فلسطين بين نارين، نار الاحتلال ونار الانقسام

26 نوفمبر, 2022 12:37 مساءً
أبو شريف رباح
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

بيروت -تمر القضية الفلسطينية في داخليا في أصعب مراحلها خاصة مع فوز حزب الليكود برئاسة نتنياهو وتيارات اليمين الإسرائيلية برئاسة المتطرف بن غفير، ووجود هذا الانقسام البغيض الذي يقسم ظهر الوطن والذي لا يستفيد منه سوى المحتل ودول تلعب بالورقة الفلسطينية لمصلحتها الخاصة وهنا يقع الشعب الفلسطيني وقضيته بين نارين نار الإحتلال الذي لا يريد سلام بل توسع وعدوان ونار الانقسام البغيض الذي يكبل القضية الفلسطينية خلفه، وعربيا تشهد القضية الفلسطينية حالة من تعاطف الشعوب العربية المطبعة وغير المطبعة، وهذا ما شاهدناه في مونديال قطر 2022 من خلال المحاولة الفاشلة لقنوات الإعلام العبري بإجراء مقابلات مع العديد من أبناء وطننا العربي في دولة قطر مما يؤكد أن الشعوب العربية لا تزال تقف الى جانب حق شعبنا في تقرير مصيره وتعتبر القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين المركزية. 

وعالميا شاهدنا التعاطف الدولي مع قضيتنا حيث ظهر هذا التعاطف من خلال مشجعي دول العالم الذين رفعوا علم فلسطين واعتمروا الكوفية الفلسطينية في مشهد يقول للفلسطينيين نحن معكم وإلى جانبكم لكن عليكم أن تتوحدوا، وهذا ان دل يدل على أن تلك الشعوب في قارات أوروبا واسيا وأمريكا وأفريقيا تدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي لارضه. 

فقد شاهدت هذه الشعوب عربية كانت ام غربية عمليات القتل الممنهج التي يرتكبها جيش الإحتلال ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية عامة وفي نابلس وجنين خاصة، في استباحة للقانون الدولي الذي يحمي الشعوب التي تقع تحت الإحتلال.

فجيش الإحتلال الإسرائيلي يرتكب مجازر بحق الشعب الفلسطيني من خلال عملياته واقتحاماته اليومية واغتيالاته للشبان الفلسطينيين في محاولة يائسة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني في تحقيق أهدافه الوطنية المتمثلة في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين. 

من هنا ومع هذا التعاطف العربي والغربي مع قضيتنا العادلة يجب على شعبنا الفلسطيني بكل اطيافه السياسية في الوطن والشتات الضغط على من يقف عائقا بوجه عملية إنهاء الانقسام وكشفه أمام الشعب ومطالبته  بالإسراع بتنفيذ مضمون اللقاءات والحوارات والاتفاقيات التي جرت في عدد من الدول العربية واخرها في جمهورية المليون ونصف مليون شهيد الجزائر الشقيقة، من أجل تعزز الصمود الأسطوري لشعب الجبارين، أمام آلة الإحتلال الإسرائيلي التي تقتل الشيوخ والأطفال وتغتال المقاومين الأبطال، وتعتقل الشعب الفلسطيني بأكمله في الضفة الغربية وقطاع غزة وتصادر أرضه وتقطع اشجاره وتهدم دوره وتشرده من أرضه من أجل توسيع المستوطنات، ولكي لا يبقى الإحتلال الإسرائيلي مستفردا بالشعب الفلسطيني، وينهش في أرضه، ومع هذا التضامن والتعاطف العربي والدولي يجب علينا كفلسطينيين العمل على إنهاء الانقسام اليوم قبل الغد، وأن نتوحد على موقف وبرنامج سياسي تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية في ظل التحديات الإسرائيلية القادمة خاصة مع مجيئ بنيامين نتنياهو بحكومة متطرفة معظم وزراءها من المستوطنين المتشددين وفي مقدمتهم المجرم "بن غفير" الذي سيعمل على تكريس الإحتلال وقضم الأراضي وتشريد اصحابها الفلسطينيين، وإقامة المزيد من البؤر الاستيطانية، والاستلاء على العقارات والمنازل الفلسطينية ومصادرتها خاصة في مدينة القدس وبالتالي إنهاء حل الدولتين حسب الاتفاقيات الدولية. 

لذلك المطلوب منا كفلسطينيين إنهاء الانقسام الأسود الذي أصبح عقبة أمام الشعب الفلسطيني لتحقيق حلمه في الحرية والاستقلال، أمام المشهد الجديد في إسرائيل مع فوز الأحزاب والجماعات  الدينية المتطرفة التى تركز اهتمامها على ابتلاع الضفة الغربية وتهويد القدس، وفرض سياسة الأمر الواقع في ظل انشغال العالم بالحرب الروسية الأوكرانية، وهنا يكمن التهديد المباشر لمشروع الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه وحرية شعبه وفك أسر مقدساته واستقلال دولته وعودة لاجئيه.

نحن اليوم مطالبين بالوحدة الوطنية على برنامج سياسي واحد وقيادة واحدة وممثل واحد (منظمة التحرير الفلسطينية)، وعلى المجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية والقانونية عدم الكيل بمكيالين ففلسطين محتلة منذ ٧٤ عاما وأوكرانيا احتل البعض من اراضيها منذ أشهر وتم دعمها بالمال والسلاح، وعلى هذا المجتمع الخروح من حالة الصمت المطبق حيال فلسطين وما يتعرض له شعبها من مجازر وقتل واستباحة لمقدساته الإسلامية والمسيحية في مديني القدس والخليل وحصاره لمليوني فلسطيني في قطاع غزة. 

وأخيراً على أمتنا العربية مساندة شعبنا وقيادته من خلال الضغط على الطرف الفلسطيني الذي يقف عائقا أمام استكمال الوحدة الوطنية الفلسطينية كذلك الضغط على الدول التي تدعم هذا الطرف لتبقي القضية الفلسطينية ورقة تفاوض في يدها، ونطالب اشقاءنا العرب تكثيف جهودهم من أجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وانهاء الاحتلال الإسرائيلي ليتمكين الشعب العربي الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى ديارهم.

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار