درس على وقع الحجارة

04 اكتوبر, 2022 05:55 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

نابلس - زهران معالي-سقط القلم.. وأوقفت قطع الزجاج المتناثرة درس العلاقة بمادة الرياضيات للطالب أيهم قصراوي، بعدما اخترقت حجارة المستوطنين نوافذ منزل عائلته الكائن عند أطراف بلدة حوارة جنوب نابلس الليلة الماضية، وأصيب مع والدته لينا برضوض باليد، والقدم.

بعد المغرب بقليل، بينما كان أيهم يحل مسائل رياضية بمساعدة والدته بالطابق الثالث "الروف"، تفاجأ بتطاير زجاج النوافذ التي تحمي الطابق وتساقط الحجارة فوق رؤوسهما، فسارعت الأم للنافذة لمعرفة مصدرها لتتفاجأ بعدد كبير من المستوطنين يحاصرون المنزل.

وتروي قصراوي "شعرنا أننا بفلم رعب، تفاجأنا بأن أكثر من 50 مستوطنا يرتدون القناع الأسود يحاصرون المنزل، ويلقون الحجارة بغزارة باتجاهنا، ويسلطون أضواء الليزر على النوافذ"، مشيرة إلى أنها أصيبت برضوض بيدها، فيما أصيب أيهم بالقدم.

"عشت بدوامة مخيفة لحماية أبنائي الأربعة من الحجارة، وإبعادهم عن النوافذ، ومشاركة زوجي بصد الهجوم، والانتباه لقدم أيهم"، تتابع قصراوي.

وتشير إلى أن المستوطنين الذين كانوا يمارسون عربدتهم على دوار سلمان الفارسي على مدخل بلدة حوارة الغربي، هاجموا المنزل لأكثر من 15 دقيقة بالحجارة بشكل منظم ومستمر، وذلك تحت حماية جيش الاحتلال، الذي منع الجيران من مساعدة عائلتها بصد الهجوم.

ومنذ سنوات تعيش عائلة قصراوي حياة غير عادية يحكمها الخوف والرعب من اعتداءات المستوطنين، وهذه الليلة كانت أصعبها، حيث اضطررت لينا وزوجها معتز وأطفالها الأربعة لترك غرف نومهم بالطابق الثاني، والنوم في ساعة متأخرة على الأريكة بالطابق الثالث، خشية من عودة المستوطنين.

ومنذ ساعات الصباح، بدأت عائلة قصراوي بتفقد الخسائر بالمنزل، بعدما اضطرت إلى ملازمة الطابق الثالث طوال ساعات الليل، خشية من تجدد الاعتداء، حيث تفاجأت بتحطيم غالبية نوافذ المنزل في الطوابق السفلية، وفاقت خسائر العائلة عشرة آلاف شيقل، وفق ما يقدرها الأب قصراوي.

ويشير قصراوي إلى أنه بعد أن ينتهي عمله في كراج تصليح المركبات في بلدة حوارة في السابعة مساء، يبدأ مرحلة الحراسة، والمراقبة الليلية من شرفة منزله، المطلة على الشارع الرئيس بالبلدة، خوفا من أي هجوم للمستوطنين.

الليلة الماضية، شهدت بلدة حوارة والقرى المجاورة بها والمنطقة الممتدة من حاجز "حوارة" العسكري إلى قرى اللبن، والساوية، والطرق الرابطة بين مدينة نابلس وباقي المحافظات، اعتداءات عدة للمستوطنين على المركبات والأهالي، أدت لإصابة 17 مواطنا، وتحطيم عدد من المركبات، وفق ما يؤكد مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس.  

ومع ساعات الصباح، عادت اعتداءات المستوطنين على المركبات والممتلكات وقطع الطرقات والمؤسسات التعليمية في بلدة حوارة، حيث هاجم عشرات المستوطنين مدرسة حوارة الثانوية للبنين بالحجارة، ما أدى لإصابة مدير المدرسة، وأحد الطلاب بالحجارة.

وبينما كان طلبة المدرسة ينتظمون بالطابور الصباحي في انتظار بقية زملائهم المتأخرين؛ إثر إغلاق جيش الاحتلال والمستوطنين للشوارع بالبلدة، تفاجأوا بهجوم عشرات المستوطنين على مركبات اجتازت طريق فرعية قرب المدرسة للوصول لمدينة نابلس.

ويقول مدير المدرسة عبد الحميد ادريس ، أثناء تلقيه العلاج في مركز طوارئ حوارة، إن المستوطنين انتقلوا لساحة قريبة من المدرسة لتحطيم مركبات المعلمين المتوقفة هناك، وهاجموا المدرسة بالحجارة، ما اضطره للخروج لصدهم فهاجموه بالحجارة والضرب.

ويضيف أن الطلبة والمعلمين هبوا للدفاع عنه، وبدأت مواجهات بالحجارة مع المستوطنين وعراك بالأيدي، فيما أطلق أحد المستوطنين الرصاص بالهواء ووجه سلاحه نحو الطلاب، ما أدى لإصابته بكدمات ورضوض في الصدر والجسد وإصابة طالب بالحجارة بخاصرته.

ويشير إلى أن أهالي البلدة هبوا للدفاع عن المدرسة، وجرى إخلاء الطلاب، مؤكدا أن ما جرى مؤشر خطير يستهدف المسيرة التعليمية، ويتطلب توفير الاحتياجات اللازمة للدفاع عن التعليم.

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار