أسرى النقب معاناة مضاعفة .. السجان ولهيب آب

15 اغسطس, 2021 08:31 صباحاً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

القدس عاصمة فلسطين/رام الله-دولة فلسطين- عزيزة ظاهر- في الوقت الذي يعتبر فيه الصيف متعة واستجماما لدى الكثيرين، هو سخط وعذاب للمعتقلين في سجون الاحتلال، لك أن تتخيل الواقع الصعب الذي يعيشه الأسرى تحت جمر رمال صحراء النقب في فصل الصيف، لا تكييف ولا مراوح وإن وجدت فهي قليلة ولا تعمل بشكل جيد، نوافذ ضيقة ومجرى غير كاف من الهواء، ناهيك عن الازدحام داخل الغرف والخيم، ظروف مأساوية تخلقها إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية في فصل الصيف لتضيق الخناق على الأسرى وتزيد عليهم حصارا فوق حصارهم، وتحول غرفهم الاعتقالية لقطع من نار جهنم ولأفران ملتهبة.



وقد تضاعفت معاناة الأسرى في هذا الصيف جراء وصول موجات متتالية من الحر إلى المنطقة، لا سيما موجات الحر الأخيرة التي نشهدها في شهر آب/أغسطس الجاري، وقد كان لأسرى السجون الواقعة في منطقة النقب الصحراوية نصيب الأسد من هذه المعاناة، وهي أربعة سجون (النقب- نفحة-ايشل- بئر السبع) وتضم خلف أسوارها ما يزيد عن نصف الأسرى، وهناك تشتد الحرارة بشكل كبير جداً، ما يسبب لهم أذى نفسي وجسدي وأمراض جلدية وصداع ودوخة، مع انعدام وسائل التبريد في السجون.



المحرر محمود فوزي عمرو (48 عاما) من مدينة الخليل، الذي أمضى ما مجموعه أحد عشرعاما في سجون الاحتلال، آخر خمس سنوات ونصف السنة منها في معتقل النقب، وقد تنفس الحرية في العاشر من الشهر الجاري، يقول لـ "الحياة الجديدة": "إن الأسرى يعانون في جميع المعتقلات والأقسام أوضاعا إنسانية صعبة للغاية لا توصف في فصل الصيف، وذلك لارتفاع درجات الحرارة والرطوبة داخل المعتقلات"، واصفاً الأجواء داخل معتقل النقب بـ"الفرن الملتهب"، فالصيف داخل سجن النقب شديد الحر وخيامه لا تقي من حر ولا تحجب أشعة شمس، فالحياة داخلها تحت أشعة الشمس الحارقة صعبة للغاية، وبحاجة للصبر الطويل.



وأوضح عمرو أن إدارة السجون الصهيونية تتعمد نكء جراحات الأسرى في فصل الصيف من خلال إجبارهم على بذل مجهود داخل غرف المعتقلات تؤثر على حرارة الجو كمهاجمة السجون وعدم توفير قنوات وأدوات خاصة بالتهوية.



ويؤكد أن أشد الفترات حراً هي تلك الساعات ما بين العاشرة صباحا والرابعة مساء، حيث تكون درجات الحرارة شديدة، ويجد الأسير نفسه في حيرة، فكل الأماكن حارة سواء داخل الخيام أو في الساحة، فالأجواء الصحراوية الحارة تضع الأسير في سجن آخر يضاف للسجن الذي يعيش فيه.



ويتابع عمرو حديثه لمراسلة "الحياة الجديدة" قائلا "العدّ معاناة أخرى للأسرى"، حيث تصر الإدارة على إخراج الأسرى من خيامهم، وإجبارهم على الجلوس على الأرض في الحر الشديد بانتظار ضابط العدّ ليلقي عليهم نظرة ويعدهم.



مدير مكتب هيئة شؤون الأسرى والمحررين في الخليل إبراهيم نجاجرة، حذر من خطورة الأجواء الحارة في المناطق الصحراوية على الأسرى، فهذه الأجواء تدفع بعض الزواحف والحشرات الخطيرة والسامة، للخروج والانتشار، كأفاعي الصحراء القاتلة والعقارب والقوارض، التي من السهل أن تصل إلى أقسامهم وخيامهم، وتشكل خطرا كبيرا على حياتهم، حيث لا يمكن مواجهتها بسبب منع إدارة السجون للأسرى من اقتناء وسائل التحصين كالمبيدات والأدوية للقضاء عليها أو حماية الأقسام منها.



كما وحذر من انتشار بعض الأمراض المصاحبة للحر، ومنها الأمراض الجلدية وخاصة انتشار البثور في الجسم واحمرارها بشكل سريع، وما يساعد على انتشارها عدم وجود علاج سريع لها من قبل الإدارة، وكذلك الصداع المستمر نتيجة الحر.

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار