لماذا فضل بن زيمة فرنسا على الجزائر؟

28 مايو, 2022 12:06 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

باريس-عادت الصحف والمواقع الرياضية الفرنسية إلى الوراء أكثر من عقد ونصف العقد من الزمان، لكشف ما دار وراء الكواليس في الجلسات الخاصة مع أسطورة ريال مدريد كريم بن زيمة، لإقناعه بتمثيل منتخب الآباء والأجداد الجزائري، قبل أن يستقر في نهاية المطاف على اللعب لمنتخب مسقط رأسه الفرنسي في العام 2006.

وقالت صحيفة “ليكيب” الفرنسية في تقرير مطول، إن الاتحاد الجزائري لكرة القدم، بذل كل ما في وسعه، لضم بن زيمة إلى صفوف الخضر، وكان ذلك، بعد انفجار موهبته مع فريقه السابق ليون، بيد أن اللاعب فَضل في النهاية تمثيل منتخب الديكة، رغم الضغوط الجزائرية الكبيرة، التي وصلت لحد إرسال مدرب المنتخب آنذاك جون ميشيل كافالي إلى فرنسا، لإقناع كريم باللعب لمحاربي الصحراء.

ونقلت الصحيفة عن مدرب الجزائر الأسبق، أنه اجتمع مع بن زيمة عام 2006، بتوصية من الاتحادية الجزائرية، في بداية استراتيجية التنقيب عن المواهب الخام الفرانكو – جزائريين، أو ما يُعرفون بمزدوجي الجنسية، مشيرا إلى أنه لمس حُب وتعلق كريم بأصوله الجزائرية، لكن رغبته وطموحه في الوصول لأعلى مستوى تنافسي في كرة القدم، جعله يختار اللعب لفرنسا.

وقال كافالي “لقد كان صريحا في حديثه معي، أتذكر أنه تحدث معي بدون نفاق، وحقا شعرت بحبه للجزائر وأيضا لفرنسا، وبالنسبة لي، بذلت قصارى جهدي لإقناعه بفكرة أنه سيكون زيدان الجزائر، لكن قراره كان مباشرا، إذ أنه طلب وقتا للتفكير وطلب أيضا عدم وضع آمال كبيرة عليه، حيث كان هدفه اللعب لمنتخب فرنسا بحثا عن مسيرة كروية أفضل، وهو ما حدث في النهاية”.

وفي نفس التحقيق، قامت الصحيفة بإعادة نشر تصريحات سابقة للنجم المُلقب بالحكومة مع إذاعة “مونت كارلو”، أقر خلالها بكل وضوح وشفافية أن قلبه جزائري، ولا ينسى أبدا أن العائلة جاءت من الجزائر، لكن بحسب تعبيره اختار فرنسا “للرهان الرياضي”، في إشارة واضحة إلى أنه اختار فرنسا بعقله وليس بقلبه، وهو ما يفتح عليه “أبواب جهنم” من حين لآخر، لعدم تقبل قطاع عريض من الجمهور الفرنسي لهذا الاعتراف العفوي.

وعانى بن زيمة الأمرين في السنوات الماضية، باستبعاده من معسكر الديوك في الفترة بين عامي 2015 و2021، على خلفية قضية اتهامه بابتزاز زميله السابق في المنتخب ماتيو فالبوينا بشريط إباحي، والتي أغلقت العام الماضي، بحكم قضائي بمعاقبة نجم الريال بالحبس عام مع إيقاف التنفيذ وغرامة تُقدر بنحو 75 ألف يورو.

وحتى بعد انتهاء أزمته مع المنتخب وعودته لتمثيل فرنسا، لم تنته مشاكله مع الفرنسيين، آخرها وصفه بالإرهابي من قبل السياسي اليميني داميان ريو، اعتراضا على ظهور كريم مع الإمام نور الدين مأمون، المرتبط بعمليات إرهابية، وتمويل مساجد برون التي ترعرع بن زيمة في شوارعها، وهو ما دفع المرشح للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم، لرفع قضية أمام المحكمة، متهما ريو بالتشهير العلني مطلع الشهر الجاري.

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار