قيمة الخطاب في ترجمته

28 سبتمبر, 2022 10:22 صباحاً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

نبض الحياة

رام الله -قيمة واهمية وجدارة أي كلمة، ليس في قولها فقط، على أهمية الشجاعة في قولها امام حاكم ظالم، او امام منظومة اممية لا تفي بما تصادق عليه من قرارات، او تحت سيف الجلاد الاستعماري الإسرائيلي الفاشي، انما في ترجمة وتطبيق هذه الكلمة، وما تضمنته من مواقف سياسية وكفاحية واقتصادية وقانونية على الأرض، بحيث تعكس صلابة الموقف، وقوة قائلها، وحامل لوائها. وحتى لا تبقى الكلمة معلقة في الهواء الطلق، ويضيع صداها في منحنيات المناورة السياسية.

وينطبق ذلك، على خطاب الرئيس أبو مازن، الذي القاه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي الموافق 23 أيلول / سبتمبر الحالي، ووجد اصداءا إيجابية في أوساط الشعب، والرأي العام العربي والدولي. لانه نطق بالحقائق والقوة، وعكس غضب الشارع الفلسطيني، الذي انتظر من أوسلو حتى الان ثلاثة عقود طوال، عاثت فيها إسرائيل الاستعمارية عنصريةً وتغولا ومصادرة وتهويدا وقتلا وتدميرا، وسحقا واستلابا لحقوق ومصالح الشعب العربي الفلسطيني. وكما اكد رئيس منظمة التحرير لم تبق دولة الابرتهايد "لنا شيئا"، و"داست السلام ببساطير جنودها وقطعان مستعمريها، ومنظماتها الإرهابية" وبرلمانها قوانينه العنصرية والاجرامية، التي ترفض حق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني صاحب الأرض والتاريخ والهوية. وبالتالي حتى تستقيم معادلة الصراع، والندية في مواجهة غلاة الاستعماريين المتوحشين وحلفائهم من اميركيين وبريطانيين وغيرهم، اقترح الاتي:

أولا دعوة المجلس المركزي او حتى الوطني لمنظمة التحرير في اقرب الاجال لوضع الهيئات القيادية امام مسؤولياتها. ومطالبة فصائل العمل السياسي جميعها بعقد اجتماعات لهيئاتها القيادية لاصدار بيانات واضحة وصريحة متبنية الإجراءات والقرارات، التي ستقدم عليها اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي؛ ثانيا اصدار مراسيم رئاسية باسم المنظمة ودولة فلسطين المحتلة بفك العلاقة المباشرة مع دولة الاستعمار الإسرائيلية. لانه وفق ما جاء في الخطاب، لم يعد هناك شريك إسرائيلي لصناعة السلام؛ ثالثا الغاء الاعتراف بإسرائيل، ارتباطا بانتهاء اتفاقات أوسلو وكل الاتفاقات الموقعة معها، بما فيها " اتفاقية باريس الاقتصادية"، و"وأي ريفر" وغيرها؛ رابعا وقف فوري لكل اشكال ومسميات التنسيق الأمني وغير الأمني؛ خامسا تشكيل قيادة مركزية ميدانية موحدة لقيادة المقاومة الشعبية في كل المحافظات، وفي السياق تشكيل قيادات فرعية في المحافظات مرتبطة بالقيادة المركزية لتنظيم وتطوير اشكال المقاومة؛ سادسا التمهيد من خلال رفع سقف المواجهة للوصول للعصيان المدني الشامل في كل فلسطين؛ سابعا ترتيب شؤون البيت الفلسطيني، وتوحيد كل أبناء الشعب تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية؛ ثامنا تامين حاضنة عربية رسمية وشعبية لحماية القيادة والشعب الفلسطيني؛ تاسعا تشكيل حكومة منفى لتجاوز اية عقبات في خوض المعركة السياسية والديبلوماسية والاقتصادية ، ولتكون ذراع اللجنة التنفيذية في الخارج؛ عاشرا مطالبة الأمم المتحدة تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني فورا وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة؛ حادي عشر تنظيم وإعادة تدوير الوزارات والمؤسسات الخدماتية الأساسية: التربية والتعليم والصحة والاقتصاد والزراعة والداخلية وسلطة الطاقة وسلطة النقد والمياة وفق المعايير والتطورات المستجدة؛ ثاني عشر التشبيك مع الحلفاء الامميين، الذين يمكن الركون عليهم ليشكلوا السند للمعركة الفلسطينية.

هذه بعض الأفكار، وبالضرورة هناك أفكار أخرى يمكن ان تعمق ما تقدمت به من نقاط وإجراءات وطنية، تساهم في اغناء معركة الدفاع عن الحقوق والاهداف الوطنية، وحماية الشعب من جرائم حرب الإبادة الإسرائيلية. لانه دون اقران القول بالفعل، سيبقى كل ما قيل في مهب الريح، لا يسمن ولا يغني من جوع. وسنكرر غضبنا وانفعالاتنا دون رصيد، وستتوسع الفجوة بين القيادة والشعب اكثر فاكثر، وتزول وتنعدم الثقة. آن الآوان لقلب الطاولة على رؤوس الاستعماريين الإسرائيليين والأميركيين والبريطانيين ومن والاهم. فاما نكون او لا نكون. واذا الشعب يوما أراد الحياة، فلا بد من ان يستجيب القدر والعدو وكل الأقطاب الدولية ذات الصلة.

[email protected]

[email protected]           

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار