ما الفرق بين ريان وريان فهذا طفل وذاك طفل

01 اكتوبر, 2022 09:24 صباحاً
ابو شريف رباح
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

بيروت -اذا كان الأطفال أحباب الله، ونعمة من نعم الحياة، فلماذا يقتل الأطفال في فلسطين بدم بارد على ايدي جنود الإحتلال الصهيوني المدججين بكافة أنواع الأسلحة، اليس اغتيال الطفولة انتهاك للمواثيق الدولية ولحقوق الطفل، اليس انتهاك لمستقبل أطفالنا في فلسطين، ألا يجب على المجتمع الدولي أن يصون حقوق الطفل الفلسطيني التي ينتهكها جيش الإحتلال الصهيوني كل يوم أما قتلا وأما اعتقالا.

لماذا لا تهان الطفولة إلا في فلسطين ألا يجب على الدول الديمقراطية أن تتحرك من أجل حماية مستقبل أطفال فلسطين الذي يدمره كيان الاحتلال الصهيوني وجيشه الذي يمارس عمليات القتل والبطش والاعتقال ضد أطفال فلسطين.

ما الفرق بين طفل وطفل، وما الفرق بين ريان المغربي وريان الفلسطيني رحمهم الله، فريان المغربي سقط في بئر فقامت الدنيا ولم تقعد وأرسلت بعض الدول المعدات رجال الإنقاذ لإنقاذه ولكن قدر الله لريان المغربي أن يموت قبل أن يصل اليه المنقذون، وريان سليمان (الفلسطيني ) ذو الأعوام السبعة، والذي لم يسقط في بئر بل مات خوفا عندما قام جنود مدججين بالاسلحة من جيش الاحتلال الصهيوني بمطاردته وهو يغادر مدرسته، فحاول الهرب لكن قلبه الصغير توقـف عن النبض وسـقط أرضا وإرتقى شهيدا .. شهيدا .. شهيدا ..

مع ريان المغربي ذو الأعوام الخمسة والذي عاش بين والديه في رغد الحياة لكنها كانت قصيرة وكأنها أيام، ومرت بسرعة السحاب، لكن أمه انتظرت أيام وكأنها أعوام، فمات ريان وترك لأمه الألم والحسرة، واشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات الواتس اب وصفحات الفيس بوك في عالمنا العربي، وتنافس الجميع في تقديم الاقتراحات والأفكار لإنقاذه، ولم يبقى عربيا الا وقام بالدعاء والتوسل إلى الله لكي ينقذ ريان، لكن قدر الله وما شاء فعل.

أما في الجهه الأخرى من الوطن العربي في فلسطين لم نجد الإعلام العربي ولا العالمي يتفاعل مع جريمة جيش الإحتلال الصهيوني بحق ريان الفلسطيني، ولا بحق الإنسانية والطفولة، ولم تتحرك المشاعر الإنسانية لدى الشعوب العربية المغيبة عن قضية فلسطين منذ سنين، مثلما تضامنوا مع ريان المغربي الذي تابعه كل العرب وكل الفلسطينيين بمشاعر إنسانية والكثيرين ذرفوا الدموع حزنا عليه.

استشهد ريان الفلسطيني جائعا، على ما أعتقد أن معظم هذه الشعوب لا تدري بهذه الجريمة ومن المؤكد ان إستشهاد ريان الفلسطيني مر مرور الكرام وبشكل عابر على معظم هذه الشعوب، رغم انه لم يسقط ببئر، لكن جيش الإحتلال الصهيوني طارده فسقط أرضا وإرتقى شهيدا، بكته أمه المفجوعة وقلبها يعتصر حزنا وألما ولسان حالها يقول ( يما يا حبيبي متغداش)

لماذا يا ايها العالم دائما تكيل بمكيالين خاصة إذا كان الحدث بفلسطين، فما الفرق بين الطفل ريان و ريان، لماذا قصة ريان المغربي أبكت وأحزنت كل العرب، ولماذا قصة ريان الفلسطيني مرت بشكل عابر، أين الضمير والأعراف والمواثيق الدولية.

رغم هذه الجريمة وكل الجرائم فإننا نحن الفلسطينيين نقول لإخوتنا العرب وللعدو الصهيوني مهما فعلتم ومهما قتلتم من رجالنا واطفالنا فشعبنا بخير ووطننا بألف خير، ونساءنا ولادة تنجب الأطفال كل يوم.

فقسما بدماء محمد الدرة الذي يصادف اليوم ذكرى اغتياله، وقسما بدماء فارس الميركافا فارس عودة وإيمان حجو وأبو خضير ودوابشة وريان الفلسطيني الذي ارتقى جائعا وقسما بدماء مئات الشهداء من أطفال فلسطين المسجلين في السجل الأسود لجيش الاحتلال الصهيوني أن الثأر قادم، والنصر آت لا محالة.

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار