ام اللوز وحقيقة المجتمع

02 اغسطس, 2022 09:17 مساءً
د. هشام ابو يونس - كاتب وناقد سياسي
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

غزة - دون مقدمات او انتقاء عبارات بلاغية لتجعل للكلمات معنى لتدخل قنواتها العميقة
ان الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي سلطت الضوء على الطالبه الملقبه بام  اللوز واشغلت الاعلاميين الجدد واصبحت ترند وشهره وخلال بحثي عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي عن هذه الطالبه تفاجات انها انسانه بسيطه جدا ولم تضف اي اضافة او اثراء او نفع او افادة للمجتمع وجدت انها مجرد انسانة عادية جدا في المجتمع الا ان قادها الحظ السعيد الى الشهرة ومحاولة استغلال الاخرين للشهرة مع اعلامي جاء بالصدفة ايضاً والتى هبطت عليهما فجأة بدون سابق موعد او انجاز  ليشتهر الاثنين معا.ولكن ام  اللوز كان حظها اوفر بكثير
ام اللوز ليست مناضلة او جنديه تسهر الليل على الحفاظ على الامن المجتمعي والامن العام ولا هي عالمة او طبيبة  اكتشفت علاج لمرض عضال او مخترعة او انسانة خارقة القدرات .. فهي اخفقت ايضاً في نجاحها وهنا اتسال عن  المعايير التى يفرضها هذا المجتمع ان يجعل من انسان ما نجم و ( ترند )وشخصية اعتبارية ... وهو الشيء الذى يجعلك تستنتج الى حقيقة منطقية وهى ان معاير المجتمع  قد تغيرت ومحددات النجاح  ايضأ تغيرت نتيجة الفراغ الذهني للبعض مما ينتج  بالتاكيد اشخاص مشوهين  هنا لم اقصد ام لوز تحديدأ بل اتحدث بصفه عامه ليكونوا هم الواجهة والصداره والقدوة ... وهذه علامات واشارات واضحة للمجتمع مفادها انه اذا اردت ان تصبح ذات شهره  وتحصل على اهتمام ووظيفة فى مجتمع تسوده البطالة  والانقسام  المجتمعي والجغرافي ف ببساطة افعل مثل ام اللوز وانتهز اي حدث وكون انت الشهره و الترند المستقبلي ...
 كلامى لا يدل على اننى احسد ام اللوز او غيرها  بأعتبارها اشتهرت وحصلت على اشياء لا تستحقها ..؟؟ فى الواقع اقسم  انني لم ولن احسد ام اللوز بقدر ما هو مجرد انتقاد للمجتمع ككل كما عبرت
 ‏بعض الاحداث كالطفل الذي وضع بصله في الكمامه 
 ‏في رحلة ارسال المجتمع على الخط الفاصل واخذ شهرته...
  او طالب  الثانوية الذي اول من امسك معمر القذافي حين اللقاء القبض عليه 
  ‏او العريس الذي كان بالصدفة يصور عروسته على شاطي البحر  في شهر العسل فشاهد تحطم طائرة ركاب تسقط بالبحر  وكسب ملايين الدولارات على هذة الدقائق من فلم التصوير ...وغيرها الكثير من احدث الصدفه
  ‏الا اننا علينا ان نقف معا كمجتمع كيف نفكر وكيف نحدد معاير النجاح لهذا المجتمع
 ولابد ان نصل لحقيقة مجتمعية حتى نصبح في نضوج فكري بان المورد الحقيقي للمجتمع هو الانسان والاهتمام بالمتفوقين وتسهيل السبل لهم حتى يشعر بقيمته الانسانية واحترام المجتمع له ‏ 
 ‏الا اننا نجد في بعض الاحيان الراسبين والذين فشلوا علميا ومجتمعيا واصبحوا ذات ثروه هم الذين يكرمون المتفوقين  وياخذون التصاوير  على انهم صفوة المجتمع اليس هذا بغريب؟
 ‏فلا بد ان يعلم المجتمع وتعلم كل الاجيال اللاحقة حقيقة واحدة لتقدم اي مجتمع  بان
 الجندى الحقيقي هو الطبيب الذي يقاتل من اجل حياة المرضى 

الجندي الحقيقي هو ضابط وجندي الشرطه والامن  الذي يسهر الليل ليحافظ على ممتلكات الشعب وحفظ الامن العام 

الجندى الحقيقى هو الاستاذ  الشمعه التي تحترق لتضيى للاخرين ويسعى الى ان يجعلك متفوق  ويجعل منك ترند وشهره بعلمك ويفتخر بنجاحك

الجندى الحقيقي هو العامل الذي يستيقظ في الصباح ليبحث عن كسرة خبز ليطعم بها اطفاله ويروي عطش ابنائه ...

الجندى الحقيقي هو  خريج الجامعه المتفوق  الذي يستقل عربه متنقله يبيع بها حبات ذرة او قهوة على شاطي البحر  او عربة خضار حتى يعيش 

هولاء  الفئات النافعه  فى اى مجتمع   الذي يسعى للتقدم وهى اشياء ابعد ما تكون عن الترندات والترندين وامثالهم  من الذين اشتهروا بالصدفه...
اما كمجتمع نحاول خلق مبررات للمتفوق وطمس رغباته وامنيات اهله ونلتفت الى الراسب والغير متفوق وندفع به للامام  حتى بعد فترة من الزمن تصبح لديه حالة برنويا وفي اللا شعور يعتقد نفسة انه الافضل بالمجتمع وقد يصبح رجل اعمال وهنا يبدأ الحقد المجتمعي والتفوات الطبقي ويندم المتعلمين والمتفوقين الذين انفقوا الوقت والجهد والمال بأنهم تفوقوا واجتهدوا يوما ما.
الوطن يبنى بالبحث العلمي وليس بمراكز البحث الجنائي ولا بالصدفة ....
المال قد يجعل منك ثريا لتشتري ماتريد الا انه لن يوصلك للمجد 
الوطن يبنى بتلبية رغبات المتفوقين وتحقيق احلامهم وامالهم وامانيهم و نحن بحاجة للخلافات في وجهات النظر أحياناً لمعرفة ما يخفيه ويفكر به الآخرون في قلوبهم وعقولهم ؟
قد تجد ما يجعلك في ذهول وقد تجد ما تنحني له أحتراماً... واكتفى بهذا القدر

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار