كرة الذهب يستحقها أفضل من لعب بنزيمة بلا جدال سينضم لنادي الكبار الذهبي

21 اغسطس, 2022 08:27 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

تونس-قال ليونيل ميسي صاحب «السباعية القياسية» في سجل جائزة الكرة الذهبية والذي ستغيب شمسه هذا العام لأول مرة منذ 2005:

«ليس لدي أي شك أن التتويج هذا العام سيكون من نصيب كريم بنزيمة، لقد قدم موسما رائعا في الليغا، وانتهى به الأمر أن أسهم بشكل فاعل في الفوز بدوري الأبطال حيث كان حاسما منذ مرحلة الدور ثمن النهائي».
أما «الفينومينو» البرازيلي رونالدو الفائز بالكرة الذهبية عامي 97 و 2002 فهو لا يفوّت أية فرصة للإشادة ببنزيمة وإبداء إعجابه الشديد بخصاله كنجم مؤثر، ويقول رونالدو ان بنزيمة يستحق منذ سنوات الفوز بالكرة الذهبية، «إنه مهاجم كبير ولا أرى منافسا له هذا العام».
وفي الاتجاه ذاته يقول ايدن هازارد قائد منتخب بلجيكا ولاعب ريال مدريد: «هناك عدد من اللاعبين الذين قدموا موسما رائعا وهم جديرون بالمراهنة على الجائزة، لكن أعتقد أن الأمر محسوم بنسبة 99% لقائد فريقنا الذي أرى أنه الأحق بالجائزة».
رأي أخير يأتينا من مدرب الديكة ديديي ديشان الذي من الطبيعي ألا يحيد عن الاجماع، حيث قال إن سجل بنزيمة مع ريال مدريد مذهل، وفي هذا الموسم دوره حسم بشكل لافت جدا مصير قمم دوري الأبطال، كان دائما ضمن أبرز
المرشحين لنيل الكرة الذهبية، لكن هذه المرة فهو يستحقها من دون منازع.
أربع شهادات متنوعة لأسماء لامعة في كرة القدم تثني جميعها على أفضل رقم 9 حاليا في العالم وتلتقي مع ما يقال هنا وهناك منذ الملحمة الملكية في دوري أبطال أوروبا التي كان ملهمها الأول كريم بنزيمة.
ليس في الأمر مجاملة لقائد ريال مدريد، وربما من المرات النادرة التي يبدو فيها المشهد خاليا من أي غموض أو إثارة، بل لا يستبعد أن يحقق بنزيمة رقما قياسيا في عدد الأصوات التي ستزفّه عريسا في النسخة السادسة والستين للكرة الذهبية، وهو ما من شأنه أن يرد له الاعتبار من الباب الكبير لأن بنزيمة في رأي الكثيرين «ظُلم» في مواعيد سابقة كان فيها جديرا بالجائزة قياسا لحجم انجازاته ولقيمة دوره في نادي القرن كأحد رموزه الخالدين.
إضافة إلى ذلك، فإن الفرنسيين ينتظرون منذ ربع قرن تقريبا ان يكون المتوّج فرنسيا بعد فوز زين الدين زيدان بالجائزة عام 98!
هذا هو الجديد المنتظر في مسرح «شاتلي «بباريس يوم 17 تشرين الأول/اكتوبر المقبل موعد الحفل الذي تقيمه الأسبوعية العريقة والشهيرة فرانس فوتبول التي تفخر بجائزتها ذات البعد العالمي.

التغيير الرابع في تاريخ الجائزة

لو كان الأمر عند جيرانهم «البريتش» المعروفين بنهجهم المحافظ والتمسك بتقاليد أنشطتهم ومكافآتها، ربما لن تشهد أهم جائزة «فردية»في العالم أي تغيير في مسارها!
عند الفرنسيين يختلف الأمر لاعتقادهم أن التغيير مطلوب، وأن مواكبة العصر والتطورات التي تحدث في عالم الكرة تملي عليهم إجراء تحويرات منطقية تكون متناغمة مع متطلبات الواقع ومن شأنها أن تشكل إضافة للكرة الذهبية رغم الاجماع على كونها جائزة راسخة ولها قيمة عالية، جعلت أي لاعب مهما عظم شأنه يطمح في نيلها.
في هذا السياق ما ستشهده النسخة السادسة والستون من تعديل يتمثل في أن التصويت سيكون مبنيا على تقويم اللاعبين المرشحين للكرة الذهبية من خلال أدائهم طوال موسم رياضي عادي (من اب/أغسطس إلى تموز/يوليو) بدلا من احتساب عام ميلادي ومنه كانت التسمية السابقة «لاعب العام» لمن يفوز بالجائزة.
هذا التعديل يعد الرابع في تاريخ الجائزة منذ ولادتها عام 1956 ويراه النقاد أكثر إنصافا لجهود اللاعبين على مدار موسم كروي شاق ومُضن وأنه يتيح المجال لاكتمال الصورة
عند المصوّتين في الاستفتاء.
ويأتي هذا التعديل مكملا لتعديلات سابقة كان الهدف منها تعزيز شرعية الجائزة وإضفاء بعد عالمي لها، ومصداقية لا تحوم حولها الشكوك. ولنا أن نذكّر في هذا الاطار أنه في البداية، كانت الجائزة تمنح للاعبين الأوروبيين فقط،
واستمر هذا القانون 39 عاما، ليتم تعديله في 1995 وتصبح الكرة الذهبية متاحة للاعبين الذين ينشطون في مختلف الدوريات الأوروبية مهما اختلفت جنسياتهم وهو ما أدى إلى تتويج تاريخي لابن ليبيريا ونجم الميلان جورج وياه، لتنتهي التجربة في 2006 ويكون العام التالي 2007 شاهدا على انفتاح مطلق لقانون لا قيود فيه، يتوج أفضل لاعب في العالم دون النظر للجنسية أو موطن النشاط !!

أرقام معبّرة

• الأرقام لا تكذب أبدا، وفي حديثنا عن الكرة الذهبية منها ما يقدم دلالة واضحة عن سبب اشعاعها واحتلالها لمكانة خاصة عند كبار نجوم اللعبة الشعبية الأولى.
• في عام 1956 لم يزد عدد المصوتين عن 16، بينما ارتفع إلى 170 في 2021 موزعين في مختلف أرجاء المعمورة، ورغم ما لهذا الرقم من قيمة مضافة للتصويت عند الكثيرين، الا أنه واجه آراء مضادة، كانت حجتها ان هذا التوسع والانفتاح على «محكمين» من «دول صغيرة» لا ثقافة كروية لها أو مشروعية تاريخية أو القدرة على متابعة الأحداث الكروية الكبرى بسهولة وبشكل دائم، من شأنه أن يضرّ بمصداقية التصويت النهائي.
هذا الرأي وجد آذانا صاغية جعلت إدارة المجلة تجتهد في اختيارها دون المساس بـ«المبدأ الديمقراطي» من حيث ان جميع الأصوات متساوية مهما كان اسم البلد، و كان التوجه «نخبويا» إذا صح القول، إذا تقرر ان يتم الاعتماد في التصويت هذا العام على ممثلين من الدول المئة الأولى في ترتيب الفيفا!
• مع لغة الأرقام في النسخة السادسة والستين للكرة الذهبية، يتجلى في قائمة الـ30 الحضور البرتغالي المميز بأربعة مرشحين (رونالدو ولياو وسيلفا وكانسيلو) وكذلك فرنسا بالعدد ذاته (بنزيمة ومبابي وماينان ونكونكو) فيما أنكلترا ممثلة بثلاثة لاعبين كما هو الحال للبرازيل.
• من الأرقام البارزة أيضا تلك التي ينفرد بها «الدون» من خلال وجوده في قائمة المرشحين للمرة الثامنة عشرة على التوالي ولا يخشى رونالدو تحطيم رقمه القياسي هذا، أو أن يلحق به ميسي الذي يغيب عن القائمة بعد حضور دام 15 مرة دون انقطاع بين عامي 2021/2006.
كما تشمل القائمة التاريخية للمرشحين أسماء أمتعت وأسعدت الملايين، ففي المركز الثالث نجد الأنيق باولو مالديني ( 13 مرة) يليه القيصر بكنباور (12) متساويا مع أسطورة جيله الهولندي كرويف.
• تحتل القارة العجوز المركز الأول بحضور مميز لعشرين مرشحا، تليها أمريكا الجنوبية بخمسة ثم افريقيا بأربعة (منهما الجزائري محرز والمصري صلاح) فيما اكتفت آسيا بالكوري الجنوبي سون نجم توتنهام.
• الأندية الأكثر حضورا بعدد المرشحين هي ليفربول (6) ريال مدريد (5) مانشستر سيتي (5)ميلان وبايرن ميونيخ وتوتنهام (2 لكل منها) فيما تحظى بمرشح واحد كل من أندية أياكس وبنفيكا ودورتموند وتشلسي ويوفنتوس ومانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان ولايبزيغ.
• وفي ختام هذا العرض مع لغة الأرقام نذكر ان البريمييرليغ الدوري الأفضل في العالم يأتي في الطليعة بخمسة عشر مرشحا، وهو رقم منطقي نظرا لاستقطاب الدوري الانكليزي لكبار النجوم، يليه في الترتيب نظيره الاسباني بخمسة (علما أنه لا يوجد لاعب اسباني ضمن قائمة المرشحين) ثم الألماني بأربعة والايطالي بثلاثة والبرتغالي والفرنسي والهولندي بمرشح واحد .

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار