رحيل الزعيم الخالد ياسر عرفات ترك أثر في كل فلسطيني 

11 نوفمبر, 2022 05:05 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

رام الله - ثمانية عشرة عاماً على رحيل القائد والرمز الأممي ياسر عرفات، الذي أشغل العالم طول سنوات حياته النضالية والكفاحية عبر مسيرة طويلة امتدت منذ نكبة الأولى 1948 إلى رابطة طلبة فلسطين في القاهرة، وبدأ مشوار الألف ميل في البحث بمختلف الوسائل بتشكيل الخطوة الأولى والتي بدأها من رابطة  الطلبة، معتبر بأن الخطوة الأولى تبدأ من خلال تجمع فلسطينين الشتات الدارسين في الجامعات العربية؛ لذلك كانت الخطوة الأولى رابطة الطلبة والذي تحول فيما بعد إلى إتحاد عام طلبة فلسطين، إضافة إلى المنظمات الشعبية اتحاد عمال فلسطين والمرأة وكافة النقابات المهنية، لقد تجاوز أبو عمار تلك الأحزاب العربية الناشئة في تلك الحقبة سواء الأحزاب اليسارية ممثلة في الحزب الشيوعي والأحزاب القومية بكل مسمياتها  والأحزاب والجماعات الإسلامية والتي كانت معروفة التكوين وإنشائها، لذلك كان أبو عمار قد تجاوز كل تلك الأحزاب والتي لم تتجاوز حدودها الصراعات فيما بينها وأن الولاء والانتماء للعقيدة 
 والانضباط الحزبي وإلى وولي الأمر. 

فإن الجماعة الإسلامية تلتزم بما يسمى بداخلها السمع والطاعة، وأن الأحزاب اليسارية لا تخرج من زاوية التنظير الفلسفي للفكر الماركسي وصراع الدائم مع الأحزاب المختلفة وتوجيه الإتهام للآخرين، لكل تلك الأسباب الجوهرية كانت فكرة ابوعمار الذاتية تتجاوز تلك الأحزاب وبرامجها والتي لم تضع القضية الفلسطينية محور الصراع الأساسي والجوهري بل مجرد شعار، وهو يشاهد نكبة الفلسطينية عام 1948 وما تسبب من هجرة الشعب الفلسطيني وفشل النظام الرسمي العربي من المواجهة الفعلية والمباشرة مع المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري الذي يتسع يوما بعد يوم؛ لذلك كانت فكرة أبو عمار الخروج عما هو سائد، يتمثل بنشأة الجسم الوطني والسياسي الجامع لكل الشعب الفلسطيني وبدء مشوار ألف ميل في التواصل مع رفاقه ذات الميول الفلسطينية بدرجة الأولى ومن مختلف الاتجاهات من النشطاء الطالبة في داخل فلسطين وفي أماكن الشتات إلى أن تبلور الجسم الوطني الفلسطيني؛ لذلك كانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وقد شارك في بناء هذا الجسم النضالي ماعرف بحركة فتح، حيث جمعت كافة الاتجاهات السياسية والفكرية بداخلها ولكن كانت الأولوية الأولى والأخيرة  فلسطين، وبعد سنوات من البناء والتشييد كانت الانطلاقة فجر الفاتح من يناير 1/1/1965 إنطلاق الرصاصة الأولى لحركة فتح بإقرار من الخالد ياسر عرفات ورفاقه في اللجنة المركزية لحركة فتح، هذه الانطلاقة المسلحة تأتي  بعد عام على إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية، حيث كانت البداية  لولادة الهوية الوطنية والسياسية للشعبنا الفلسطيني، ومع بدء الرصاصة الأولى لحركة فتح 
في إطار الجناح العسكري الذي عرف، قوات العاصفة منذ ذلك الوقت وحركة فتح وقيادتها المؤسسة في دائرة الاستهداف المباشر، لكونها لم تحسب على أي من الأنظمة العربية السائدة أو على حزب من الأحزاب القائمة،  لذلك اكتسبت حركة فتح ثقة الشعب الفلسطيني وخاصة بأنها كانت البداية وطليعة المقاومة في نهج الكفاح المسلح في عمق الأرض المحتلة، ورفعت شعار مركزي بعدم التداخل في شؤون الداخلية لدول العربية واستطاعت هذه الحركة فيما بعد بنسج العلاقات مع كافة الأقطار العربية ومختلف دول وحركات التحرر في العالم وكانت حكمة الرئيس وزعيم الخالد ياسر عرفات في المحافظة على خط التوازنات في علاقاتها مع الجميع بدون استثناء، حيث كان يعتبر بأن فلسطين تحتاج الجميع من عرب ومسلمين ومسيحيين ومن مختلف الاتجاهات وحركات التحرر في العالم؛ لذلك فإن غياب الرئيس أبو عمار رحمه الله تعالى، ترك مساحة لا يستطيع أحد بأن يملؤء تلك البقعة من الفراغ فقد كان أبو عمار  حالة إستثنائية في تاريخ القضية الفلسطينية، لذلك كان هناك قرار متعدد الجوانب في تغيب أبو عمار عن المسرح السياسي والوجودي بشكل عام، خاصة بعد إنتهاء الجولة الأولى والأخيرة من جلسة المفاوضات الأخيرة في كمب ديفيد برعاية الرئيس بيل كلينتون وبمشاركة أبو عمار ورئيس الوزراء الإسرائيلي يهودا بارك، حيث حسم ذلك اللقاء برفض التنازل عن جوهر الصراع الذي يتمثل في القدس  والمسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين. 

تمسك ياسر عرفات في ثوابت الوطنية الفلسطينية وفي مقدمة ذلك إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتعويض وكان يعتبر هذه الخطوة مجرد مرحلة؛ لذلك تمت تصفيت ياسر عرفات خاصة بعد الانتفاضة وسلسلة المواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين،
وبضنهم بغياب ياسر عرفات وتصفيته، تنتهي القضية، ولكن جيل بعد جيل يكمل المسيرة وهو يردد كلمات الزعيم الخالد ياسر عرفات ثورة ثورة حتى النصر، فنم قرير العين يا أبى عمار رحمه الله مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. 


عمران الخطيب 

[email protected]

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار