المعبر الاعقد في العالم

18 سبتمبر, 2022 09:55 صباحاً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

نبض الحياة

رام الله -خلال الشهر الماضي حصلت ازمة لمدة اربع أيام على معبر الكرامة الفلسطيني الأردني قامت الدنيا ولم تقعد على المستويين الرسمي والشعبي، وهي بالمناسبة ازمة ناجمة بالأساس عن سياسة تضييق الخناق الإسرائيلية نتاج عدم فتحها المعبر على مدار الساعة، وهي تعلم ان زوار الصيف من الفلسطينيين لوطنهم الام ولذويهم تتضاعف اعدادهم، ومع هذا رفضت تقديم اية تسهيلات، كما ان الإجراءات على الجانب الأردني الشقيق لم تكن بالمستوى المطلوب، وفيها نواقص وارباكات، وتعمل بطريقة بطيئة مع بعض التعقيدات.

في اثر ذلك تم اللقاء بين المسؤولين من جهات الاختصاص الفلسطينيين والاردنيين، وتم الاتفاق على معالجة التداعيات السلبية، والتصدي المشترك للخطة الإسرائيلية، الهادفة لتعويم وتفعيل مطار رامون الإسرائيلي، المخالف بكل المعايير الدولية قوانين الطيران، فضلا عن استهدافه مطار الملكة عالية الدولي. واحدثت الازمة تغييرا جديا في منظومة العمل داخل معبر الكرامة مما سهل حركة المسافرين ذهابا وإيابا. ومع ذلك يحتاج المعبر الى تطوير وتأهيل للعاملين فيه.

في الجانب الاخر من الوطن، وحيث يعيش ما يزيد على مليوني نسمة في قطاع غزة يشهد معبر رفح البري الرابط بين فلسطين والشقيقة الكبرى مصر منذ انقلاب حركة حماس على الشرعية أواسط العام 2007، ومع اشتداد وتغول جماعات التكفير والتخوين الاسلاموية في جرائم ارهابها على الجيش المصري الشقيق، ومواقع الأجهزة الأمنية في محافظة شمال سيناء، وانفلات الأمور بعد انفجار ما يسمى "الربيع العربي" نهاية 2010 ازمة متفاقمة، وفيها اليات عمل معقدة جدا، وبعيدة عن الحداثة، وتتناقض مع الابعاد الإنسانية. رغم ان الجانب المصري طور نسبيا المعبر البري. بيد ان الاليات زادت حدة وسوءا، وفيها استنزاف مالي وقيمي للإنسان الفلسطيني، بعيدة كل البعد عن المعايير الأخوية العميقة بين الشعبين الشقيقين الفلسطيني والمصري.

وللأسف هناك تواطؤ بين تجار المعبر على الجانبين الفلسطيني والمصري، وفيها استغلال لحاجات المواطنين للسفر للدراسة او لزيارة الاهل او للعلاج او لاي سبب كان بطريقة تسيء للعلاقات الأخوية المشتركة. ولا افهم لماذا يحتاج الوصول الى القاهرة من 24 الى 36 ساعة وأحيانا 48 ساعة؟ ما هي الحكمة من ذلك؟ ومن المسؤول عن ذلك؟ ولماذا عمليات التفتيش بين كل نقطة امن ونقطة جديدة، وكل منهما لا يبعد عن الأخرى سوى مئات الأمتار او في افضل الأحوال كيلومتر او 2 كيلو متر؟ ولماذا تقبل الجهات الأمنية المسؤولة هذه الإجراءات اللا منطقية وغير المفهومة نهائيا من قبل اي انسان، ولا تنسجم مع أي قانون مصري او فلسطيني او اممي؟ هل هذا يخدم الامن المصري ام العكس صحيح

ولماذا يتم تدفيع المواطن 1200 دولار أميركي حتى يصل للقاهرة؟ واي VIP هذا الذي يضاعف من مآسي المواطنين المحاصرين من قبل إسرائيل وحركة الانقلاب الحمساوية؟ ولماذا يقبل البعض في الجانب المصري الاتفاق مع لصوص وتجار الدين في غزة لسرقة المواطن الفلسطيني؟ هناك الف سؤال وسؤال على الإجراءات غير المقبولة، لا بل المرفوضة والواجب يملي على الاشقاء في مصر المحروسة إعادة نظر جذرية تجاه المواطن الفلسطيني، والتعامل معه باحترام وندية.

حب مصر لا احد يزاود علينا به، مصر كما قلتها الف مرة في كتاباتي، عندما تنهض مصر تنهض الامة العربية، وعندما تقع وتنكسر المحروسة تنكسر الامة العربية كلها، ويهزم المشروع القومي، وهذا الموقف لا يوجد به مداهنة لمصر ولا لقياداتها، بغض النظر عن اية ملاحظات هنا او هناك علينا او عليهم. مصر بالنسبة لفلسطين، ليست فقط الشقيقة الكبرى، بل هي حاضنة الامن القومي العربي، وهي رافعة من روافع النضال الوطني والقومي، وهي عنوان من اهم العناوين العربية على رفع قيمة ومكانة الانسان المصري والعربي. وتطور وعظمة مصر مرهون بمدى ارتقائها بمكانة الانسان المصري والعربي وفي المقدمة منه الفلسطيني، وبشكل خاص أبناء الجناح الجنوبي في قطاع غزة، الذين يرتبطون مع مصر ارتباطا وثيقا بحكم الجغرافيا والتاريخ والثقافة والاخوة المشتركة والروابط الاجتماعية.

ندائي موجه للقيادة المصرية وللرئيس المشير عبد الفتاح السيسي شخصيا ولقيادة جهاز المخابرات وأجهزة الامن المختلفة وبالطبع لرئيس الوزراء والوزراء المختصين، وادعوهم لاعادة نظر جذرية في التعامل مع أبناء فلسطين في المعبر البري وفي المطارات اسوة بكل المواطنين العرب والأجانب. لسنا اقل ادمية من شعوب الأرض، لا بل نحن الاكثر انتماءا للإنسانية، لأننا ندفع فاتورة الدفاع عن الامة العربية وعن الإنسانية في مواجهة اوكار الشر والإرهاب الصهيو أميركي وكل ادواتهم المحلية والعربية والإقليمية والدولية

وعلى جهات الامن المصرية ان تميز بين انسان مشبوه او مطلوب لها، وبين انسان يحب مصر ويدافع عنها، ويغار عليها. الانسان المطلوب لها تمنعه من دخول أراضيها، ولكن لا يجوز اتهام كل المواطنين الفلسطينيين بالعداء لمصر وامتهان كرامتهم. القانون الدولي والمصري وكل القوانين الوضعية تقول "كل انسان بريء الى ان تثبت ادانته". وبالتالي لا تقعوا في دوامة التعميم والاتهام غير المبرر، ولا تذهبوا بعيدا في شيطنة اشقاءكم الفلسطينيين، والإساءة لهم، الذين يعتبرون مصر متنفسهم، ومصدر اعتزازهم. هذه خطيئة بحق القيادة المصرية، التي نحترم ونقدر ونفتخر بها، وندافع عنها في السراء والضراء. لا تدفعوا الناس دفعا لمستنقع الكراهية والسخط والعداء لمصر. نريد استعادة روح مصر الناصرية فيكم، وفي سياساتكم تجاه اشقاؤكم في فلسطين. نحبكم، بادولنا المحبة بالمثل، نكبر بكم وبانجازاتكم.

[email protected]

[email protected]   

مواضيع ذات صلة

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار