واشنطن بوست: “أبو عاقلة” قُتلت أثناء مهمة صحافية وكذا صحافيون آخرون بدون تحقيق العدالة لأي منهم

13 مايو, 2022 05:03 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

لندن- نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا أعدته مريام بيرغر، قدمت فيه قصص خمسة صحافيين قُتلوا بنيران جيش الاحتلال، بدون أن يقدم أحد في إسرائيل للمحاكمة أو العقاب.

وقالت الكاتبة إن استشهاد الصحافية الفلسطينية- الأمريكية شيرين أبو عاقلة برصاص جيش الاحتلال أثناء تغطيتها مداهمة إسرائيلية في مدينة جنين، كشف عن المخاطر التي تواجه الصحافيين الذين يغطون النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني.

وكانت أبو عاقلة، المراسلة المخضرمة في قناة الجزيرة، ترتدي سترة واقية مكتوب عليها كلمة “صحافة” عندما كانت تغطي مداهمة إسرائيلية صباح الأربعاء. وسترة كهذه هي بمثابة إشارة لتفريق الصحافيين عن الجماهير والمقاتلين، وتؤشر للجميع بعدم استهدافهم. إلا أن هذه السترة لم تمنع من قتل 19 صحافيا على الأقل في المناطق الفلسطينية، حسب لجنة حماية الصحافيين في نيويورك. وكان من بينهم 16 فلسطينيا تحملوا بشكل غير متناسب وطأة العنف الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي في كل من الضفة الغربية وغزة. وجرح الكثير من المراسلين والمصورين الصحافيين وصحافيي الفيديو بسبب الغارات الجوية والرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع والضرب الجسدي أثناء عملهم. وقدمت الكاتبة قصص خمسة صحافيين استشهدوا جرا ذلك.

شيرين أبو عاقلة

عملت شيرين في الجزيرة وقُتلت عندما كانت في مهمة صحافية. كانت اسما معروفا في العالم العربي لتقاريرها الجريئة من قاعدة عملها في رام الله. ولكنها قتلت صباح يوم الأربعاء في جنين. وضربها قناص إسرائيلي حسب المسؤولين الفلسطينيين وروايات شهود العيان. ونفى الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن القتل، ولكنه غير رأيه وقال إنه يحقق في الرصاصة التي قتلت الصحافية، وإن كانت أطلقت من بندقية إسرائيلية أم فلسطينية.

واتهمت قناة الجزيرة إسرائيل باستهداف مراسلتها و”قتلها بدم بارد”. وأخبر شهود عيان “واشنطن بوست” أنه لم يكن هناك أي مواجهات بين القوات الإسرائيلية والمسلحين الفلسطينيين عندما أُطلقت النار على أبو عاقلة. وشنت القوات الإسرائيلية سلسلة من المداهمات في جنين خلال الأسابيع الماضية بعد سلسلة من الهجمات داخل إسرائيل. وغطت أبو عاقلة أحداث الضفة الغربية والقدس لمدة عقدين. وألهمت مسيرتها الصحافية جيلا من الصحافيات الفلسطينيات لدراسة الصحافة.

وظلت أبو عاقلة في جنين خلال الانتفاضة الثانية، حتى بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على المدينة، وحدّت من دخول الصحافيين. وطالب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس بمحاسبة المسؤولين عن جريمة القتل. ودعت جمعية الصحافيين الأجانب في إسرائيل إلى “شفافية كاملة” في التحقيق الإسرائيلي، وفي ضوء السجل الفقير للجيش فيما يتعلق بقتل الصحافيين. وطالبت منظمات حقوق الإنسان، أيضا بتحقيق مستقل. كما طالبت منظمة الحق الفلسطينية، محكمةَ الجنايات الدولية بشمل حالة أبو عاقلة في تحقيقها بجرائم الحرب الإسرائيلية. واتهمت المنظمة الفلسطينية إسرائيل بالتصرف كمن لا يخشى العقاب وبدون إجراءات قوية لمحاسبة السلطات.

ياسر مرتجى

أنشأ ياسر مرتجى، المصور الصحافي، شركةَ إنتاج إعلامي في مدينة غزة. وفي سن الـ30 عاما لم يخرج أبدا من الجيب الساحلي الصغير الذي تحكمه حماس وتحاصره إسرائيل. وأطلق قناص إسرائيلي النار على مرتجى في نيسان/ أبريل 2018 وقتله، حيث كان يغطي الاحتجاجات قرب الحدود بين غزة وإسرائيل. ومثل أبو عاقلة، كان مرتجى يرتدي سترة الصحافة عندما قتل.

وقتل حوالي 200 فلسطيني أثناء تلك الاحتجاجات، وجُرح أكثر من 36 ألف شخص حسب أرقام الأمم المتحدة. ونفى الجيش الإسرائيلي في بيان أولي أنه استهدف مرتجى. ثم اتهم وزير الدفاع في حينه، أفيغدور ليبرمان مرتجى بأنه عضو في الجناح العسكري لحركة حماس، وهو اتهام نفاه زملاؤه. وقبل شهر من مقتله، أسس مرتجى شركته بمنحة من وكالة التنمية الدولية الأمريكية، التي قالت إن دراسة طلبه لم تشر إلى علاقته بالمتشددين، حسب وصفها. وفي 2015 اعتقلت قوات أمن حماس مرتجى وضربته لأنه صور في منطقة محظورة.

سايمون كاميلي

كان سايمون كاميلي (35 عاما) مصورا صحافيا لوكالة أنباء أسوشيتدبرس، ومات في آب/ أغسطس عام 2014 عندما كان بمهمة صحافية في غزة. كان كاميلي يصور الشرطة المحلية وهي تحاول تفكيك قنبلة غير منفجرة أطلقتها القوات الإسرائيلية أثناء الحرب وإبطال مفعولها. وقتل مترجم كاميلي وجُرح موظف آخر في الوكالة. وكان الصحافي الأجنبي الوحيد الذي قتل نتيجة للنزاع الذي استمر من بداية تموز/ يوليو وحتى نهاية آب/ أغسطس. وقُتل في تلك الحرب أكثر من 2.200 فلسطيني و73 إسرائيليا ومواطن تايلاندي حسب أرقام الأمم المتحدة. وقضى كاميلي أكثر من عقد وهو يغطي قصصا كبيرة أوروبا والشرق الأوسط لوكالة أسوشيتدبرس، التي وصفته بأنه “راوي القصص البارع ورجل الأخبار الشغوف والموهوب، وبعينٍ على التفاصيل التي نقلت للناس الأحداث عبر لقطات الفيديو التي لامست القلوب في كل أنحاء العالم”.

فضل شناعة

قُتل المصور الصحافي  لصالح وكالة أنباء رويترز، فضل شناعة عام 2008 بقذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية عليه وفريق التصوير في غزة، وكان عمره حينها 23 عاما. وكانت صورة الدبابة والقنبلة المنطلقة منها آخر صورة التقطتها كاميرته التي كانت على حامل. وقتل في الهجوم ثمانية مدنيين آخرين. وكان شناعة يرتدي سترة زرقاء مكتوب بوضوح عليها “صحافة” وانتقل بسيارة مكتوب عليه “تي في”. وعبّر الجيش الإسرائيلي عن أسفه لمقتل شناعة، ولكنه أخبر وكالة أنباء رويترز أنه أجبر على “مواصلة القتال ضد منظمة متطرفة وخطيرة وإرهابية” في المنطقة.

وقتل في نفس اليوم 16 فلسطينيا وثلاثة جنود إسرائيليين. وبعد أربعة أشهر، برأ تحقيق إسرائيلي القوات، وتوصل لنتيجة أنه “لم يكن قادرا على تحديد الشيء الذي كان محمولا على حمالة ومعرفته بشكل إيجابي، إن كان صاروخا مضادا للدبابات، أم قنبلة هاون أو كاميرا تلفزيون”. ورفضت وكالة أنباء رويترز النتيجة، وطالبت بتحقيق مستقل. وقالت: “من الواضح أن إسرائيل خرقت التزاماتها بناء على القانون المدني وتجنب إيذاء المدنيين”. وأضافت أن “رويترز وجماعات حقوق الإعلام تؤكد أن تصرف الجيش هو تحرك واضح للحد من حرية الإعلام واعتباره خطيرا حتى لو استخدم كاميرا في ظل وجود الجيش”.

جيمس ميلر

قُتل الصحافي البريطاني جيمس ميلر (35 عاما) في أيار/ مايو 2003 أثناء تصويره فيلما وثائقيا في غزة. وكان ميلر وفريقه يحاولون مغادرة بيت شخص عندما قال زملاؤه وشهود عيان إن دبابة إسرائيلية فتحت النار عليهم. وفي ذلك اليوم، قامت القوات الإسرائيلية بهدم وعمليات في المنطقة ضد أنفاق مزعومة تربط ما بين غزة ومصر. وكان ميلر وفريقه يرتدون سترات عليها كلمة “صحافة”.

وقال زملاؤه إنهم كانوا يؤشرون إلى الجيش الإسرائيلي بأنهم يخططون لمغادرة المنطقة. ونفى الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن قتل ميلر، وقال إنه قتل أثناء تبادل إطلاق نار مع فلسطينيين وبرصاصهم. وبرأ تحقيق لاحق الجنود الإسرائيليين من الجريمة. ورفضت عائلة ميلر النتائج وطالبت بتحقيق مستقل.

وفي عام 2006 أكدت محكمة في سانت بانكرس في لندن، أن إسرائيل استهدفت عمدا ميلر، وذلك بناء على نتائج جمعها محقق خاص استأجرته العائلة بعد مقتل ميلر مباشرة.

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار