مهرجان الصورة ووزارة الثقافة اللبنانية يحتفيان بشيرين أبو عاقلة

03 سبتمبر, 2022 12:05 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

بيروت –بات لشيرين أبو عاقلة ركنها الخاص في المكتبة الوطنية في بيروت، وصورتها، حيث تتحدى عيناها قاتلها، بنظرة مغرقة بقراءة المستقبل. هو ركن شغلته صورتها الأثيرة بقميصها البنفسجي، إلى اليمين وبمواجهة مدخل المسرح. عشية الأول من أيلول/سبتمبر أزاح وزير الثقافة محمد المرتضى الستارة عن الصورة في نهاية احتفال كبير من تنظيم مهرجان بيروت للصورة.
بحضور حشد من المواطنين افتتح مهرجان الصورة فعالياته التي تستمر إلى 30 الشهر الجاري في المكتبة الوطنية في الصنائع. أكثر من 35 صورة من الحجم الكبير جسّدت مسيرة شيرين أبو عاقلة، بين الطفولة، والشباب والمهنة والوداع. تعاون في ايصال الصور إلى بيروت العديد من المصورات والمصورين العاملين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى جانب الاستعانة بأرشيف عائلتها، وأرشيف قناة الجزيرة.

قبة الصخرة

الصورة المعهودة لشيرين وخلفها القدس وقبة الصخرة شكلت البداية، وإلى جانبها كلمة جاء فيها «لم يكن ممكناً أن يقام هذا المهرجان من دون عيون شيرين الساخرة من قاتلها».
جناح شيرين أبو عاقلة في مهرجان الصورة جاء تسلسلياً حيث كانت البداية مع مناولتها الأولى وهي طفلة.
من الصور المؤثرة جداً في معرض التحية لشيرين برزت لحظة إدخال جسدها إلى المشفى، ومن لم تنهمر دموعه من زملائها المصورين، عضّ على شفته حتى كاد يقطعها.
أما صور التشييع وانقضاض جنود الاحتلال على المشيعين، فقد أتاحت التمعُن بحجم الإجرام الذي مارسه هؤلاء المارقين بحق شيرين وهي في رحلتها الأخيرة داخل وطنها. وفي الوقت عينه أكدت تلك الصور تصميم المشيعين على اتمام تلك الرحلة بكل قواهم، ومهما بلغت وحشية العدو.
إنها شيرين أبو عاقلة مكرّمة في بيروت فهي «باتت رمزاً لا يموت وذاكرة خضراء لا تجف.. تماماً مثل الوطن يحمله الفلسطينيون في صدورهم روحاً خصبة أينما حطتهم الريح».
إلى مسرح المكتبة الوطنية ولج الحشد الكبير والذي ضاقت به المقاعد. من النشيد الوطني إلى كلمة عريف المهرجان الزميل روني ألفا الذي شبه المصورين الصحافيين بالقابلات اللواتي يتلقين الحياة. وقال إن الحقيقة المرفقة بالصورة تصنع التاريخ… وفي عصر فخامة الصورة يعمل المصور على تحميضها بدمه.
ورأى أن مهرجان الصورة – ذاكرة أخرج شيرين من فم الحوت. شيرين التي مشت ما بين بيت حانينا، ومدرسة الكبوشية والقدس، ثلاثية عمّدتها بصورتها ودمها. وخلّص للقول: كل جيوش العالم أضعف من أن تنتصر على صورة.
وبعد عرض لفيلم «اللقاء الأخير» من إنتاج قناة الجزيرة، تحدث وزير الثقافة القاضي محمد المرتضى قائلا إنه «على شعوب منطقتنا العربية أن يكونوا جاهزين لمجابهة محاولات الإحباط الموجهة ضدهم.»
وتوجه إلى شيرين واصفاً إياها بـ«زهرة فتيات زهرة المدائن». وقال دمها كان مرسوماً على شكل علامة نصر مغروسة في عيون قاتليها من الصهاينة. واستغرب أن يسأل أحدهم عن دين شيرين «فالحق الفلسطيني ليس له طائفة.. والحق لا يتطيف».
وأعلن عن تخصيص ركن لصورة شيرين في المكتبة الوطنية، تخليداً لذكراها، ورسالة من بيروت إلى القدس. فكما تحررت بيروت هكذا ستتحرر القدس وكل فلسطين.
وقبل ازاحة الستارة عن صورة شيرين قلّدها الوزير المرتضى درعاً «عربون وفاء وتقدير لا حدود لهما». وقد تسلمته الزميلة شدا حنايشة «وهي التي صرخت طالبة النجدة حين سقطت شيرين بعد رصاص الغدر على رأسها. ولأن شدا حنايشة نموذجاً من الشعب الفلسطيني المناضل قلّدها الوزير المرتضى درع تقدير من وزارة الثقافة.
وفي الختام تحدّث رئيس اتحاد المصورين العرب أديب شعبان شاكراً القائمين على مهرجان بيروت للصورة.

كادر

تضمنّ المعرض الذي شهدته الباحة الخارجية للمكتبة الوطنية جناحاً خاصاً بالتفجير الذي شهدته بيروت في الرابع من آب/أغسطس 2020. هي صور تنقل مشاهد عن لحظات الرعب والموت. ومن بين الصور تلك اللوحة التي حملت اسماء شهداء ذاك اليوم الأليم.. تضمّن المعرض صوراً لمصورين صحافيين من لبنان، إلى جانب قسم خاص بمجموعة صور التقتها عدسة شيرين يزبك بعد التفجير. رصدت عدسة يزبك بعض ما أخفته الأرض، وما اظهرته إثر ذاك الدوي الذي زلزل الحياة والأرض معها. إنها بقايا الناس من ملابس ومقتنيات خاصة مغروسة في التراب تقاوم الفناء. وحرصت يزبك على إعداد مجسّم من رمال يظهر بقايا ملابس، ويخفي أخرى. إنه الأثر الذي اندثر، وواقع الحال الذي أرّخته الصورة.
وفي كلمته أثنى وزير الثقافة على المعرض الذي حمل عنوان «ذاك اليوم الذي متّ فيه» ودعا لإظهار الحقيقة وتحقيق العدالة بعيداً عن محاولات التحريض وإشعال الفتنة.

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار