رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني موقف يؤكد لا مكان للاحتلال الإسرائيلي

03 ديسمبر, 2022 07:19 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

رام الله - الجماهير الشعبية العربية من المحيط إلى الخليج تؤكد على رفض التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي، لقد بات وبشكل واضح ومباشر رأي الجماهير العربية برفض مختلف أشكال التطبيع مع "إسرائيل"، وشكل الجمهور العربي صدمة للرأي العام الإسرائيلي والذي كان يعتقد بأن مجرد التطبيع بين بعض الأنظمة العربية سينعكس على جماهير أمتنا العربية، لقد حاول الإعلام الإسرائيلي وخلال فترة تولي دونالد ترامب الرئيس السابق، ومحاولات تمرير صفقة القرن وورشة البحرين الإقتصادية والترويج لما يسمى الديانة الإبراهيمية ضمن محاولات التطبيع، وتقديم بعض الحالات الفردية لبعض المواطنين العرب في زياراتهم للكيان الصهيوني وزيارة القدس على إعتبار بأن التطبيع تحصيل حاصل.

وقد أصبح أمر طبيعي، هذه المحاولات المشبوهة من قبل الجانب الإسرائيلي أو من بعض السماسرة والمروجين بأن التطبيع أصبح أمر واقع، وهو أمر غير صحيح بشكل مطلق، فقد كان الرد على زيارة المسؤولين الاسرائيليين للمغرب ردود فعل واسعة النطاق، حيث قامت الجماهير الشعبية في 29 ولاية في المغرب بالمسيرات، رفضاً للتطبيع وهناك النموذج المصري، فإن الشعب المصري بشكل شمولي يرفض كل أشكال التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي 
بل إن الصحف العبرية قد نشرت 
بأن الجانب الرسمي في جمهورية مصر العربية لا يشجع على التطبيع وبأن من قام بزيارة "إسرائيل" من بعض المواطنين المصريين يتعرض للتحقيق في حال قام بزيارة "إسرائيل"، وفي إطار رفض التطبيع فإن المسيرات الشعبية التي تشهدها العاصمة الأردنية عمان  والمحافظات الأردنية دليل على رفض التطبيع وخلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل عامين إنطلاق مسيرة شعبية من العشائر الأردنية محاولة إقتحام المناطق المحتلة في غور الأردن. 

الترويج الإعلامي العبري حاول إستغلال موجة التطبيع مع بعض الدول العربية بأن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية في عزلة وحالة من الإنفصال عن الأمة العربية، ولكن كما يقول المثل الشعبي "المي تكذب الغطاس"، فقد كان الرد خلال المونديال  بحيث أن وجود الصحفيين الإسرائيليين شكل حالة من الانعزال، حيث رفض المشاركين من الجماهير العربية الحديث مع وسائل الإعلام الإسرائيلي بل أصبح وجودهم مرفوض بشكل عام.

لا أحد يقترب منهم بل إن الأعلام الفلسطينية كانت ترفع من قبل المنتخب القطري والسعودي  والتونسي والمغربي ومن المشجعين العرب والمسلمين ومن بعض الأجانب، وخاصة بأن انطلاق المونديال يتزامن مع فترة التضامن الأممي مع الشعب الفلسطيني الذي تحيه الأمم المتحدة يوم 29/11 من كل عام والذي تم إقرارها 29/11/1977، ومن جانب آخر  ذكرت وسائل إعلام عبرية، مساء يوم الأحد الماضي أن وزارة الخارجية الإسرائيلية بعثت رسالة احتجاج إلى قطر والفيفا من خلال وفدها الدبلوماسي المقيم مؤقتا في الدوحة وبحسب القناة 13 العبرية: فإن الرسالة كانت ضد ما حدث لطواقم الصحافة والمشجعين الإسرائيليين هناك من قبل مشجعي الفرق العربية، وحملتهم المسؤولية بضرورة السماح بحرية الصحافة كاملة والسماح للإسرائيليين بالتنقل بأمان، كما عقد مجلس الأمن القومي مشاورات لاحتمال إصدار تحذير من السفر لقطر، وأمام هذه المواقف للجماهير الشعبية العربية من المحيط إلى الخليج، فما تزال بعض الأنظمة العربية تحدد إرادة شعوبهم من خلال إستمرار العلاقات مع الكيان الصهيوني واستقبال رئيس الكيان الصهيونى بمملكة البحرين  يشكل حاله من التحديد للقرارات القمة العربية بالجزائر الشقيق  ،واختراق للمبادرة السلام العربية إضافة إلى رسالة دعم للكيان الصهيوني الاستيطاني العنصري الفاشي في الوقت الذي ترتكب سلطات الاحتلال الإسرائيلي القتل والمجازر اليومية بحق أبناء الشعب الفلسطيني الذي يشكل صمام الأمان للأمن القومي العربي من خلال الصمود الأسطوري وهو يقدم الشهيد تلو الشهيد إضافة إلى الجرحى والمصابين والاعتقالات اليومية للمواطنين الفلسطينيين. 

وتأتي دعوة رئيس الكيان الصهيوني  بعد نتائج 

الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة 
والتي إفرازات الأحزاب اليمينية المتطرفة، حيث حصلت على  34
من مقاعد الكنيست الإسرائيلي وهم شركاء نيتنياهو في الحكومة القادمة والتي تحظى بدعم  من اليمين الديني المتطرف،  والتي سوف تسارع وتيرة الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينيين بشكل أسرع من أي حكومة سابقة، إضافة إلى الإستمرار في تهويد القدس وتكرر الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك.

لقد بات وبشكل واضح الفجوة بين موقف الأمة العربية من المحيط إلى الخليج وبين النظام الرسمي العربي العاجز في إتخاذ المواقف السياسية والأمنية للمواجهة التحديات  والإرهاب الإسرائيلي الفاشي، الذي يشكل تهديد للأمن القومي العربي. 


عمران الخطيب 

[email protected]

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار