تحرير جماجم شهداء الثورة الجزائرية

06 يوليو, 2020 09:19 صباحاً
سري القدوة
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

القدس عاصمة فلسطين -في حدث كان الابرز على مدار تاريخ الثورة الجزائرية المعاصرة فان الجزائر نجحت في تحرير جثامين شهدائها الابرار لتعيدهم الي ارض الجزائر بعد ان كانوا معتقلين واسرى في متاحف فرنسا ليعودوا الي ارض الوطن احرارا ويكونوا رمزا للحرية والعطاء والتضحية وتمكنت الجزائر بعد مفاوضات معقدة من استعادة رفات 24 من قادة المقاومة ضد الاستعمار بعد أن كانت معروضة في متحف باريس مضى على حرمانهم من حقهم الطبيعي والإنساني في الدفن أكثر من 170 سنة من بينهم قادة الثورة الجزائرية الذين ناضلوا بشرف وبطولة وفداء ضد الاستعمار الفرنسي لتنال الجزائر الشقيقة الحرية والاستقلال وتنعم بشمس الحرية ولتستقل الجزائر ثورة الاحرار والشرفاء والشهداء.



ان اصرار الدولة الجزائرية برموزها وأركانها وقادتها على المضي قدما لحماية الموروث الحضاري والتاريخي الجزائري واستعادة جثامين الشهداء بعد مضي هذه السنوات الطويلة هو تأكيد بان الحقوق يجب ان تعاد الي اصحابها وان الثورات ستنتصر وتحقق البطولة وان الثورة تعبر عن ارادة الشعب الحر وهو عازم على إتمام استرجاع رفات المقاومين حتى يلتئم شمل جميع الشهداء الابرار فوق الأرض التي ضحوا من أجلها بأعز ما يملكون وتزامن استعادة رفات الشهداء مع إحياء الذكرى الـ58 للاستقلال والتي تجسد مفاهيم التمسك بمبادئ الثورة وضرورة تحقيق الانتصار والمضي قدما لرسم معالم الدولة الحديثة وبناء مؤسسات ديمقراطية تتناسب مع حجم وتضحيات الثورة الجزائرية الخالدة.



ان استعادة جماجم من ضحوا بأنفسهم لتعيش الجزائر حرة كريمة يعطى اولويات الي ضرورة العمل على ابقاء الملف الخاص بالحروب والجرائم مفتوحا كون الذاكرة الجزائرية مليئة بالشواهد التاريخية عن جرائم الاستعمار الفرنسي بحق الشعب الجزائري فمن من عام 1932 إلى عام 1962 حيث نالت الجزائر الاستقلال والحرية وهنا بين هذه الاعوام الممتدة على امتداد الوجع تكمن وقائع الغياب المنسي والشواهد على فترة لا يمكن ان تندثر في رياح الحرمان او تخفيها العواصف مهما طال الزمن ولا بد من قيام فرنسا بالاعتراف والاعتذار والتعويض عن جرائمها الاستعمارية ولكن باريس تدعو في كل مرة الي طي صفحة الماضي والتوجه نحو المستقبل بعيدا عن اهمية اتخاذ خطوات تتمثل في تقديم الاعتذار المعنوي عن جرائمها التي ارتكبت خلال فترة احتلال الجزائر.



لا يمكن ان تكون عملية تسليم رفاه وجماجم الشهداء تغطية على جرائم الاحتلال الفرنسي وان فتح هذا الملف يؤكد استمرار فتح باقي الملفات الاخرى وهو يشكل اولوية لدي الحكومة والقيادة الجزائرية وان هذه الخطوة هي خطوة مهمة على طريق فتح الملفات الاكثر تعقيدا بما تشكله عملية تسليم رفاه الشهداء من رمزية ليس للجزائر فحسب بل لكل الاحرار والشرفاء في العالم وتحمل رمزية لم يسبق لها مثيل واعترافا معنويا من مستعمر امضى في استعماره زمنا حمل كل معاني الظلم والاستبداد والغطرسة والعدوان.



إن كتابة التاريخ تعكس أماني وطموحات الشعوب في الحياة الكريمة وبيوم خالد يكرس فيه الوفاء لمن هم أكرم منا جميعا واليوم وعندما نتحدث عن شهداء الجزائر الذين رووا الأرض الطاهرة بدمائهم دفاعا عن الثورة فأننا نكرس روح العمل الوطني والجاد ليحتفظ الإنسان بمبادئ الوفاء والتضحية وليكتب أروع صفحات العطاء بفعل تلك الدماء التي تنير الطريق للأجيال صانعة الثورة والتاريخ والحضارة وهنيئا للجزائر رئيسا وحكومة وشعبا في عيد استقلالها وعاشت ذكرى الاستقلال والمجد للثورة والخلود للشهداء الإبطال.









سفير النوايا الحسنة في فلسطين



رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية



[email protected]



الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار