وزير الثقافة د. عاطف ابو سيف:"أهمية  الكتابة أنها تجعلنا نواصل الحياة كفلسطينين"

18 اغسطس, 2020 10:10 صباحاً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

حاورته /د. لطيفة القاضي 



•كنت أتألم من البرد



•الماضي اساس الحاضر



•كنت أقرأ الكتب القليله



•عشت بين كم هائل من القصص و الحكايات



•كان الحصول على الكتاب معاناة



القدس عاصمة فلسطين/ رام الله -دولة فلسطين -وزير الثقافة الفلسطيني د. عاطف أبو سيف هو كاتب وروائي وسياسي حاصل على الدكتوراة في العلوم السياسية و الاجتماعية  من جامغة فلورنسا في إيطاليا  فهو استاذ اكاديمي 



.يحمل من رجاحة العقله،و التواضع،والإنسانية،و الطموح العالي،و الذكاء فهو نموزج للعطاء والإنسانية



هو شخصية  وطنية ،و مناضلة  ،و ناجحة من الدرجة الأولى ،  ولانه نتاج أسرة مناضلة ضحت في سبيل الوطن فلسطين.



هو رئيس تحرير مجلة "سياسات"في رام الله ،الف كتابا مهمة في السياسة و عن المجتمع المدني في فلسطين.



بذل جهده على ان يطور فكره على  الرغم من  الألم و المعاناة ،فهو ذكي ،مثقف ،متواضع،إنسان، ساهم في ابراز أجيال  من الادباء،و الأدبيات  الشباب ،و كيف ذلك وهو صاحب موهبة  فذة و هو الذي قال ان دور الثقافة هي حماية الهوية و الحكاية  الوطنية،و ان الثقافة هي العروة الوثقى و القاعدة الصلبة لاي مشروع ثقافي ناجح



 معالي الوزير فأهلا و سهلا بكم ضيفا مميزا .



د.عاطف ابو سيف  في سطور ؟ 



ولدت في مخيم جباليا في آب من العام 1973 لعائلة هُجّرت من مدينة يافا عام 1948 وكان يمكن لي أن أولد في أجمل مدينة في هذا الكوكب لولا النكبة، لكنني ولدت في مخيم للاجئين. ضمن هذا التناقض تشكل وعي الوطني والفني. درست في مدارس المخيم وأكملت دراستي الجامعية في بيرزيت ثم واصلت تعليمي في بريطانيا وإيطاليا. أظنني كنت محظوظاً. كان أمجد ناصر بقول "فزت من بين أترابي بالمنفى" وأظنني حظيت ببعض الحظ حين درست وأكملت تعليمي الأمر الذي أتاح لي أن أطلع على ثقافات مختلفة وأقرأ بلغات مختلفة. 



عشت بين أناس يحلمون بالماضي ويبحثون عن إعادة صورته في المستقبل. كما عشت بين كم هائل من القصص والحكايات عن الماضي. ربما كنت محظوظاً بأنني كنت مستمعاً جيداً لرواة حقيقيين، لم يكونوا يسردون ليبهروا أحداً أو ليفتنوا مستمعيهم، بل كان يواسون انفسهم بالحديث عن حياتهم في البلاد التي سلبت منهم، عن حديثهم عن فردوسهم المفقود جزءاً من بحثهم عنه.





 معالي الوزير  حدثني عن السنوات الأولى  من



 عمرك، وما هي نقاط قوتك ،و نقاط ضعفك؟



لا أعرف تحديداً. لكنني عشت مثل كل طفل في المخيم نحلم ونحلم ونحلم. لأن واقعنا كان قاسياً. كنت اتألم من البرد. لا أحب البرد حقيقة. حتى حين دخلت سجن النقب كان ذلك في ديسمبر، ولم تكن البطانية التي أعطتني إياها إدارة السجن تكفي لتغطيتي بشكل كامل، وكانت قدماي ترتجفان من البرد. وهذا شكل لي في بعض المرات قلق نفسي. ربما أنني ولدت في آب اللّهاب ساهم في هذه العلاقة بين الشتاء والصيف بالنسبة لي. عموماً لم يكن في المخيم مكتبة. لم يكن منتزهاً ولا حديقة. كانت الحياة تبخل علينا بالكثير من الأساسيات. كنت أقرأ كل ما تقع عليه عيناي. كنت حين نفرد قرطاس الفلافل وهو عادة من ورق الجرائد، انشغل عن أكل أقراص الفلافل بقراءة كل ورقة الجريدة التي صنع منها القرطاس. وكانت تضيع على وجبات فلافل شهية وساخنة. 



كذلك كنت أقرأ الكتب القليلة التي توفرت في خزانة صغيرة في البيت كان أبي يشتريها. على صغرها كانت بالنسبة لي أكبر من مكتبة الكونغرس. فيها وجدت سيرة بني هلال وديوان عنترة وكتب السيرة وقصص عن الصحابة وبعض التفاسير. وكلها ساعدت في تنمية اللغة وحب القراءة عندي. حتى في المدرسة لم يكن ثمة مكتبة حقيقية. كان الحصول على الكتاب معاناة. لكن هذا البحث هو ما خلق هذا الدافع للكتابة ربما



ما هي أصعب  فترة في حياتك، و كيف تعاملت معها؟



أظن أنها فترة الانتفاضة الأولى. أصبت ثلاث مرات خلالها. في إحداها كدت اموت. وأظنني دخلت الموت في مرحلة ما. أو هكذا خيل لي. تألمت حين رأيت أمي خلال زيارتها لي في أنصار "2" مبتلة في شهر يناير والماء ينز من كل ثوبها. كانت تلك زيارتها الأولى لي في السجن. أظن انني مازلت أشعر بالذنب أنني جعلتها تعيش مثل تلك اللحظات



عاطف ابو سيف





الوزير د.ابو سيف ،كيف تم توليتكم منصب وزير الثقافة ؟



سؤال سياسي بامتياز. وأنا عملت بالسياسة منذ انتسابي لحركة فتح وأنا بالكاد ثلاث عشرة سنة. لم أنقطع منذ ذلك القوت عن العمل في أطر الحركة المختلفة حتى أصبحت ناطقاً باسمها. وأنا إلى جانب هذا كاتب وربما هذا المزج هو ما جعل تعيني السياسي وزيراً للثقافة وليس ربما لشيء آخر





وزير الثقافة الفلسطيني  د. عاطف ابو سيف  ، أنت  قاص ،و روائي، و أيضا تكتب المقال الفكري والسياسي، كيف يمكن بكل هذه التركيبة المتشبعة  أن تنسجم، إلى أى خانة تريد أن تنتسب،و هل انت راضي عن مسيرتك الأدبية؟



أريد  أن أكون كاتباً. الرواية مقصدي الأول في التعبير عما أريد. ولكن عملي الأكاديمي كباحث جعلني أكتب المقال السياسي لأن هناك بعض الأفكار يمكن التعبير عنها بالمقال. كتبت المسرح أيضاً لأن هناك بعض الأفكار لا يمكن التعبير عنها إلا من خلال الخشبة





هل هذا يرضيني؟ اظن حين أرضى أتوقف عن الكتابة.



القلق وعدم الرضا أساس استمرارنا في الكتابة. 



الإجابة تغلق السؤال. لذا فإن من يعتقد أنه قدم إجابة لن يكتب، وإذا فعل فإنه يثرثر. 



تبدو في ظاهرك إنسانا هادئا ،و لكن في العمق شخصيتك لست كذلك ،أنت مليئ بأسئلة الوجود ،و تحمل هم وطن ،و قضية ،كيف تفسر هذا التناقض؟ 



هل هذا تناقض؟ ربما تكامل. عموماً الهدوء سمة فردية تتكشف في العلاقات البينية، لكن حين يتعلق الأمر بالأسئلة فإن الأسئلة الحقيقة تثير الصخب لأنها عميقة والإبحار فيها متعب ومقلق. ربما لو كنت ولدت في مكان آخر لتغيرت طبيعة أسئلتي. كما قلت لك ولدت في مخيم حيث أحلام الناس مبنية على ركام ماض داسته النكبة رغماً عنهم لكنهم ظلوا متمسكين بالماضي يريدون أن يبعثوه في المستقبل. بمعني آخر، وأظن أنني أقول هذا في روايتي الأخيرة، لا وجود للحاضر في قاموسهم. وهذا جوهر التناقض. الماضي أساس الحاضر. لأن ثمة عملية اقتلاع بشعة تمت. الحكاية وحدها ما يجعل مصير هذه العملية الفشل. 



وهنا أهمية الكتابة أنها تجعلنا نواصل الحياة كفلسطينيين. وصدقيني الصراع بيننا وبين من سرق أرضنا على الرواية. اللص يريد أن يسرق الحكاية التي حول هذه الأرض لذا يريد لك أن تصدقي أنه البطل الحقيقي لحكاية يزعم أنها جرت هنا، فيما لا يوجد شيء مادي واحد يشير إلى هذا. وهذا جوهر السؤال الكبير الذي يجب على حكايتنا أن تقبض عليه



روايتك (الحاجة كريستينا) وصلت إلى  القائمة الطويلة لجائزة البوكر للرواية العربية ،ماذا يمثل لك العنوان الروائي،هل هو عتبة موجهة لعملية القراءة،و هل ممكن للرواية بأن تعيش بعيدا عن السياسة و الأيديولوجيا؟



في الرواية أردت أن احتفل المرأة بالنساء في المخيم. عشت وخبرت كوكبة كبيرة من النساء الأبطال اللاتي كن مدارس واكاديميات تعلمن منهن كثيراً. المرأة البطلة التي تتحدى الاحتلال. المرأة التي تحمل الحكاية مثل تحمل مفتاح بيتها العتيق منذ عقود. كنت أرى الكثير من النماذج. أردت أن احتفل بهن. أن أتحدث عنهن. كانت شخصية كريستينا تمثل الخلطة السحرية لكل تلك النسوة، وكانت كما رأيت تمثل كل ما يمكن ان تكون عليه المرأة الفلسطينية. 



كل عنوان عتبة. هكذا يقول النقاد. واظن أن عنوان "الحاجة كريستينا" يخبر الكثير عن السؤال الأهم في حياتنا: أقصد سؤال الهوية. وكريستينا كانت مثلنا كلنا. بسيطة ومعقدة في نفس الوقت. او على الأقل هكذا كانت حياتها. 



الشق الآخر من السؤال حول الرواية والسياسة أو الايدلوجيا، سؤال أزلي في الفن. بقدر ارتباط الفن بالحياة بقدر ارتباطه بأسئلتها وتفاصيلها. طبعاً الفن الجيد يمكن أن يتم قرأته في اكثر من سياق. الإجابة المطلقة على هذا السؤال نقدية وليست فنية. بمعني من اختصاص النقاد وأين يقفون في النظرية مع موت المؤلف أم مع السياق التشخيصي للأعمال الروائية. 



فيما يتعلق بالحاجة كريستينا السؤال الأكبر سؤال وجودي يتعلق بهوية الإنسان وارتباطه بماضيه وأحلامه عن الغد، وهذه أسئلة عامة مع خصوصيتها الفلسطينية يمكن أن تصلح في سياقات عديد.





وزير الثقافة الدكتور عاطف أبو سيف ،كيف ترى أول رواية كتبتها بعد مرور الزمن عليها؟



كل رواية أولى هي مثل الكلمة الأولى التي ننطقها، تحتوي أكبر دفقة من الجهد. في أول رواية نريد أن نقول كل شيء. ونريد أن نبرز كل ما نعتقده. ونريد أن نتقن كل أسلوب نعرفه. في ظلال في الذاكرة روايتي الأولى أظن أنني سألت ذات السؤال الذي سألته في الحاجة كريستينا وفي حياة معلقة وفي مشاة لا يعبرون الطريق وغيرها من رواياتي. كنت أسأل عنا. عن سر حكايتنا. ثمة تفاصيل كثيرة لكنها تفاصيل السؤال الخاص. 



قد لا تكون الأقرب إلى قلبي لكنها مثل كل ما نكتب بمداد الروح ويجعلنا نعاني أتذكرها دائماً. وأجمل شيء هو حين انتهيت منها. لم أعرف ماذا يفعل الكتاب حتى ينشروا أعمالهم وتصبح في كتاب. كنت أكتب وأكتب وأكتب. ثم جاء السؤال كيف يصير هذا كتاباً. لابد أن تكون محظوظاً ببعض الأصدقاء الذين يقدمون النصح ويشيرون إلى الطريق 





رواية (حياة معلقة )وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر ،حيث إنني أرى بأن روياتك هي تجريبية بلا منازع ،و أحب أن اوصفها بأنها مكتوبة بحرفية عاليه ،و لقد قمت بدمج السرد السينمائي و الفني و الجرافيكس،و الشعري مها في بوتقة واحدة،فهل حضرتكم متفق معي؟



أشكرك على هذا الرأي. اظن أن الحكاية وحدها تقرر تكنيك السرد. في حياة معلقة جربت الكثير من تقنيات السرد. من السرد الكلاسيكي إلى تيار الوعي وكل ما ذكرتيه في سؤالك. كانت الحياة المعلقة ذاتها تتطلب هذا الدمج في أسلوب المعالجة القائم على التنوع. كأنني في نفس الوقت كنت أبحث عن إجابات فنية بجانب بحثي عن حيوات شخصيات الرواية. كنت أتألم لمصير نعيم في الرواية وكنت أعرف التشتت الذي عاشه جراء تلك الحياة المعلقة. وكنت أبحث معه عن  شيء آخر



.



كيف تقدم فنا يحمل القضية؟



لا أعرف. ولكن ما أعرفه أن لدي قضية أنا ملتزم بها. وأعرف أن عالمي هو ذات العالم الذي أعيش فيه. وعالم رواياتي هو ذات العالم أيضاً. وعليه فإن الانفصال بين تلك القضية وعالمي الروائي يبدو صعباً. وأنا لم أرد ولا أريد ذلك بأي حال. وأعرف أيضاً أنني لا أريد أن اكتب شعارات ولا أن اخطب في الناس خلال السرد لأن ثمة طريقة افضل لفعل ذلك في السياسة. وبقدر التزامي بقضيتي فأنا لا أكتب سياسة. هل يبدو هذا الامر سهلاً؟ لا. ولكن أريد لحكايتي أن تصل بأروع ما يمكن لي من فنيات





ما هي علاقتك معالي الوزير بالشارع الفلسطيني،و ما هي برأيكم أهم المقومات التي تحول بين المثقف و إمكانية تأثيره على حركة الشارع،و في حالة أنه لم يصل الأدب للجمهور،فأين يكمن العيب،و كيف يصل الأديب إلى أكبر قاعدة جماهيرية؟



هذا سؤال متعدد. أنا ابن الشارع. بمعنى انني ملتصق بتفاصيل حياتي في المخيم وشارع الحارة وشوارع المخيم عامة. أعرف الكثير الكثير من التفاصيل. أعرف الناس والحارات والقرى التي تم تهجير عائلاتهم منها. طبعاً ويمكن لي أخمن من الاسم القرية الأصلية. تفاصيل كثيرة. السؤال كيف يمكن لنا أن نحافظ على علاقة كتلك في ظل المسؤوليات والمهام وربما بعض الظروف الاستثنائية. أعتقد، من الجزم، أن ثمة تهويل في مرات كثيرة مرده افتراض خاطئ بتعارض تلك المهام مع القرب من الحياة الطبيعية. يسألني الناس مرات مازلت تكتب وانت وزير وأقول نعم ببساطة لأنني في يوم ما سأصبح الوزير السابق لكنني لن أكون الكاتب السابق. والكتابة هي المهنة الوحيدة التي اخترها بكامل وعي وبدون ضغوط الحياة. أردت أن أكون كاتباً لإيماني بحكاية أريد أن يتواصل سردها.



الأدب الجيد يصل صدقيني. لا يمكن لنص رديء أن يترك أثراً. قد يلقى احتفالاً مؤقتاً وترحيباً باهتاً للحظات من باب المجاملة. أما الأدب الرفيع فيظل حاضراً. لذا فالأدب الجيد أدب عابر للزمن. قد يكون وليد اللحظة وينتسب لبعض التفاصيل الخاصة لكنه يصلح لكل الأزمان. 



الجمهور لا يتحمل وزر النصوص الضعيفة. والذائقة العامة لا تتأثر كثيراً بتلك النصوص. لكن من المؤكد أن هناك مزاج عام تتطور وفقه الذائقة العامة، والكاتب الجيد قارئ جيد لتلك الذائقة



فازت رواية (قارب من يافا)بجائزة كتارا،عن فئة روايات الفتيان،ماذا تريد من الكتابة،و ما هو إحساسك عند الفوز الجوائز المتعددة؟



لا أعرف، لكن ما أعرفه أنني أريد للحكاية أن تصل. أريد للناس أن تعرف القصة التي تشغلني. وثمة قصة كبيرة تشغل بالي كفلسطيني هي حكاية شعبي كما عشتها أنا وكما عاشتها شخصيات رواياتي. لذلك فإن رواية قارب من يافا هي رواية فتيان يبحثون عن حكاية القارب الذي وجدوه صدفة. إنه القارب الذي ينتظر أن يعود إلى بحر يافا. أي شغف أكبر من هذا. من الصعب على الكاتب أن يقول لماذا يكتب بشكل عام، لكن ثمة إجابة بسيطة على كل سؤال صعب. أنا أكتب أنني أريد أن أخبر الناس بقصتي. وأظن ان ورثت تلك الحكايات وأريد أن أورثها للقراء من بعدي





بعيد عن الوزارة و السياسة و الكتابة ،أحب أن أعرف رأيكم بالحب ،و المرأة؟



يجب أن يكون الإنسان ممتناً للحياة دائماً. ولا حياة بلا امرأة وبلا حب. وأظن انني محظوظ بالحب الذي تغدقه علي زوجتي وأسرتي طوال كل تلك السنوات. هل يمكن تخيل هذا الكوكب بلا مرأة؟ بالطبع لا. وهل يمكن تخيل حياتنا بلا حب؟ أيضاً لا. 



صور كثيرة للمرأة في الذاكرة. من الجدة والأم والأخت والزوجة والابنة. صور عنوانها وجينها التكويني هو الحب. يرتبط الحب بالمرأة بشكل كبير، لكن أيضاً يرتبط بالرجل لأن هذه علاقة تكاملية.



اتقدم بالشكر لمعالي وزير الثقافة الفلسطيني د. عاطف ابو سيف على هذا الحوار الممتاز ،و على انه اتاح لي فرصة إجراء الحوار على الرغم من انشغالاته وومسؤلياته الكبرى ،و الجسام.



الف شكر لكم.

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار