المضيف لن يعود بعد قليل

06 سبتمبر, 2022 06:16 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

جنين - فاطمة إبراهيم-الثالثة إلا ربع صباحاً أعلنت شارة الهاتف توقف البث المباشر الذي كان يبثه الشاب محمد سباعنة (29 عاما) من مدينة جنين عبر تطبيق "تيك توك" لنقل اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمدينة.

قبلها بلحظات، إطلاق كثيف للنار في أزقة الحارة الشرقية لمدينة جنين من قبل قوات الاحتلال. اختفت الصورة من البث وتحول لشاشة سوداء، وبدأت تعليقات المتابعين تسأل عما حصل لمحمد.

"سيعود المضيف بعد قليل"، تنبيه من التطبيق لمتابعي البث المباشر، لكن المضيف، محمد، لن يعود.

رصاصة من قناص إسرائيلي استقرت في صدره وكتمت شارات البث المباشر كما كتمت أنفاسه.

"كنت أتابع البث المباشر لمحمد وهو يوثق اقتحام قوات الاحتلال لجنين، وفجأة قال محمد يا شباب أنا مش مرتاح حاسس رح استشهد، وبعد لحظات سقط هاتفه أرضاً"، يقول عماد عزوقة صديق محمد وجاره.

بين أزقة الحارة الشرقية تنقل محمد سباعنة لينقل عملية اقتحام قوات الاحتلال، وحين رآه قناص على سطح البناية المقابلة أطلق عليه الرصاص فأصابه برصاصة مباشرة في الصدر.

"سمعنا إطلاق النار الكثيف والمتواصل، كان واضحا خلال البث الذي أطلقه محمد، تصاوب محمد وسقط أرضاً، ولم يستطع الإسعاف الوصول إليه"، يقول عزوقة.

"كان صوته واضحا وهو يلفظ آخر أنفاسه خلال البث"، يؤكد عزوقة الذي بدا متأثراً جداً لاستشهاد صديقة محمد.

وتابع أكثر من 15 ألفا على منصة "تيك توك" لحظات استهداف محمد واستشهاده، وتواصلت التعليقات بعد سقوط الهاتف من يده.

" كانت شاشة سوداء .. والمتابعون يسألون ماذا حدث وهل أصيب محمد، وسمعنا صوت الحجارة تصطدم بشيء حديدي، عندها أدركنا أن جنود الاحتلال أخذوا الهاتف عن الأرض ووضعوه داخل السيارة العسكرية".

" محمد كان نعم الصديق والجار"، يقول عماد عزوقة.

واعتاد سباعنة نقل أحداث مدينة جنين وما تتعرض له من اقتحامات من خلال حسابه الشخصي على منصة "تيك توك".

"كان يحلم بأن يجد عملا ثابتا يساعد من خلاله عائلته في المصاريف اليومية، وبعدها يستطيع الالتفات لنفسه وتأسيس حياته، فهو من عائلة بسيطة مكافحة تسعى لتأمين معيشتها، وهو أخ لشقيقين، ووالده محب للناس والبسمة لا تفارق وجهه رغم صعوبة الحياة، ومحمد كان يشبه والده كثيراً في حبة للناس وتعامله معهم".

وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مدينة جنين منتصف الليلة الماضية، وحاصرت بناية سكنية تضم 12 شقة سكنية يقطنها 50 شخصا، وأخرجت سكانها، ثم فجرت شقة في البناية تعود للشهيد رعد حازم.

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار