الشاعر هنري زغيب يقلّب صفحات من التراث اللبناني ومسيرة فيروز المضيئة

12 ابريل, 2022 10:17 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

بيروت – فتح الكاتب والشاعر هنري زغيب دفاتر الماضي وقلّب فيه صفحات من التراث اللبناني الأدبي والفني هو الذي تابع كبار العصر وكتب عنهم من جبران خليل جبران إِلى سعيد عقل إِلى الأَخوين رحباني وفيروز، وكان بين آخر ما أَصدر: كتابه «في رحاب الأَخوين رحباني» بعد كتابه الأَول «طريق النحل».
وفي محاضرة ألقاها تحت عنوان «فيروز: مسيرةُ أَيقونةٍ خالدة» بدعوة من «مؤسسة إبرهيم نجار للثقافة والحريات» في الأشرفية، عرض الشاعر اللبناني «للمسيرة الـمضيئة التي حققتها السيّدة فيروز منذ مطالعها حتى تكرَّسَت «َيقونة حيَّة تربَّعت على قمة خلودها رسولةَ الإِبداع اللبناني في جميع أَقطار العالم شرقًا وغربًا» هي التي كتب في صوتها كبارُ الشعراء ما لم يكتُبوه في سواها».
واستشهد هنري زغيب بقصيدتَين من سعيد عقل في كتابه «يارا» عام 1960 الأُولى بعنوان «فيروزَا» والأُخرى «عن دفتر فيروزَا» جاء فيها: تبْقي بِصوتِك هالـهَني انْ خَتْيَر الكون من الهمومْ… تْـهِدِّي وتبْنيها الدني مْنِ جْديد وتشكِّي النجومْ. ومن هذا البيت الأَخير أَطلق سعيد عقل على فيروز لقب «سفيرتنا إِلى النُجوم».
ولفت زغيب إلى أنه بعد زواج عاصي وفيروز في 23 كانون الثاني/يناير 1955 بدأَتْ رحلتَها مع «المشروع الرحباني» المثلَّث الركائز: عاصي ومنصور كتابةً وتلحينًا، وفيروز أَداءً قال عنه منصور فيما بعد: «منذ انضمَّت إِلينا فيروز بدأَتْ متَوَّجَة بالمجد. فإِضافةً إِلى جمالِ صوتها وموهبتِها الخارقة، هي ظاهرةٌ لا تـتكرَّر: صوتُها مميَّز، إِطلاقةُ صوتها ممـيَّـزة، وكلُّ ما جاء في صوتها من خوارقَ، وما برعَت به من صَقْلٍ وتجارب، جعلَ منها رمزًا من رموز هذا العصر. تأَثَّر بها الناس، حتى الشعراءُ في لبنان والعالم العربي، لأَنها لم تَكُن مجرَّد صوتٍ وحسب، بل سطعَت بحضورها الآسر وصوتها المفرد، وراح صوتُها يخترق الحواجز العاطفية، ويُرَسِّب في لاوعي سامعه الأَفكار التي يحملُها». وتحدث زغيب عن مراحل صعود فيروز متأَلِّقةً بأَعمال الأَخوين رحباني، إِذاعيًّا بضع سنوات، ثم مسرحيًّا على أَدراج هياكل بعلبك 1957 وتَوَالي الأَعمال المسرحية، منها: «البعلبكية» (1960) «جسر القمر» (1962) الليل والقنديل» (1963) «بياع الخواتم» (1964) «فخر الدين» (1966) «جبال الصوان» (1968) «ناطورة المفاتيح» (1972) ثم الانتقال إِلى المسرحيات في بيروت، منذ «هالة والملك» (1967) حتى «بترا» (1977) وعرض هذه المسرحيات في دمشق وعمان وسواهما. وتوقف عند تأَلُّق فيروز سينمائيًّا: «بياع الخواتم» (1965) «سفر برلك» (1966) وبنت الحارس» (1968) ليركِّز على أَهمية فيروز الممثِّلة التي يعادل حضورها مغنية على المسرح كما أَمام الكاميرا. وتخلل المحاضرة استشهادٌ بعدد من الأُغنيات الرحبانية التي خلَّدَتْها فيروز.
ولم يشأ زغيب التطرق عن الناحية الشخصية في حياة فيروز، ورأى أن نجلها زياد عرف كيف ينقل فيروز إِلى جيل جديد من جمهورها الأَوسع في كل العالم.

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار