكروي التاريخي عكس وقوف ووحدة شعوب الامة في تضامنها وتكاملها وتساندها مع بعضها البعض. واكد وحدة الحال للشعوب العربية، ونبضها المشترك في مواجهة التحديات بغض النظر عن طبيعتها. وعنوانا من عناوين المرحلة القادمة لاحداث التطورات في الميادين العربية المختلفة، وفتح صفحة جديدة، وفجراً جديداً بدأته اقدام الفريق المغربي، وسيشق طريقه نحو فضاءات عربية واعدة واستراتيجية.
وبقدر ما كان هذا الانتصار محل اعتزاز وافتخار عربي، بقدر ما اغاض ومزق امعاء وعقول أعداء العرب من الإسرائيليين الصهاينة والأميركيين والأوروبيين، الذين قرأوا تداعيات النصر المغربي، كما قرأناه كفلسطينيين وعرب. ولا املك الا ان أتمنى لاسود الأطلسي التأهل للفوز على البرتغال ليلة السبت القادم، وتغيير خارطة الكرة بالفوز في كأس العالم، وتبديد كل فرضياتهم، وفرضيات واستنتاجات وتنبؤات كمبيوتراتهم الغربية وغير الغربية.
مبرووووووووووووك كبيرة لمدرب الفريق المبدع وليد الركراكي، ولحارس المرمى ياسين بونو ولابطال الفريق جميعا دون استثناء وخاصة الاشرفين وكل من ساهم في الفوز العظيم.، ومبروك لنا جميعا مغاربة وفلسطينيين وعرب وافارقة وكل محبي ومساندي فريق الأسود المغربي.
[email protected]
[email protected]

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار