علماء يطورون لحوماً اصطناعية في المختبر لا يُمكن تمييزها عن الطبيعية

20 نوفمبر, 2022 03:06 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

لندن-نجح علماء بريطانيون في زراعة شرائح من اللحم في مختبر طبي، وهي لحوم اصطناعية تشبه اللحوم الطبيعية تماماً وقد تصبح قريباً متاحة للبيع في الأسواق ليقوم الناس باستهلاكها وتناولها في طعامهم اليومي.

وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي» إن الابتكار الجديد جاء على يد علماء من جامعة نيوكاسل، وهو عبارة عن ثلاث شرائح نموذجية صغيرة، وزن كل منها 5 غرامات فقط. وأشار التقرير إلى أن هذه اللحوم قد يتم طرحها للبيع في الأسواق ومحلات السوبر ماركت في وقت مبكر من العام المقبل.
ووفقاً للفريق، فعند قلي هذه القطع من اللحوم في المقلاة تُحرق الشرائح بسهولة وتظهر كراميل ثقيل، مع روائح «مماثلة لتلك الموجودة في اللحوم المشوية الطازجة».
وقال تشي كونون، الرئيس التنفيذي لمختبرات «DBT-3» التي تم فيها تطوير هذه اللحوم الاصطناعية: «نحن سعداء للغاية بنتائج نموذجنا الأولي الذي تجاوز توقعاتنا من حيث النزاهة والرائحة والملمس وغير ذلك الكثير».
وأضاف: «نعتقد أن نماذجنا الأولية هي من أوائل شرائح اللحوم المزروعة في العالم، ما يمثل تطوراً رائداً لهذه الصناعة».
وحسب الشرح الذي نشرته جريدة «دايلي ميل» فلإنشاء الشرائح يأخذ العلماء خلايا من الأبقار الحية باستخدام خزعات غير مؤلمة، حيث يتم وضع هذه الخلايا في مفاعل حيوي، ويتم إضافتها إلى عامل نمو كيميائي يسمى «City-Mix» مما يزيد من عدد الخلايا. وبمجرد زيادة عدد الخلايا بشكل كافٍ، يبدأ المنتج في أن يشبه شريحة لحم عادية.
وأعلنت شركة «DBT-3» أنها أنتجت ثلاث شرائح لحم صغيرة بقياس 1.18 بوصة (33 ملم) × 0.59 بوصة (15 ملم).
وعندما تصبح شرائح اللحم نيئة، تبدو تماماً مثل اللحوم الحقيقية وليس لها «رائحة واضحة» وفقاً للباحثين. لكن الاختبار الحقيقي جاء عندما حاول الباحثون طهي اثنين من الشرائح.
وعند وضعها في مقلاة ساخنة، وجد الفريق أنها تُطهى بسرعة ولم تظهر إلا قدراً ضئيلاً من الانكماش، وهو المتوقع عادة من اللحوم الحقيقية عالية الجودة. وتم حرق اللحوم بسهولة وأظهروا كراميل ثقيل مع تفحم على السطح.
وفيما يتعلق بالرائحة، يصف الباحثون الروائح بأنها «مماثلة لتلك الموجودة في اللحوم المشوية».
وفي حين أن العديد من الفرق الأخرى حول العالم تقوم أيضاً بتطوير لحومها الخاصة المزروعة في المعامل، فإن العديد منها يعتمد على سقالات نباتية. وفي المقابل، تعد شرائح «3DBT» المزروعة في المختبر من أوائل الشرائح المصنوعة بالكامل من اللحوم.
وأوضح كونون: «النماذج الأولية لدينا هي لحوم حيوانية بنسبة 100 في المئة، ولها هيكل شبيه بالحيوان من دون الحاجة إلى سقالة نباتية».
وتأمل الشركات في إنتاج نموذج أولي أكبر حجماً في غضون ستة إلى ثمانية أسابيع فقط، قبل إنتاج شريحة كاملة الحجم في أوائل عام 2023.
واختتم كونون حديثه قائلاً: «إن نجاح نماذجنا الأولية يضعنا بثبات على طريق إنتاج أول شريحة عرض لدينا من اللحوم ونحن متحمسون للغاية للمستقبل».
ويقول العلماء إن التأثيرات البيئية الإجمالية لإنتاج اللحوم المستزرعة من المرجح أن تكون أقل بكثير من تلك الناتجة عن اللحوم المنتجة تقليدياً، على الرغم من عدم إمكانية المقارنة المباشرة لأن المنتجات المزروعة لم يتم إنتاجها على نطاق صناعي بعد.
وزعمت إحدى الدراسات أن اللحوم المزروعة تنطوي على استخدام أقل للطاقة بنسبة 7 إلى 45 في المئة من اللحوم الأوروبية المنتجة تقليدياً.
كما تم العثور على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أقل بنسبة 78 إلى 96 في المئة، في حين تم خفض استخدام الأراضي بنسبة 99 في المئة واستخدام المياه بنسبة 82 إلى 96 في المئة.
وكانت دراسة سابقة قد توصلت إلى أن ما يقرب من ثلاثة من كل أربعة أعضاء من الجيل (Z) الأسترالي «يشعرون بالاشمئزاز» من فكرة اللحوم المزروعة في المختبر وقالوا إنهم لن يأكلوها بدلاً من المنتجات الحيوانية.
ووجدت الدراسة الاستقصائية التي أجريت على 227 من الجيل (Z) الأستراليين أن ما يصل إلى 72 في المئة لديهم تحفظات على تناول اللحوم المستنبتة على أسلافها المشتقة من الحيوانات.
ومع ذلك، قال 41 في المئة ممن شملهم الاستطلاع إنهم يرون أن اللحوم الاصطناعية لديها القدرة على أن تكون مصدراً غذائياً حيوياً في المستقبل.
وقال ماكس إلدر، مدير الأبحاث السابق لمختبر الغذاء المستقبلي في معهد المستقبل: «الصور في وسائل الإعلام الشعبية للحوم المستنبتة اليوم تبدو معقمة وعلمية وغير شهية. شيء تلمسه بقفاز مطاطي أو تأكله من طبق بتري. وأضاف: «نحتاج إلى صور للحوم مستنبتة تبدو مألوفة ولذيذة، وإلا فإن المستهلكين سيفكرون بالعكس قبل أن تصل المنتجات إلى أطباقهم».

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار